الترا تونس - فريق التحرير
نشر الساعة: 16:00 بتوقيت تونس
أعلنت نقابة الصحفيين التونسيين تلقيها عددًا من الإشعارات من الصحفيين بوكالة الأنباء التونسية الرسمية منذ انطلاق الحملة الانتخابية للانتخابات الرئاسية المقررة في تونس يوم 6 أكتوبر/تشرين الأول 2024، تتعلق "بجملة من الممارسات التي تأتيها الإدارة العامة للوكالة وإدارة التحرير للتضييق على عمل الصحفيين في مختلف الدوائر التحريرية وخاصة الدائرة التحريرية السياسية".
نقابة الصحفيين: تضييقات وهرسلة يومية يتعرّض لها الصحفيون في وكالة الأنباء التونسية الرسمية من قبل مدير التحرير بالتزامن مع الفترة الانتخابية الرئاسية
وبيّنت النقابة في بيان لها الاثنين 23 سبتمبر/أيلول 2024، أن أبرز هذه "التضييقات" تتمثل في "التدخل في البرقيات الإخبارية بشكل يخل بالجانب المهني، أو لدعم وجهة نظر على حساب أخرى، أو إدخال تغييرات بالحذف على محتويات البرقيات دون العودة إلى المسؤولين عن أقسام التحرير أو التشاور معهم رغم تواجدهم في نفس مكان العمل".
ولفتت النقابة إلى أن الصحفيين ومسؤولي الدائرة التحريرية السياسية يتعرّضون إلى ما وصفتها بـ"الهرسلة اليومية من قبل مدير التحرير عبر الهاتف أو مباشرة للتضييق على عملهم، ووصل الأمر إلى حد المنع من تغطية أحداث جارية مهمة"، حسب نص البيان.
وقالت إن "مدير التحرير يواصل التمادي في هذه الممارسات والتضييقات رغم التزامه في أكثر من مناسبة بعدم التدخل القبلي أو البعدي في مضمون البرقيات بما يخل بقيمتها الخبرية والمقاييس المهنية.
ونددت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين "بهذه الممارسات الرامية إلى تطويع وكالة الأنباء التونسية الرسمية، والتضييق على صحفييها لثنيهم عن القيام بواجبهم المهني ضمن الأطر القانونية وأخلاقيات المهنة المتعارف عليها".
نقابة الصحفيين: دعوة كافة الصحفيين بالوكالة للدخول في تحركات احتجاجية تبدأ بحمل الشارة الحمراء يوم الثلاثاء 24 سبتمبر 2024
كما دعت النقابة كافة الصحفيين العاملين بالوكالة للاستعداد للدخول في تحركات احتجاجية تبدأ بحمل الشارة الحمراء بداية من يوم الثلاثاء 24 سبتمبر/أيلول الجاري، والحضور على الساعة الواحدة ظهرًا بالتوقيت المحلي في اجتماع عام بمقر الوكالة في اليوم نفسه "لتدارس الأشكال النضالية التصعيدية الممكنة في حال عدم تراجع مدير التحرير عن هذه الممارسات، والكف عن التدخل في التحرير"، حسب نص البيان.
ودعت نقابة الصحفيين التونسيين، كافة الصحفيين في كل المؤسسات الإعلامية في تونس إلى "إسناد هذا التحرك المشروع دفاعًا عن أخلاقيات المهنة وحق الجمهور في إعلام مهني ومستقل وتعددي".
وبيّنت النقابة أن صحفيي وكالة الأنباء التونسية الرسمية كانوا قد قدموا خلال اجتماع سابق مع الرئيس المدير العام للوكالة وبحضور مدير التحرير، "جملة من التوصيات لضمان تغطية صحفية مهنية وموضوعية ومحايدة تلتزم بالمعايير الصحفية وأخلاقيات المهنة وتحقيق تغطية متوازنة ومهنية لجميع المرشحين لرئاسيات 2024 والالتزام بإعطاء مساحة خبرية عادلة ومتساوية لهم في الأخبار والتقارير الصحفية".
وقالت إن نقاشهم تطرّق إلى "مجموعة من التحديات التي يواجهها الصحفيون بالوكالة مثل الرقابة المسبقة والبعدية على البرقيات من قبل إدارة التحرير دون العودة إلى القائمين على الدائرة المعنية إضافةً إلى تكرر عمليات حذف عدد من التغطيات من قائمة الأحداث المنتظرة".
فرع نقابة الصحفيين بوكالة الأنباء التونسية الرسمية كان قد أعلن حجب خبر بثّته الوكالة، يتعلق بإعلان سياسي تونسي مستقل اعتزامه الترشح للانتخابات الرئاسية خلال شهر جويلية المنقضي
ويشار إلى أنه سبق أن أصدر فرع النقابة الوطنية للصحفيين بوكالة الأنباء التونسية الرسمية، بيانًا بتاريخ الجمعة 5 جويلية/يوليو 2024، أعلن فيه أنّ الرئيس المدير العام للوكالة، ناجح الميساوي، أقدم مع المدير العام المساعد للتحرير زهير الوريمي على حجب خبر بثّته الوكالة يوم 4 من شهر جويلية/يوليو المنقضي، يتعلق بإعلان سياسي تونسي مستقل اعتزامه الترشح للانتخابات الرئاسية، آنذاك.
ومع انطلاق الفترة الانتخابية في تونس يوم 14 جويلية/يوليو 2024، كانت نقابة الصحفيين قد طالبت برفع اليد عن الإعلام العمومي، وشددت، في بيان سالق لها، أنّه "لا يمكن الحديث عن مسار انتخابي حقيقي دون توفر جملة من الشروط، ومن أهمها ضمان حرية العمل الصحفي واستقلالية الخطوط التحريرية للمؤسسات الإعلامية، خاصة في هذه المرحلة التي طال فيها الاعتقال صحفيين بسبب أدائهم لعملهم الصحفي".