الترا تونس - فريق التحرير
تضج شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام تونسيًا، طيلة الأيام الأخيرة، بأخبار وصور عن قصة السباح التونسي الذي قيل إنه "عبر البحر الأبيض المتوسط سباحة بين إيطاليا وتونس في 66 ساعة دون انقطاع"، وهو الذي يبلغ من العمر 69 سنة.
- ما القصة؟
انطلقت القصة بتداول عدد من الصفحات على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك صورًا ومقاطع فيديو قصيرة مرفوقة بمعطيات تقول إن السباح التونسي نجيب بلهادي بصدد "تحطيم رقم قياسي" وذلك بعزمه على اجتياز المحيط سباحة من إيطاليا إلى تونس. لم تلقَ القصة رواجًا في بدايتها، لكن بمجرد نشر وزارة الرياضة التونسية بلاغًا هنأت فيه السباح بـ"إنجازه"، ضجت منصات التواصل ومواقع إعلام تونسية بذلك.
كانت وزارة الرياضة التونسية قد احتفت بالسباح نجيب بلهادي وهنأته قبل أن تدفعها حملة تشكيك في مدى صحة خبر "إنجازه" الأمر الذي دفعها لحذف التهنئة والتعهد بالتثبت من كل التفاصيل المتعلقة بالمسألة
وذكرت الوزارة في بلاغها أنه "في مواصلة لخوض رهان التحديات الرياضية في عالم السباحة الحرة، انطلق السباح والبطل التونسي نجيب بالهادي (69 سنة) منذ يوم 15 جوان/يونيو 2022 في مغامرة جديدة لتحقيق رقم قياسي جديد بقطعه 155 كيلومترًا، في مياه عمقها 1500 متر، وذلك لمدة استغرقت بين 60 و70 ساعة انطلاقًا من سواحل إيطاليا تحديدًا Pantelleria إلى ياسمين الحمامات تونس".
وسرعان ما تداولت وسائل إعلام محلية الخبر واحتفت بالسباح التونسي نجيب بلهادي مروجة أنه "حطم رقمًا قياسيًا" في السباحة الحرة، وفق ما وقع تداوله.
- حملة تشكيك
في المقابل، انطلقت حملة تشكيك في مدى مصداقية الخبر الذي تم تناقله، وتراوحت ردود فعل نشطاء على شبكات التواصل الاجتماعي بين من اتهموا السباح بشدة وتساءلوا عن مدى صحة قصته، وآخرين عبروا عن مساندتهم إياه إزاء حملة التشكيك التي طالته.
انطلقت حملة تشكيك في مدى مصداقية "إنجاز" السباح وتراوحت ردود فعل نشطاء على شبكات التواصل الاجتماعي بين من تساءلوا عن مدى صحة قصته، وآخرين عبروا عن مساندتهم إياه إزاء حملة التشكيك التي طالته
وقد أعاد السباح التونسي أسامة الملولي نشر بلاغ وزارة الرياضة التونسية على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أرفقها بالتعليق التالي: "أكبر كذبة في تاريخ الرياضة التونسية ووصمة عار على السباحة التونسية. المهزلة الأكبر من هذا أن بوابة الوزارة تعترف بهذه المهزلة وتشجع هذه السلوكيات وتفتح مجالًا إعلاميًا هامًا لمغالطة الرأي العام والمس من جدية وصعوبة تحديات بهذا الحجم"، على حد تعبيره.
وتتالت إثر ذلك تدوينات لنشطاء يشككون في نزاهة القصة ويطالبون الوزارة بنشر توضيح أو معطيات مفصلة حول ما وصفته بـ"الرهان"، خاصة وأن تحقيق رقم قياسي يستوجب مرافقة من فريق خاص تابع لموسوعة غينيس لتوثيق الحدث ثم نشره رسميًا بالموقع الدولي.
اتساع دائرة حملة التشكيك دفع وزارة الشباب والرياضة التونسية إلى المسارعة بحذف منشورها المتعلق بتهنئة السباح نجيب بالهادي، ثم نشر بلاغ آخر مقتضب، عشية السبت 18 جوان/ يونيو 2022، ذكرت فيه أنه: "تبعًا للتشكيك الذي يحوم حول صحة المعطيات المتعلقة بالرهان الجديد في السباحة الحرة الذي خاضه السباح التونسي نجيب بلهادي من عدمه، ستتولى مصالح الوزارة التثبت والتدقيق في كل التفاصيل والمعطيات لدى الجهات المعنية وإفادة الرأي العام".
وإلى حد كتابة هذه الأسطر لم تورد الوزارة أي معطيات محينة بخصوص ما توصلت إليه في علاقة بقصة السباح، ولم تؤكد أو تنفِ بعد صحة ذلك.
- كيف علّق السباح؟
السباح نجيب بلهادي يقول في تعليقه على الجدل الحاصل إنه "صعد في فترات معينة على متن الباخرة لتناول الدواء ولتجنب أي حادث قد يحصل بسبب تعكر المناخ"
وفي تعليقه على الجدل الحاصل، قال السباح نجيب بلهادي، في حوار مع موقع "حقائق أون لاين" (محلي) الاثنين 20 جوان/يونيو 2022، إن "الرهان الرياضي تم تحت إشراف المنظمة العالمية لسباحة المياه المفتوحة قطعه بمرافقة باخرة على ملك شخص تونسي واختارتها المنظمة".
واستطرد قائلًا إن "الرهان تم على مرحلة واحدة تخللتها فترات راحة على متن الباخرة"، وإنه "صعد الباخرة لتناول الدواء وتجنبًا لأي حادث قد يحصل بسبب تعكر المناخ"، على حد روايته.
لكن تصريحات بلهادي هذه أيضًا جددت الجدل وأثارت مزيدًا من الشكوك بخصوص مدى صحة هذا "الرهان الرياضي" أساسًا.