الترا تونس - فريق التحرير
نشر رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي نصًا مطوًلًا على صفحته على فيسبوك بعنوان "لقاء باريس :الدروس والتحديات والآفاق" بمناسبة الذكرى الخامسة للقاء باريس الشهير يوم 15 أوت/أغسطس 2013 الذي جمعه برئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي زعيم جبهة الإنقاذ وقتها. وقد تحدث الغنوشي في نصه عن السياق السياسي لهذا اللقاء الذي مهّد الطريق للتوافق بين الرجلين، قائلًا إنه "كان منطلقًا لمسار حمى البلاد من الفتنة والانقسام وهيأ للثورة التونسية سبل النجاح"، مؤكدًا التزامه باستمرار التوافق، مشيرًا بن النهضة ستتفاعل مع مبادرة المساواة في الإرث حين تقديمها للبرلمان.
راشد الغنوشي: التوافق لم يكن صفقة انتهازية أو خيارًا تكتيكيًا أو مناورة ظرفية والنهضة أنقذت نفسها من محرقة وأنقذت الثورة من الارتداد
وتحدث الغنوشي حول سياق لقاء باريس أن الأمور في صيف 2013 "كانت تسير نحو الفوضى.. وكان التحريض على أشدّه"، وقال إن هذا اللقاء كانت استجابة لدعوة أطلقها السبسي من شاشات التلفزة في شهر أوت/أغسطس 2013، مضيفًا "لم تتأخر استجابتي وحتى من لامني وقتها على الذهاب الى باريس للقائه، أجبته لو كان الذهاب إلى غواتيمالا مفيدًا لتونس في درء الفتنة المخيم شبحها على البلاد ما ترددت".
واعتبر الغنوشي أن التوافق "لم يكن صفقة انتهازية أو خيارًا تكتيكيًا أو مناورة ظرفية"، وقال إن النهضة "خرجت من الحكم ولكنها لم تخرج من السياسة، لم تنقذ نفسها وحسب من محرقة كانت تعد بل أنقذت بانسحابها من السلطة الثورة من الارتداد، أنقذت ما غدا يعرف بالنموذج التونسي والاستثناء التونسي"، حسب قوله. وكشف رئيس حركة النهضة أن لقاء باريس أعطى إشارة لسلسلة لقاءات في منزله وفي منزل السبسي بالتوازي مع الحوار الوطني وإلى غاية موفى 2014.
اقرأ/ي أيضًا: ترجمة: الغنوشي يتحدث عن الرئاسيات والميراث والشيعة والجهاد
وقال الغنوشي إن فوز النهضة في الانتخابات البلدية "لم يتحول إلى مصدر لإرباك توازنات المشهد القائم، أو مبعثًا لغرور وتغول"، مشيرًا لوجود تباين في وجهات النظر وتنازلات متبادلة وتعارض أحيانًا بين حركة النهضة ونداء تونس مرجعًا ذلك لطبيعة المنافسة بين الحزبين، حسب تعبيره. وقال "إن تونس لا يمكن أن تُحكم بمنطق الأغلبية والأقلية وأن نتيجة الصندوق لا يجب أن تتنافى مع ضرورة الحفاظ على إمكانية التوافق على منظومة حكم مستقر".
وأكد رئيس حركة النهضة، في هذا السياق، "التزامه التام بخيار التوافق" مع رئيس الجمهورية، واصفًا هذا التوافق بأنه "أرضية خصبة لكل حوار جدي بين مكونات المجتمع وهو خيار استراتيجي لحركة النهضة"، وأشار أن حركة النهضة ستتفاعل مع مبادرة المساواة في الإرث حين تقديمها للبرلمان "بما تقتضيه من الحوار والنقاش للوصول الى الصياغة التي تحقق المقصد من الاجتهاد وتجعل من تفاعل النص مع الواقع أداة نهوض وتجديد" حسب تعبيره.
راشد الغنوشي: التوافق هو خيار استراتيجي لحركة النهضة وتونس لا يمكن أن تُحكم بمنطق الأغلبية والأقلية
وفي جانب آخر، أشار الغنوشي أن دعوة النهضة إلى الاستقرار الحكومي لم تكن متعارضة مع خيار التوافق أو بحثًا عن أطر بديلة عنه، ودعا كل الأطراف الى معالجة الاختلافات حول هذا الموضوع في إطار الحوار والبحث عن الحلول المعقولة سياسيًا والمقبولة دستوريًا حسب تعبيره.
وأدان، في المقابل، ما وصفها بحملات التشويه والتحريض على الشخصيات السياسية والأحزاب وبالخصوص تجاه رئيس الدولة، داعيًا أجهزة الدولة الى التحرك ضمن القانون لضرب العابثين بالشبكات الاجتماعية، وداعيًا أيضًا وسائل الإعلام الى الانخراط في ميثاق وطني ضد العنف اللفظي وثقافة التشويه ونشر الأخبار الزائفة. وقال الغنوشي، في سياق آخر، إن التوافق السياسي لا ينفصل عن التوافق الاجتماعي والمجتمعي داعيًا إلى "إعادة الاعتبار لثقافة العمل والإنتاج والمبادرة باعتباره السبيل لتنمية الثروة الوطنية والتقليص من الحاجة الى التداين".
اقرأ/ي أيضًا:
كيف تفاعل السياسيون مع مبادرة السبسي المتعلقة بالمساواة في الإرث؟
وجهته للسبسي.. النهضة تعلن موقفها من تقرير لجنة الحريات وتؤكد على التوافق