18-يوليو-2023
طقس بيئة

حمدي حشّاد: ما يحصل هو نتاج 250 سنة من الاستهتار والعبث بالغلاف الجوي (getty)

 

يعيش كوكب الأرض على وقع الارتفاع المتسارع في درجات الحرارة وهو ما أثار قلق عديد الخبراء والعلماء، حيث دقت السلطات الصحية في عدة دول ناقوس الخطر حول تبعات الاحترار العالمي.

وتشهد بلاد شمال إفريقيا ومنها تونس درجات حرارة عالية، كما سجلت الصين أعلى درجة حرارة لها على الإطلاق وهي 52.2 درجة مئوية في شينجيانغ يوم الأحد 16 جويلية/ يوليو 2023، وفقًا لمكتب الأرصاد الجوية البريطاني.

السلطات الصحية في عدة دول دقت ناقوس الخطر حول تبعات الاحترار العالمي بعد الارتفاع المتسارع في درجات الحرارة الذي يعيش على وقعه كوكب الأرض ومن الدول المعنية تونس

ويكثر الحديث عن عدد من الظواهر الكونية التي تستجد على الكرة الأرضية يومًا بعد يوم، كظاهرة "إل نينيو" وظاهرة "القبة الحرارية".. "الترا تونس" تواصل مع عدد من الخبراء في المجال البيئي لتفسير هذه الظواهر:

  • عادل الهنتاتي: "إل نينيو ستتسبب في عديد الظواهر المناخية المتطرفة"

يعرّف الناشط البيئي عادل الهنتاتي "إل نينيو" بأنّها ظاهرة مناخية طبيعية تتمثّل في تيارات مائية تأتي مُحمّلة بالمياه الحارة من غرب المحيط الهادئ لشرقه. وقد تفطّن لها سكان البيرو في أوائل القرن الماضي، عندما لوحظ تقلصّ في أحجام الأحياء البحرية في سواحل المنطقة بسبب ارتفاع درجة حرارة المحيط الهادي.

وعن دوريّة حدوثها، يؤكّد الهنتاتي أنّ "إل نينيو" تظهر بمعدّل 5 سنوات حسب العديد من المراصد المناخية، وقد انطلقت في شهر جوان/ يونيو 2023 وتمتد ذروتها ثم تتضاءل بحلول شهر ديسمبر/ كانون الأول المقبل، مشدّدًا على أنّها ستتسبب في عديد الظواهر المناخية المتطرفة خاصة في المحيط الأطلسي في المنطقة المتوسطية.

عادل الهنتاتي (ناشط بيئي) لـ"الترا تونس": ظاهرة "إل نينيو" تبرز بمعدّل كلّ 5 سنوات وستتسبب في عديد الظواهر المناخية المتطرفة 

ويشير الهنتاتي في حديثه لـ"الترا تونس" إلى أنّ لهذه الظاهرة انعكاسات كبرى، حيث تؤدي إلى أعاصير كبيرة في بعض المناطق من الساحل الشرقي للمحيط الهادي، كما توسعت هذه الظاهرة لتشمل بعض مناطق العالم تصل للمحيط الأطلسي في بعض الأحيان، وفقه، مضيفًا أنّ المراصد المناخية في العالم الأمريكية أو الأوروبية، أجمعت على أنّ الاحتباس الحراري المتواصل سيؤثر على توزيع مناطق الضغط المرتفع والمنخفض وعلى توزيع الأمطار على سطح الأرض.

وفي ختام حديثه، يقول محدّثنا إنّ الحرب الروسية الأوكرانية أدّت إلى استعمال مكثف للنفط من أجل إنتاج الطاقة وهذا ما له تداعيات خطيرة في ظل التغيّرات المناخية التي يشهدها الكوكب ولا حلّ إلّا في التخفيض من انبعاثات الغازات الدفيئة.

عادل الهنتاتي (ناشط بيئي) لـ"الترا تونس": إل نينيو ستؤدي إلى أعاصير كبيرة في بعض المناطق كما يمكن أن تتوسع لتشمل عدة مناطق حول العالم

  • حمدي حشاد: "وقع تسجيل الأسبوع الأكثر حرًا منذ 127 ألف سنة"

تشهد عدد من الدول كالجزائر وإسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية موجة حرّ غير مسبوقة، إذ ترتفع درجات الحرارة في بعض الأحيان إلى 50 درجة مئوية وهو ما يعرف بظاهرة "القبة الحرارية".

 

 

وفي تفسير لهذه الظاهرة، يوضّح العلماء أن طبقات الجو العليا التي تعرف بـ "الستراتوسفير"، تكون درجات الحرارة فيها متدنية جدًا، بينما يكون عكس ذلك في طبقات الجو الدنيا المعروفة بـ "التروبوسفير" حيث تكون درجات الحرارة عالية.

هذا الفرق الحراري بين الطبقتين، يؤدي إلى تشكّل منطقة ضغط جوي عال، بحيث يصعد الهواء الساخن من الأسفل للأعلى، ليصطدم بمنطقة الضغط الجوي العالي ويبقى فيها، ونظرًا لأنّ الشمس ترفّع من حرارته، تدفعه منطقة الضغط الجوي العالي للأسفل، فيصبح عندها مضغوطًا بشكل أكبر ويصغر حجمه ويصبح أشدّ سخونة.

حمدي حشاد (خبير أرصاد جوية) لـ"الترا تونس": العالم يشهد أرقامًا قياسية في درجات الحرارة، وقد وقع تسجيل الأسبوع الأكثر حرًا منذ 127 ألف سنة

وفي هذا الإطار، يؤكد خبير الأرصاد الجوية حمدي حشاد أنّ العالم يشهد أرقامًا قياسية في درجات الحرارة، إذ وقع تسجيل الأسبوع الأكثر حرًا منذ 127 ألف سنة وذلك باعتماد طبقات الرمل في قاع المحيط، مضيفًا أنّه وقع تسجيل ارتفاع في معدل درجة حرارة كوكب الأرض من 14 درجة إلى 17.23، كما شهدت منطقة البحر الأبيض المتوسط ارتفاعًا بـ5 درجات من المعدلات العادية.

ويشدد حشّاد على أنّ ما يحصل هو نتاج 250 سنة من الاستهتار والعبث بالغلاف الجوي، وهو ما يدفع سكان كوكب الأرض ضريبته اليوم، وفق تعبيره.

حمدي حشاد (خبير أرصاد جوية) لـ"الترا تونس": ما يحدث مخيف مستقبلًا لأنه سيكون وقودًا لعديد الظواهر المناخية العنيفة كالأعاصير

ويحذّر محدّثنا من احترار مياه المحيط قائلًا: "إنّ ما يحدث مخيف مستقبلًا لأنه سيكون وقودًا لعديد الظواهر المناخية العنيفة كالأعاصير، كما أنّ الحرارة هي مفتاح الظواهر المناخية، يكفي أنها تتغير بدرجة بسيطة لنتحصّل على طقس جديد".

ويؤكّد حمدي حشاد أنّ لهذه الظاهرة تداعيات سلبية على صحة الإنسان وعلى استهلاك الطاقة، متوقّعًا أن تنفرج الأوضاع في 20 من جويلية/يوليو الجاري، ولا ضمانات بأنها ستختفي كليًّا، وفقه.

 

مسؤول بالأمم المتحدة يحذّر من اشتداد موجات الحرّ في الفترة القادمة ويقول إنّ "شدّة هذه الظواهر ستستمرّ في الازدياد"

  • الأمم المتحدة تحذر من موجات حرّ أكثر شدّة في الفترة القادمة

حذّرت الأمم المتحدة، الثلاثاء 18 جويلية/ يوليو 2023، من اشتداد موجات الحرّ في الفترة القادمة، حيث قال المستشار رفيع المستوى لشؤون الحرارة الشديدة في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، جون نيرن، إنّ "شدّة هذه الظواهر ستستمرّ في الازدياد، وعلى العالم أن يستعدّ لموجات حرّ أكثر شدّة".

وأشار نيرن إلى أنّ عدد موجات الحرّ المتزامنة في نصف الكرة الشمالي زاد ستة أضعاف منذ الثمانينيات، نافيًا وجود أيّ مؤشّر على تراجع هذا المنحى، مضيفًا في تصريح بجنيف، نقلته عدّة وسائل إعلام، أنّ "ظاهرة إل نينو التي أُعلن عنها مؤخرًا لن تؤدّي إلا إلى زيادة وتيرة موجات الحر وشدّتها".