الترا تونس - فريق التحرير
غيّب الموت الأستاذ الجامعي والأديب التونسي محمد رشاد الحمزاوي، مساء الخميس 15 نوفمبر/ تشرين الثاني 2018، عن عمر يناهز الـ84 عامًا، لتفقد بذلك الساحة الثقافية والأدبية التونسية والعربية علمًا من أعلامها والذي ترك بصمة سيحفظها التاريخ سواء كان ذلك في الجامعة التونسية أو الأدب العربي.
كرّس محمد رشاد الحمزاوي حياته للبحث في دراسة النظريات المعجمية
والفقيد أصيل مدينة تالة من ولاية القصرين ومن مواليد 12 مارس/ آذار 1934. دخل الكتّاب في مسقط رأسه ثمّ التحق بالتعليم الابتدائي في مدينة الكاف، ليواصل تعليمه الثانوي إثر ذلك بالمدرسة الصادقية بالعاصمة تونس، ليلتحق إثر ذلك بمعهد الدراسات العليا بتونس ومنه إلى جامعة السوربون بباريس أين تحصّل على الإجازة في اللغة العربية عام 1960 ثمّ واصل دراسته بجامعة ليدن بهولندا حيث نال شهادات في اللغات السامية (العبرية والآرامية والسريانية)، وعلى دكتوراه الدولة في اللغة العربية وآدابها من جامعة السوربون عام 1972.
اقرأ/ي أيضًا: محمد الطالبي.. المفكر الذي لم يخش الله لكنه أحبه
ولئن كرّس محمد رشاد الحمزاوي حياته للبحث في دراسة النظريات المعجمية، فقد كان كذلك من مؤسسي جمعية المعجمية العربية بتونس سنة 1983 وإنشاء مجلتها "المعجمية" التي تولى رئاستها عام 1985.
وقد عمل الحمزاوي مدرسًا بجامعة السوربون من 1964 إلى 1968، ثمّ درّس في الجامعة التونسية إلى غاية عام 1994. وتدرّج في المناصب إذ عمل كمساعد وأستاذ مساعد ومن ثمّ أستاذًا محاضرًا فأستاذ تعليم عال. كما عمل بالخليج العربي بجامعات الإمارات وعمان.
ترك محمد رشاد الحمزاوي وراءه إرثًا ثقافيًا هامًا لعلّ أبرزه مؤلفاته الـ25 التي تنقسم إلى كتب أدبية وعلمية
وتولّى كذلك مهامًا إدارية عديدة في تونس من أهمها إدارة التعليم العالي وإدارة دار المعلمين العليا بتونس ومعهد بورقيبة للغات الحية، فضلًا عن توليه منصب مدير مشروع الأمم المتحدة لتعريب مصطلحات الاتصالات والفضاء بالمغرب.
وترك محمد رشاد الحمزاوي وراءه إرثًا ثقافيًا هامًا لعلّ أبرزه مؤلفاته الـ25، التي تنقسم إلى كتب أدبية وعلمية، بالإضافة إلى عديد المقالات والبحوث اللغوية. ومن أشهر كتبه الأدبية "بودودة مات، طرنَنُّو"، وهي مجموعة قصصية، أما مؤلفاته في المعجمية فهي كثيرة من بينها "أعمال مجمع اللغة العربية بالقاهرة مناهج ترقية اللغة تنظيرًا ومصطلحًا ومعجمًا"، " من قضايا المعجم العربي قديمًا وحديثًا"، " العربية والحداثة أو الفصاحة فصاحات"، و" النظريات المعجميّة العربية وسُبلها إلى تبليغ الخطاب العربي والإنساني".
اقرأ/ي أيضًا:
محمد الطالبي.. رحيل المفكر المحارب
توفيق بكار.. عراب النقد الأدبي الذي أوصى خيرًا باللغة العربية