الترا تونس - فريق التحرير
أثار تكليف رئيس الجمهورية قيس سعيّد لوزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال هشام المشيشي بتكوين الحكومة الجديدة في ظرف شهر واحد، موجة من التفاعلات وردود الأفعال المتباينة في أوساط النشطاء والفاعلين السياسيين، في انتظار إعلان الأحزاب لمواقفها الرسمية خلال الساعات القادمة.
عدنان منصر: أصبحنا واقعيًا تحت نظام رئاسي، بدستور لنظام شبه برلماني، مع اتجاه واضح لمركزة القرار في يد شخص واحد
مدير الديوان الرئاسي السابق والناشط السياسي عدنان منصر دوّن على حسابه على فيسبوك تحليلًا بعنوان "تكليف السخرية والعقاب" لدلالات هذا التكليف، معتبرًا أن أن المقياس الأساسي للاختيار لدى سعيّد الثقة مضيفًا أنه "لن يفرط في ورقة التكليف مجددًا بعد أن قدمت إليه على طبق وردي. هذا يفترض ألا يكون لأي مكلف أي سند برلماني قد يشجعه يومًا ما على شق عصا الطاعة، وعلى كسر المنطق الذي كلف على أساسه بمهمة تشكيل الحكومة".
وأضاف أن "المزعج في عملية التكليف أن الرئيس اختار إحياء تقليد قديم، لا يرتاح له أحد، وهو إيصال وزير داخلية مباشر لرئاسة الحكومة" مؤكدًا أنه في الواقع " بات رئيس جمهورية يستأثر بكامل القرار التنفيذي، ويوحد السلطة التنفيذية حول شخصه وحول دائرة ضيقة من "الأوفياء" ممن لا ماضي سياسي لهم، ومن المُستعدّين للسير في أي طريق يختاره. وهذا ليس جيدًا للديمقراطية، في الحد الأدنى".
وأكد "أننا أصبحنا واقعيًا تحت نظام رئاسي، بدستور لنظام شبه برلماني، مع اتجاه واضح لمركزة القرار في يد شخص واحد مستفيدًا من بعض ثغرات الدستور، وخاصة من عدم وجود محكمة دستورية".
فيما اعتبر الناشط السياسي الحبيب بوعجيلة أنه "يكون من التعالم (بالمعنى الدقيق لمفهوم الاستشراف السياسي ) بناء توقع موضوعي لما سيكون عليه المشهد السياسي في حكومة المشيشي".
وكتب الناشط السياسي والمستشار السابق في حكومة الفخفاخ جوهر بن مبارك أنه "في دنيا السياسة ثمن الأخطاء يدفع بالحاضر"، مضيفًا، على حسابه على فيسبوك، أن" أمام المشيشي طريق وعرة وأخطاءها ستدفع بالحاضر أيضًا". وواصل: "جنّبوا البلاد محنة أخرى قد لا تنهض بعدها. لا مجال للأخطاء الآن. مساعدة الرجل على الإنقاذ فقط، هذه الأولوية القصوى. لا للمغامرات و المكابرة الوطن يحتاج ذلك".
من جهته، كتب رئيس كتلة الإصلاح الوطني حسونة الناصفي أن المشيشي "شخصية مستقلّة ورجل دولة ابن الإدارة التونسية و كفاءة تستحق الدعم و المساندة" مضيفًا "نحن لها صديقي ....كان الله في عونكم".
وفي ذات الإطار، كتب النائب عن حركة الشعب هيكل المكي أن رئيس الجمهورية "أثبت مرة أخرى أن لتونس رئيس واحد في الداخل وفي الخارج" مضيفًا "ثقتنا كبيرة في الصديق هشام المشيشي لإدارة المرحلة".
في المقابل، هاجم رئيس كتلة ائتلاف الكرامة سيف الدين مخلوف رئيس الجمهورية قائلًا إنه "لا يعبّر دستور ولا برلمان ولا أحزاب ولا ثورة. تحوّل إلى عبء حقيقي على الانتقال الديمقراطي في تونس"، مؤكدًا أن اختيار المشيشي يؤكد موقف الائتلاف السابق بأن مآل مقترحات الأحزاب هي سلة المهملات.
من جانبها، كتبت النائب عن حركة النهضة يمينة الزغلامي على حسابها على فيسبوك "تونس بخير والحمد لله".
أما النائب عن حزب "صوت الفلاحين" فيصل التبيني اعتبر، على حسابه على فيسبوك، أن تكليف المشيشي يأتي في إطار التمييز الإيجابي بين الجهات باعتبار أن رئيس الحكومة المكلّف أصيل ولاية جندوبة وذلك للمرة الأولى في تاريخ البلاد.
اقرأ/ي أيضًا: