16-يوليو-2018

السبسي وجه انتقادات لرئيس الحكومة يوسف الشاهد (فتحي بلعيد/أ.ف.ب)

دعا رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي في حوار تلفزي مساء الأحد 15 جويلية/يوليو 2018 رئيس الحكومة يوسف الشاهد لتقديم استقالته أو التوجه لمجلس نواب الشعب لطلب تجديد الثقة لحكومته، وذلك للخروج من الأزمة السياسية الحالية التي وصفها السبسي بأنها صعبة وتتجه من سيء لأسوء ولا يمكن أن تستمرّ وفق تعبيره.

وتمثّل دعوة السبسي إشارة صريحة لرفع دعمه عن رئيس الحكومة يوسف الشاهد، إذ أشار أن "الاستقرار مؤسسات وليس استقرار أشخاص"، وأضاف أن "الأغلبية" في اتفاق قرطاج تطالب بتغيير رئيس الحكومة. وقال بوضوح إنه "لا توجد حكومة صالحة لكل زمان، وإذا لزم تغييرها فليكن ذلك".

السبسي يدعو الشاهد لتقديم استقالته أو طلب تجديد الثقة لحكومته ويقول إنه لا توجد حكومة صالحة لكل زمان

وأكد السبسي خلال حواره أنه يجب أن تتمتع الحكومة بحزام سياسي، الذي قال إنها فقدته حاليًا حكومة الشاهد. وأشار السبسي أن هناك من يعتبر الحكومة الحالية أصبحت "حكومة النهضة" وقال إن ذلك ليس المبتغى، إذ يجب أن تكون حكومة الجميع.

وقد غازل السبسي في حواره حركة النهضة إذ اعتبر أنه لا يجب إقصاؤها، مؤكدًا أنه "رجل توافقي ووسطي". ورفض توجيه نصيحة لرئيس الحركة راشد الغنوشي الذي قال إنه "صاحب حنكة وخبرة وهو ليس في موضع أن أقدم له النصيحة". وذكّر بلقائهما في باريس في أزمة 2013، إذ تحدث أنهما اتفقا حينها على مصلحة الدولة والوطن قبل الأحزاب.

وفي سياق متصل، أشار رئيس الجهورية للتطورات الأخيرة في نداء تونس والتي وصفها بأنها "أعمال غير بريئة" رافضًا الدخول في تفاصيل هذه التطورات والتي تتعلق بإعلان الهيئة السياسية لنداء تونس مؤخرًا دعمها لبقاء الشاهد في رئاسة الحكومة على خلاف دعوة المدير التنفيذي للحزب حافظ قايد السبسي.

السبسي يصف التطورات الأخيرة في نداء تونس بأنها غير بريئة ويوجه رسائل لوم ضمنية ليوسف الشاهد خاصة في ملف التغييرات في وزارة الداخلية

وفي موضوع آخر، أفاد رئيس الجمهورية أن إقالة وزير الداخلية السابق لطفي براهم "باغتته"، وأشار أنه دعا الشاهد لتحمّل مسؤوليته، وقال إنه كان يتمنى تأجيل الإقالة لتكون في إطار عملية تحوير وزاري. ولكن نفى السبسي في المقابل التأثير المباشر لهذه الإقالة على الهجوم الإرهابي في عين سلطان بولاية جندوبة والذي خلف 6 شهداء من الحرس الوطني.

في المقابل، انتقد السبسي حركة التغييرات في وزارة الداخلية التي قال إنها شملت 100 خطة واصفًا إياها بأنها "غير موفقة"، وعاب بالخصوص إقالة مديري الإدارة الفرعية للاستعلام التكتيكي وإدارة مكافحة الإرهاب في الحرس الوطني، إذ قال صراحة إنه لم يكن من الحكمة تغييرهما. وأضاف أن وزير الداخلية بالنيابة غازي الجريبي قدم له تفسيرًا حول "حقيقة الأمور" ولكن أشار السبسي بأنه أخبره أن حجم التغييرات جعلت الرأي العام ينظر إليها أنها تصفية حسابات.

وفي نفس السياق، اعتبر السبسي أن الهجوم الإرهابي الأخير هو نتيجة نقاط ضعف بسيطة، مؤكدًا أن تونس نجحت في السيطرة على الإرهاب. وأكد على ضرورة اليقظة لمواجهة الإرهاب باعتبار الوضع هشًّا، بتعبيره.

السبسي يوجه رسائل مغازلة لحركة النهضة ويشير أنه ليس في موضع توجيه نصح لرئيسها وينتقد المجموعة المحيطة بيوسف الشاهد

وقد تضمن الحوار الذي ركّز خلاله صحفي قناة نسمة خليفة بن سالم على تقديم أسئلة موجّهة ناقدة للحكومة، عديد رسائل اللوم الضمنية من السبسي نحو الشاهد، ومن ذلك الإشارة لاهتمام رئيس الحكومة الحالية باستحقاق 2019. إذ قال السبسي، في هذا الجانب، أن من يريد النجاح في 2019 يجب أن ينجح في السنوات التي سبقتها. كما وجه انتقاده للمجموعة المحيطة من رئيس الحكومة دون أن يسميها والذي أشار أنها سترحل في المرحلة القادمة قائلًا "كل واحد توا ياخو بقعتو". وقال السبسي إنه سيقرّر ترشحه في انتخابات 2019 من عدمه حين فتح باب الترشحات وقتها.

يُذكر أن إذاعة موزاييك أعلنت امتناعها عن بث الحوار بسبب عدم تمكنها من الحصول على النسخة الأصلية للحوار حسب ما كانت تقتضيه قواعد وأخلاقيات العمل الصحفي وفق بيان صادر عن إدارتها العامة وهيئة التحرير دقائق قليلة بعد انطلاق بث الحوار على قناة نسمة. كما أعلنت قناة الحوار التونسي بدورها عدم بث الحوار لعدم "وضوح الصورة بالقدر الكافي وتفاديًا لعدم الدخول في صراعات سياسية ضيقة"، وفق بلاغ أصدرته القناة أيضًا بعيد انطلاق بث الحوار.

 

اقرأ/ي أيضًا:

نداء تونس يعد لمؤتمره الانتخابي: ترميم البيت قبل الانهيار الأخير

5 سيناريوهات لمصير يوسف الشاهد