كشفت منظمة "أنا يقظ"، وهي فرع منظمة الشفافية الدولية في تونس، جردًا لمدى تحقيق رئيس الجمهورية الباجي قايد السّبسي، لوعوده الانتخابية بعد سنتين من دخوله لقصر قرطاج الرّئاسي، حيث بيّن التقرير التقييمي تنفيذه لثلث وعوده الانتخابية وهي 12 وعدًا من أصل 31، مقابل 13 وعدًا في مرحلة التنفيذ و6 وعود لم تتحقّق بعد.
مبادرة "سبسي متر" تهدف لرصد أداء رئيس الجمهورية التونسي من خلال توثيق ما تم تحقيقه مقارنةً بما وعد به في برنامجه الانتخابي
ومبادرة "سبسي متر" التي أطلقتها المنظمة تهدف، وفق المشرفين عليها، لرصد أداء رئيس الجمهورية من خلال توثيق ما تم تحقيقه من إنجازات مقارنةً بما وعد به في برنامجه الانتخابي إبان حملته الانتخابية لمنصب رئاسة الجمهورية في خريف 2014.
اقرأ/ي أيضًا: لساسة تونس من زلات اللسان نصيب
وكشف التقرير التقييمي أن قائمة الوعود غير المنجزة تشمل إبعاد العمل الدبلوماسي عن التجاذبات الحزبية والاعتبارات الشخصية، وتطوير المنظومة الأمنية والعسكرية، والمبادرة التشريعية في الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية. حيث لم يقم السبسي منذ صعوده لقرطاج بتقديم إلا مبادرة تشريعية وحيدة حول المصالحة الاقتصادية، في تعارض مع مسار العدالة الانتقالية بالبلاد، وقد أثارت هذه المبادرة رفضًا من المعارضة وتحفظًا من حلفائه في الحكم، وهو ما أدى لتعليق النّظر فيها خاصة بعد ضغط الشارع.
وفي المقابل، تضمّ قائمة الوعود المنجزة، التنسيق الدولي والإقليمي المركز حول الإرهاب، وإعادة الإشعاع للدبلوماسية التونسية. ويشكك في المقابل عديد الملاحظين في مدى نجاح السبسي في ملف الدبلوماسية خاصة في ظل ضعف الحضور الرسمي في الملفّ الليبي، وتوتّر العلاقات مع الجزائر بسبب التعاون العسكري مع واشنطن، إضافة لتخلّف السبسي عن حضور القمم الأفريقية والقمة العربية الأخيرة.
أما فيما يتعلق بالوعود العاجلة، ورغم مرور سنتين، كشف التقرير أن قائمة هذه الوعود المنجزة لم تتجاوز نسبة 37% فيما 25% لم تنجز. وتشمل الوعود العاجلة غير المنجزة احترام تمثيلية الشباب في التركيبة الحكومية وذلك بنسبة الربع والقضاء على التلوّث البيئي، فيما تضمّ الوعود العاجلة المنجزة إلغاء الإجراء الذي يجبر الزوار القادمين من بلدان المغرب العربي على دفع أداء بقيمة 30 دينارًا (14 دولارًا) عند مغادرة تونس.
اقرأ/ي أيضًا: تونس.. حكم السرّاق
ويبيّن جرد لكل الوعود، التي تم توزيعها لستة مجالات هي الإجراءات العاجلة، والأمن والدفاع، والدبلوماسية الاقتصادية، والشؤون الخارجية، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، والتعهّد الأخلاقي، أن أكثر الوعود المحقّقة تشمل مجال الدبلوماسية الاقتصادية، فيما تنعدم بتاتًا الوعود المحققة في مجالين هما التنمية الاقتصادية والاجتماعية، والتعهد الأخلاقي. ويشمل هذا المجال ثلاثة وعود لم يحققها السيسي وهي أن يكون مدافعًا عن الحريات وحاميًا للدستور، وأن يحافظ على حقوق الأقليات وذوي الاحتياجات الخصوصية، وأن يسهر على الشفافية المالية لرئاسة الجمهورية والحياة العامّة أيضًا.
ولاحظ تقرير المنظّمة أن السبسي لم يحترم أصوات الناخبين الذين اختاروا برنامجًا انتخابيًا سنة 2014 تمّ استبداله بعد أقل من سنتين بوثيقة قرطاج واللجوء لحكومة وحدة وطنية سنة 2017. كما كشف أن السّبسي لم يلتزم بالحياد في الحياة الحزبية حسب ما يقتضيه الدستور وذلك بمشاركته في مؤتمر استثنائي لحزب "نداء تونس" الذي كان يترأسه، كما تدخّل الرئيس في التعيينات داخل الحزب في محاولة لإنقاذه من خلافاته الداخلية.
من جهتها، علّقت رئاسة الجمهورية عبر ناطقها الرّسمي رضا بوقزّي بالقول إن طريقة تقديم الأرقام هي التي أدّت إلى "اللخبطة" في الرأي العام وخاصة في صفوف مستعملي شبكات التواصل الاجتماعي، مضيفًا أنه عوض أن تقدّم المنظمة رقمًا شاملاً قامت بتقسيمه، وكأنها أرادت التقليص من أهميّة ما حققه السبسي وفريقه، وفق تعبيره.
اقرأ/ي أيضًا: