03-أكتوبر-2018

القيادات الغاضبة من الغنوشي تدعوه للعودة للتوافق مع الباجي قايد السبسي

الترا تونس - فريق التحرير

 

نشر موقع "الرأي الجديد"، المقرّب من دوائر داخل حركة النهضة، ما قيل إنها رسالة وجهتها مؤخرًا عدة قيادات من الحركة يتقدمها لطفي زيتون إلى رئيسها راشد الغنوشي تضمّنت نقدًا لخيار الحزب في دعم رئيس الحكومة يوسف الشاهد على حساب رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي، واعتبرت الرسالة أن المساس بالتوافق مع رئيس البلاد هو "خروج واضح عن مخرجات المؤتمر العاشر ومقتضيات الخطة السياسية"، محذرة مما اعتبرته وضع البلاد على طريق العودة إلى الديكتاتورية.

قيادات في النهضة للغنوشي: خروج واضح عن مخرجات المؤتمر العاشر ومقتضيات الخطة السياسية

واعتبرت الرسالة أن "التحول في الموقف السياسي للحزب" بني على اعتبار أول مفاده أن بقاء حكومة الشاهد يحقق الاستقرار السياسي، واعتبار ثاني يتعلق بالانقسام في نداء تونس "بين نداء حافظ ونداء الشاهد، وإن نداء الشاهد مرشح ليكون الأقوى ووجب تغيير التوافق من توافق مع نداء الأول لفائدة الثاني".

ويشير أصحاب الرسالة أن رئيس الحركة راشد الغنوشي أكد لهم أن رئيس الجمهورية هو محايد في هذه المعركة وأنه لا يرغب في إقالة الشاهد وأن الخطوط بينه وبين ابنه مقطوعة، ليضيفوا "تطور هذا التحليل بعد أن تأكد للجميع أن الرئيس مصر على إقالة رئيس الحكومة لينتهي إلى أن الرئيس نفسه في حالة ضعف ومأزق ولا يدري ماذا يفعل وأن المعطى الدولي ضده"، وعليه تم تقدير أن حركة النهضة وجدت الوقت المناسب لتشق طريقها خاصة وأن الخارج أصبح مساندًا لموقف النهضة، ولا يرى مانعًا في تقدمها نحو السلطة وحتى في تقديم مرشح منها للرئاسة، وذلك وفق نص الرسالة.

قيادات في النهضة للغنوشي: الشاهد يستغل نفوذه ويستعمل وسائل الدولة في جمع الأنصار وكسب الولاء

ولكن يستدرك أصحاب الرسالة بأن هذا الموقف "يتحول مع مرور الوقت من موقف سياسي إلى خط استراتيجي" ويتعارض مع خط التوافق، وأشاروا لمضي الشاهد لـ"استغلاله لنفوذه واستعماله لوسائل الدولة في جمع الأنصار وكسب الولاء"، معتبرين أن الصراع داخل نداء تونس أكثر تعقيدًا من كونه بين شخصين، بل تتداخل فيه الأبعاد الجهوية والسياسية والاقتصادية وحتى الارتباطات الخارجية.

وحذرت قيادات حركة النهضة الممضية على الرسالة، والتي لم تُنشر أسمائها، من الحديث من إمكانية عودة أجواء الاستقطاب والصراع، غير مستبعدة أن يصبح رهان البعض تحصيل أغلبية برلمانية بــ 109 على قاعدة المغالبة لا التوافق، وذلك مع ترسخ "صورة النهضة التي تدمر كل من يتحالف معها والتي لا تحافظ على عهودها" .

اقرأ/ي أيضًا: السبسي: انقطعت العلاقة مع النهضة وعلى الشاهد التوجه للبرلمان

وفي جانب آخر، ورد في الرسالة أن الجار الغربي، في إشارة للجزائر، لا توجد مؤشرات من جهته أنه مرتاح لنتائج الانتخابات البلدية أو انفراد النهضة بالحكومة. 

واستخلص قياديو حركة النهضة الممضين على الرسالة أن التشبث بالموقف الحالي، أي دعم الشاهد، يعني "قطع شعرة معاوية مع رئيس الدولة" وهو "تمهيد لمرحلة جديدة من التصعيد وتوتير الأجواء قد تفصح عما لا يحمد عقباه".

قيادات في النهضة للغنوشي: يجب العودة للتوافق مع السبسي ويجب عليك المبادرة لإصلاح العلاقة معه

ووجهوا في ختام رسالتهم المسرّبة لفت انتباه لرئيس حركة النهضة راشد الغنوشي بأن المضي "دون أي تفاهمات ولا عقود ولا تصور واضح للمستقبل ولا تشديد على ضمانات عدم الجور، قد يتسبب في إهدار أهم مكسب للثورة التونسية بإجهاض الانتقال الديمقراطي"، داعين إلى "العودة إلى سياسة التوافق" وهو ما يقتضي التوقف عن الانخراط حركة النهضة في النزاع والانتصار لطرف على الأخر ومبادرة رئيس الحركة لإصلاح العلاقة مع رئيس الجمهورية.

 

اقرأ/ي أيضًا:

حركة النهضة: ملتزمون بالتوافق مع السبسي ولا نتنكّر للعلاقة المتينة معه

هل أجهز الشاهد على والده العجوز أم ليس بعد؟