قامت الحكومة الألمانية الأربعاء 9 ماي/آيار 2018 بترحيل مهاجر تونسي يُدعى هيكل.س إلى تونس، وذلك بعد يوم واحد من رفض المحكمة الأوروبية العليا الطعن في قرار سابق للمحكمة العليا الألمانية بترحيل التونسي باعتباره يمثل "خطرًا على أمن ألمانيا"، إذ تتهمه السلطات هناك بالانتماء إلى "تنظيم الدولة الإسلامية"، وكان قد تم إيقافه سنة 2017 بتهمة التخطيط لهجمات إرهابية في مدن ألمانية.
السلطات الألمانية ترحّل التونسي هيكل.س إلى تونس المتهم بالمشاركة في العملية الإرهابية بباردو والذي تتهمه أيضًا ألمانيا بالتخطيط لهجمات إرهابية تستهدف مدنها
كما تتهم الحكومة التونسية بدورها هيكل.س بالمشاركة في العملية الارهابية التي شهدها متحف باردو بتاريخ 18 مارس/آذار 2015 والتي خلفت 22 قتيلاً وجرح 45 شخصًا.
وقد شهد مطار فرانكفورت منذ الساعة السادسة صباحًا يوم الأربعاء حضور عدد كبير من رجال الأمن ومن أجهزة مكافحة الإجرام والمخابرات بهدف ترحيل التونسي. فيما أفادت الحكومة الألمانية لاحقًا أن التونسي المرحّل قد وصل إلى التراب التونسي على الساعة الثامنة صباحًا وقد تسلمته السلطات التونسية.
تأمين فرقة مكافحة الإجرام في ألمانيا للمحكمة في إحدى جلسات الاستماع للتونسي هيكل.س (دير شبيغل)
يذكر أن هيكل. س سافر إلى ألمانيا سنة 2003 للدراسة في أحد جامعاتها لكنه فشل في إتمامها، ثم تزوج من ألمانية وحصل على إقامة دائمة فيها لينتهي هذا الزواج بالطلاق سنة 2009 نتيجة ضربه المتكرر لزوجته والاعتداء عليها بالعنف الشديد، وفق ما تناقلته وسائل إعلام ألمانية.
واختفى هيكل.س من ألمانيا سنة 2013 لمدة سنوات ليظهر في بلغاريا بهوية لاجىء سوري، ثم دخل التراب الألماني بهدف تنفيذ عمليات إرهابية بتاريخ 22 مارس/آذار 2017 لكن السلطات الأمنية الألمانية كشفت هويته المزورة وأوقفته، وأبلغت السلطات التونسية التي تبحث بدورها عنه للاشتباه لمشاركته في عملية متحف باردو الإرهابية.
قبضت السلطات الألمانية على هيكل.س مستعملًا هوية مزوّرة في مارس/آذار 2017 حينما كان يخطّط لتنفيذ عمليات إرهابية
وقد خاضت الحكومة الألمانية معارك قضائية عديدة من أجل ترحيل هيكل.س إلى تونس إذ رفع هذا الأخير دعوى أمام القضاء الألماني بهدف عدم ترحيله خوفًا من إعدامه في بلاده، وتم التقاضي أمام كل المحاكم الألمانية لتحكم أعلى محكمة بإمكانية ترحيله إلى تونس بعد رفض الطعن في طلب الاستئناف أمس الثلاثاء أمام المحكمة الأوروبية العليا ليتم ترحيله مباشرة اليوم نحو التراب التونسي.
تصرّ ألمانيا على ترحيل كل المشتبهين بالإرهاب لديها إلى بلدانهم خشية قيامهم بعمليات إرهابية على أراضيها
وتصر ألمانيا بعد الائتلاف الحاكم الجديد بين الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب الاجتماعي الديمقراطي على ترحيل كل المشتبهين بالإرهاب والذين يمثلون خطرًا على أمنها. إذ صرّح وزير الداخلية الألمانية حديثًا أنه لن يترك أي فجوة أمنية تمكن الارهابيين من تنفيذ عمليات إرهابية على ترابها وسيسعى بكل الطرق القانونية إلى ترحيل هؤلاء في أقرب فرصة ممكنة، وفق تعبيره.
وتأمل ألمانيا أن يتم كذلك ترحيل الحارس الشخصي لأسامة بن لادن التونسي سامي.ع قريبًا إلى تونس والتي تصنفه كعنصر خطير يهدد أمنها القومي.
صور من عملية باردو الإرهابية في مارس/آذار 2015 (فتحي بلعيد/أ.ف.ب)
اقرأ/ي أيضًا:
مهدي بن غربية: من السخيف أن تتهمنا ألمانيا بأننا قد نعذب سامي.ع
خاص: قضية التونسي سامي.ع "الحارس الشخصي لبن لادن" تثير جدلًا حادًا في ألمانيا