الترا تونس - فريق التحرير
يحتضن المتحف الوطني بباردو، من 14 جانفي/ كانون الثاني 2019 إلى 31 مارس/ آذار 2019، معرضًا وثائقيًا بعنوان "أربعطاش غير درج، أوان تونس"، ساهم في إنجازه ائتلاف لمجموعة من المؤسسات العمومية وعدد من مكونات المجتمع المدني، وذلك بالتزامن مع إحياء الذكرى الثامنة للثورة التونسية.
رابعة بن عاشور: يهدف "أربعطاش غير درج" إلى رقمنة أحداث الثورة التونسية باعتبارها جزءًا من تاريخ تونس لحفظه وتوثيقه
وتهدف هذه المبادرة إلى رقمنة أحداث الثورة التونسية باعتبارها جزءًا من تاريخ تونس لحفظه وتوثيقه وإتاحته للباحثين والطلبة وعموم المواطنين، وفق ما أبرزته المنسقة العامة للمعرض رابعة بن عاشور، خلال ندوة صحفية عقدها فريق إنتاج "أربعطاش غير درج، أوان تونس"، الأربعاء 9 جانفي/ كانون الثاني الجاري، بالمتحف الوطني بباردو.
ويضمّ "أربعطاش غير درج، أوان تونس" ثلاثة أقسام كبرى، يحمل القسم الأول منها عنوان "تحت الرماد اللهيب"، ويتناول الفترة التي سبقت أحداث الثورة ومهّدت لقيامها. أما القسم الثاني فيتطرّق إلى الأدوار الحاسمة للثورة من تاريخ 17 ديسمبر/ كانون الأول 2010 إلى 14 جانفي/ كانون الثاني 2011. في حين يوثق القسم الثالث الأحداث التي تلت 14 جانفي/ كانون الثاني 2011 إلى غاية ماي/ أيار 2011.
وأشارت رابعة بن عاشور إلى تنظيم مجموعة من الندوات والحوارات والقراءات المفتوحة للعموم بمشاركة إعلاميين ورجال قانون وجامعيين ومدونين مبينة أن كتابًا سيصدر بثلاث لغات هي العربية والفرنسية والانقليزية في حوالي 200 صفحة، وذلك تزامنًا مع المعرض. ويتضمن الكتاب صورًا وشهادات وأرشيفات خاصة وفّرها مواطنون.
الهاشمي بن فرج: المصادر الرقمية التي توثّق للثورة التونسية تفتقد لمقوّمات الديمومة وتبقى عرضة للتلاشي والاندثار ولذلك بات حفظ هذه المصادر ضرورة قصوى للمحافظة عليها
من جهته، قال رئيس مشروع هذا المعرض الهاشمي بن فرج إن الائتلاف القائم على التحضير لهذا المعرض قام منذ 2016 بمعالجة الوثائق بدقة والتثبت من مصداقيتها واستند إلى عديد المصادر منها تقرير اللجنة الوطنية لاستقصاء الحقائق حول التجاوزات والانتهاكات، وكذلك كتاب "29 يومًا من الثورة، تاريخ الانتفاضة التونسية، 17 ديسمبر/ كانون الأول 2010 – 14 جانفي/ كانون الثاني 2011"، للباحث الفرنسي "جان مارك سلمون".
وأضاف بن فرج أن المصادر الرقمية التي توثّق للثورة التونسية تفتقد لمقوّمات الديمومة وتبقى عرضة للتلاشي والاندثار ولذلك بات حفظ هذه المصادرة ضرورة قصوى للمحافظة عليها، لافتًا إلى أنه بالاعتماد على تصميم المعرض الذي سيحتضنه متحف باردو من 14 جانفي/ كانون الثاني الجاري إلى 31 مارس/ آذار القادم، سيتمّ كذلك عرض نسخة خصوصية بين شهري مارس/ آذار وسبتمبر/ أيلول القادمين بحصن "سان جان" المحلق بمتحف حضارات أوروبا والمتوسط (ميسم) بمرسيليا. وبيّن أن سيحطّ رحاله في نهاية المطاف بمتحف قصر السعيد ليغدو معرضًا قارًّا هناك.
حورية عبد الكافي: "أربعطاش غير درج" يعتمد على تقنيات سينوغرافية تجمع بين المقاييس المعتمدة من قبل المؤرخين والمختصين في الأرشفة
بدورها، قدّمت الأمينة العامة للمعرض حورية عبد الكافي محتوى معرض "أربعطاش غير درج، أوان تونس"، موضحة أنه يعتمد على تقنيات سينوغرافية تجمع بين المقاييس المعتمدة من قبل المؤرخين والمختصين في الأرشفة وأيضًا بين المتطلبات الفنية المستوجبة في تناول حدث يحمل شحنة عاطفية وانفعالية مكثفة.
ويرتكز المعرض على سيناريو لمجموعة من الأحداث وفقًا لتسلسلها الزمني، سيتمّ تقديمها في محامل متنوعة منها الفيديوهات والمدوّنات والصور والجداريات الفايسبوكية والتسجيلات الصوتية.
وضمّ الائتلاف القائم على إنجاز هذا المعرض مؤسسة الأرشيف الوطني التونسي ودار الكتب الوطنية ومكتب المغرب العربي للشبكة الأوروبية-المتوسطية لدعم المدافعين عن حقوق الإنسان والمركز الوطني للتوثيق والمعهد العربي لحقوق الإنسان والمعهد الوطني للتراث والمعهد العالي للتوثيق والمعهد العالي لتاريخ تونس المعاصر وشبكة دستورنا والمتحف الوطني بباردو ووكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية، بحسب ما أوردته وكالة تونس إفريقيا للأنباء (الوكالة الرسمية).
اقرأ/ي أيضًا:
عبد الرؤوف العيادي في تقديم كتابه: الثورة هي رد اعتبار للشعب التونسي
في ذكرى انطلاق الثورة.. تجدد الدعوات لنشر قائمة الشهداء والجرحى