الترا تونس - فريق التحرير
تتواصل عمليات البحث عن مجموعة من المهاجرين غير النظاميين المفقودين منذ الأربعاء 21 سبتمبر/أيلول 2022، بعد أن توقفت كلّ سبل التواصل معهم منذ ذلك الحين لدى مغادرتهم سواحل جرجيس التابعة لولاية مدنين، وفق ما أكدته الناشطة بالمجتمع المدني بجرجيس أحلام عبد السلام.
وأضافت عبد السلام، الأربعاء 28 سبتمبر/أيلول 2022 في تصريح لإذاعة "موزاييك أف أم"، أن عدد المهاجرين الذين فقد أثرهم منذ 8 أيام يبلغ 18 مهاجرًا من بينهم نساء وأطفال، وفقها.
ناشطة بالمجتمع المدني بجرجيس: عمليات البحث عن المهاجرين غير النظاميين المفقودين منذ 8 أيام متواصلة علمًا وأن من بينهم نساء وأطفال
وكان متساكنو جرجيس قد نفذوا تحركات ووقفة احتجاجية أمام مقر المعتمدية لمطالبة السلطات بالتحرك والبحث عن المفقودين.
وقالت الناشطة بالمجتمع المدني، في هذا الصدد، إن السلطات المحلية بجرجيس باشرت التفتيش عن المفقودين بعد الاحتجاجات التي نفذها متساكنو الجهة في الشوارع، كما قامت بإحداث خلية أزمة في الغرض من أجل البحث عن المفقودين، وفقها.
وتابعت أحلام عبد السلام: "الحادثة خلفت مأساة وألمًا كبيرًا في صفوف متساكني المنطقة، لذلك هم متمسكون بعدم التوقف عن البحث عن المفقودين"، مؤكدة أن "الجهود متظافرة للعثور عنهم"، حسب تصريحها.
في المقابل، اعتبر رئيس جمعية البحار بجرجيس، مجيد عمر، في تصريح للإذاعة ذاتها، أن عمليات البحث عن المهاجرين غير النظاميين المفقودين حاليًا تكاد تكون متوقفة، مؤكدًا أنها "ليست بنفس الكثافة التي كانت عليها قبل يومين"، مرجعًا ذلك إلى "ما وقع تداوله مؤخرًا من إشاعات حول القبض على المهاجرين المفقودين في ليبيا"، وفقه.
رئيس جمعية "البحار" بجرجيس: عمليات البحث عن المهاجرين غير النظاميين المفقودين حاليًا تكاد تكون متوقفة وليست بنفس الكثافة التي كانت عليها في الأول وذلك بسبب تداول أخبار عن القبض عن المهاجرين في ليبيا
وكان عدد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، قد تداول خبرًا عن إلقاء القبض على مجموعة من الشبان التونسيين أصيلي مدينة جرجيس من طرف خفر السواحل الليبي أثناء رحلة هجرة غير نظامية في اتجاه إيطاليا.
وفي تعليقها على ذلك، قالت الناشطة بالمجتمع المدني أحلام عبد السلام إنه "لا يمكن تصديق ما يقع تداوله على منصات التواصل، طالما لم تصدر عن جهات رسمية"، داعية إلى التوقف عن نشر الأخبار الزائفة لما يمكن أن يكون لها من تأثير على نفسية عائلات المفقودين.
ديوان التونسيين بالخارج: بعد التقصي عن المهاجرين لدى جهاز مكافحة الهجرة غير النظامية الليبي وخفر السواحل لم يثبت وجود تونسيين موقوفين من أجل الهجرة غير النظامية في ليبيا
وكان ديوان التونسيين بالخارج قد نشر، الثلاثاء 27 سبتمبر/أيلول 2022، بيانًا أكدت فيه أنه "بعد التقصي عن المجموعة لدى جهاز مكافحة الهجرة غير النظامية الليبي وخفر السواحل وكذلك بعض الجهات الأخرى بمنطقة زوارة ومليتة بليبيا ومع المنظمات الدولية على غرار أطباء بلا حدود والمنظمات الدولية المعنية بالهجرة بليبيا، لم يثبت وجود تونسيين موقوفين من أجل الهجرة غير النظامية بليبيا"، وفقه.
وذكر الديوان، في ذات الصدد، أنه "وقع تداول الخبر بناء على اتصال بالعائلات من قبل شخص ليبي أعلمهم بوجود أبنائهم بليبيا إلا أنه وبعد التنسيق مع المصالح ذات الاختصاص يرجح أن هذا الشخص يقوم بابتزاز عائلات المفقودين مقابل إيهامهم بوجود أبنائهم بليبيا، وأنه سيتوسط لهم لإطلاق سراحهم"، حسب نص البيان. كما أشار إلى أن "التحري والبحث لدى السلطات الليبية لا يزال متواصلًا"، وفق البيان ذاته.
جدير بالإشارة أن عمليات الهجرة غير النظامية من السواحل التونسية ما انفكت تتزايد، وتتخذ أشكالًا جديدة، وبرزت في الآونة الأخيرة ظاهرة هجرة عائلات بأكملها تتضمن أطفالًا ونساء، وحتى من هم من أصحاب الشهائد العليا.
ووفق آخر إحصائيات المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، فإن عدد التونسيين الواصلين إلى السواحل الإيطالية عبر الهجرة غير النظامية، بلغ 3730 شخصًا في ظرف أقل من شهر، من 15 أوت/ أغسطس إلى 8 سبتمبر/ أيلول 2022.
وقال الناطق باسم المنتدى رمضان بن عمر، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء (الوكالة الرسمية)، إن "مشروع الهجرة لم يعد يعتمد على العوامل الاجتماعية والاقتصادية فقط، بل تعدى الوضع العام بالبلاد "،وخاصة الوضع السياسي المتأزم وغياب رؤية وخارطة طريق واضحة تؤسس لبوادر انفراج ممكنة، وهو ما رسخ في أذهان البعض حالة عدم اليقين في المستقبل والإحباط" حسب تقديره.
