14-نوفمبر-2018

التأمين ضد التحركات الشعبية شائع الانتشار في العالم (فتحي بلعيد/أ.ف.ب)

الترا تونس - فريق التحرير

 

أثار إعلان دعائي لإحدى شركات التأمين التونسية بخصوص عرض للتأمين ضد الاضطرابات والاحتجاجات الشعبية جدلًا بين ناشطين، وذلك على اعتبار التعامل مع الحق في التظاهر كخطر مهدّد لمصالح الأفراد والمؤسسات وذلك بما يمس من شرعيته ويجرّمه بصفة غير مباشرة، والحال أن هذه الاحتجاجات لا تستهدف تهديد مصالح الأفراد بل على العكس الدفاع عنها، وفق ما يؤكد الناشطون.

في المقابل، يدافع آخرون على هذا النوع من التأمين، بالنظر للأضرار التي قد يقع تكبدها بسبب التحركات التي تعرفها تونس بين الفينة والأخرى، مع التأكيد أن هذا التأمين يستهدف حماية المصالح ولا يمس من شرعية حق التظاهر.

جدل بين الناشطين في تونس حول عرض إحدى شركات التأمين للتأمين ضد المظاهرات والاحتجاجات الشعبية في تونس

والتأمين ضد المظاهرات والتحركات الشعبية ليس بالأمر المستجد في تونس، رغم جهل الكثيرين له، حيث تقوم شركات التأمين بتقديم عروض في هذا الجانب خاصة في السنوات الأخيرة التي تميزت بارتفاع عدد التحركات الاجتماعية للمطالبة بالتشغيل والتنمية في عديد المناطق بالجمهورية، وما قد تسببه أحيانًا من أعمال شغب وتخريب تستهدف الممتلكات الخاصة والعامة.

وهذا النوع من التأمين غالبًا ما تعتمده الشركات والمؤسسات وليس الأفراد لحماية مصالحها من أضرار الاحتجاجات.

وقد عرف التأمين ضد الاحتجاجات وكذلك ضد الأحداث الإرهابية تطورًا لافتًا في السنوات الأخيرة في عديد دول العالم، على ضوء ارتفاع هذه الاحتجاجات أو الأحداث وتصاعد كلفتها. وقد كلفت على سبيل المثال الاحتجاجات التي شهدتها تايلندا سنة 2010 قطاع التأمين بين 500 مليون دولار ومليار دولار. كما بلغت كلفة التأمين إثر احتجاجات توتنهام في بريطانيا سنة 2011 نحو 320 مليون دولار.

كلفت احتجاجات تايلندا سنة 2010 قطاع التأمين بين 500 مليون دولار ومليار دولار

وإضافة لشركات التأمين، قد تتحمل الدولة في فرنسا مسؤولية الأضرار الناتجة عن الاحتجاجات وتقوم بالتأمين على غرار تكفل الدولة بدفع جبر الضرر بعد احتجاجات سترازبورغ سنة 2009 ضد عقد قمة الحلف الأطلسي.

وإجمالًا، أصبح التأمين عقدًا وجوبيًا على الأفراد في بعض الحالات على غرار واجب تأمين السيارة. فيما يحرص أفراد على تأمين بيوتهم من الحرائق والأحداث، بل وتأمين أنفسهم عبر عقد التأمين على الحياة. ويشهد مجال التأمين توسّعا بشكل يثير الغرابة أحيانًا على غرار تأمين عديد نجوم كرة القدم والفن في العالم على أجسادهم أو على أعضاء معينة، وذلك على غرار تأمين الملحن الأمريكي ديفيد لي روث على أصابعه التي يستعملها للعزف.

 

اقرأ/ي أيضًا:

ارتفاع نسبة الاحتجاجات في شهر سبتمبر 2018 بـ33% مقارنة بسنة 2017

"قمر الغربة" بصوت حمزة نمرة.. حينما يبهر "الشعبي التونسي" الجمهور العربي