12-أكتوبر-2021

" بمشاركة كل الفئات مع حضور الخبرات التونسية من الداخل والخارج" (ODD ANDERSEN/ أ ف ب)

الترا تونس - فريق التحرير

 

وجّه عضو المكتب التنفيذي لحركة مشروع تونس محمد الفاضل محفوظ، الثلاثاء 12 أكتوبر/تشرين الأول 2021، رسالة إلى رئيسة الوزراء نجلاء بودن وأعضاء حكومتها، مؤكدًا أن "نجاحهم مرتبط بمرافقة الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية بمسار سياسي تصحيحي، يتفادى هنات الماضي"، ومعتبرًا أنه "من المحتم الدفع نحو جمهورية جديدة، ثالثة، تستبطن قيم الجمهورية، بل وتعلن عنها مجددًا وتدافع عنها"، وفق تقديره.

وأضاف، في نص الرسالة التي نشرها على صفحته الرسمية بموقع التواصل فيسبوك: "مسألة الشرعية ستقضّ مضجعكم (موجهًا خطابه لبودن وأعضاء حكومتها)، طالما أن المرحلة الاستثنائية التي نرجوها انتقالية ولفترة وجيزة، قائمة الذات بين مناصر ومناهض.. وقد تزيد الوضعية الاقتصادية والاجتماعية تعقيدًا على تعقيد قد لا تتحمله الوضعية السياسية بسبب تجاذبات عميقة لا تختزل في العشر سنوات الفارطة، بل في إرث بمحاسنه ومساوئه منذ انبعاث الدولة الوطنية"، حسب رأيه.

الفاضل محفوظ: مسألة الشرعية ستقضّ مضجع الحكومة طالما أن المرحلة الاستثنائية قائمة الذات.. وقد تزيد الوضعية الاقتصادية والاجتماعية تعقيدًا على تعقيد قد لا تتحمله الوضعية السياسية 

وأكد  محفوظ أن "الواجب لا يتوقف عند المسائل التقنية المضمونة مبدئيًا بالكفاءة، والتي سنحكم عليها بالنتائج، بل على قراءة جيدة للأوضاع الوطنية والدولية بمختلف تجلياتها"، مشددًا على أن "أي إصلاح حقيقي في الفترات الانتقالية يستوجب مرافقة وطنية وبيداغوجية تجنبًا لعدم فهم الإصلاحات أو رفضها جملة وتفصيلًا سواء من الفئات الضعيفة ماديًا أو من أصحاب المصالح الاقتصادية التي تعتقد نفسها مستهدفة، علاوة على ضرورة ملاءمتها لمنطق التوازن في المعاهدات الدولية الاقتصادية"، على حد تصوره.

وأوضح، في هذا الصدد، أن "المرافقة الوطنية هي في حقيقة الأمر التشاركية في صنع القرار السياسي، بالمعنى النبيل للكلمة، من خلال إحداث فضاءات في شكل فعاليات (assises) دستورية وقانونية واقتصادية واجتماعية وثقافية، بمشاركة كل الفئات مع حضور الخبرات التونسية من الداخل و الخارج، قصد تأطير النقاش"، وفق ما يقترحه.

الفاضل محفوظ: أي إصلاح حقيقي في الفترات الانتقالية يستوجب مرافقة وطنية تشاركية في صنع القرار السياسي من خلال إحداث فضاءات في شكل فعاليات دستورية وقانونية واقتصادية واجتماعية وثقافية بمشاركة كل الفئات

ولفت إلى أنه "يكون من المفيد تنقل هذه الفعاليات وتنظيمها داخل الجمهورية وأن لا تقتصر على العاصمة، تشريكًا لأكبر عدد ممكن من الكفاءات داخل البلاد"، مستدركًا أنه "قد يبدو العمل مضنيًا لأول وهلة ومضيعة للوقت الثمين، لكننا نعتقد أن الالتقاء حول مشروع وطني يتطلب هذا الجهد التشاركي الحامل في طياته مقومات الوحدة الوطنية المبنية على مصارحة الآخر ومصالحة الذات"، حسب رأيه.

وختم تدوينته بالقول: "نريدها إذن جمهورية جديدة ثالثة تصلح ما أفسده البعض سواء عن حسن نية أو عن سوء نية، تحقق الذات المواطنية والوعي المواطني بضمان الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والمدنية مع مراقبة الالتزام بالواجبات بفضل مؤسسات مستقلة، مراقبة لبعضها البعض، وعادلة"، وفق تقديره.

وتأتي تدوينة الفاضل محفوظ إثر أداء نجلاء بودن وفريقها الحكومي اليمين الدستورية، الاثنين 11 أكتوبر/تشرين الأول 2021، أمام الرئيس قيس سعيّد بقصر الرئاسة بقرطاج. وقد قدمت بودن تركيبة حكومتها التي تضمّ 25 عضوًا من ضمنهم 9 نساء، كما قدمت كلمة موجزة أعلنت من خلالها عن برنامجها وأولوياتها.

اقرأ/ي أيضًا: مشروع تونس تكلّف فاضل محفوظ بإجراء اتصالات مع اتحاد الشغل والمنظمات الوطنية

يشار إلى أن محمد الفاضل محفوظ كان قد أعلن ، الثلاثاء 5 أكتوبر/تشرين الأول 2021 ، أنه يعمل حاليًا على خلق ديناميكية جديدة من خلال الانفتاح على مختلف الأحزاب والمنظمات والشخصيات الوطنية التي تؤمن بالدولة المدنية من أجل تقديم مقترحات وتصورات لرئاسة الجمهورية الماسكة حاليًا بمقود الإصلاحات ومطالبتها بالرجوع إلى دولة القانون.

وأكد، في مداخلة له على إذاعة "موزاييك أف أم": "حتى إن كان الرئيس لا يزال متحفظًا على الحوار أو لا يريد إطلاقه بسرعة، سنعمل من خلال تكوين هذا الرأي العام والتوصيات والمقترحات التي سنتوصل إليها على الضغط عليه إيجابيًا حتى يستمع إلينا"، وفق ما جاء على لسانه. 

يذكر أن حركة مشروع تونس كانت قد أعلنت، في بلاغ نشرته الاثنين 27 سبتمبر/ أيلول 2021، تكليف عضو المكتب التنفيذي العميد محمد الفاضل محفوظ بإجراء الاتصالات اللازمة بهدف المساهمة في خلق آلية وطنية مدنية وسياسية تكون في قلبها المنظمات الوطنية وعلى رأسها الاتحاد العام التونسي للشغل، والتي ترفض الرجوع لما قبل 25 جويلية/ يوليو 2021".

وجاء في البلاغ الممضى من رئيس المكتب السياسي محسن مرزوق أنّ هذه الآلية تطالب في الوقت نفسه "بوضع تصورات وبرنامج عمل وطني تشاركي للخروج من الوضع الاستثنائي الحالي في أقرب الآجال والدفاع عن الحريات ودولة القانون والديمقراطية".

 

اقرأ/ي أيضًا:

محفوظ: نعمل على خلق ديناميكية جديدة بين القوى الوطنية للضغط إيجابيًا على سعيّد

تضم 25 عضوًا من ضمنهم 9 نساء: تركيبة حكومة نجلاء بودن