31-مارس-2019

سرطان القولون هو ثاني سرطان مسبب للوفاة في تونس (صورة تقريبية/Getty)

 

على غرار تظاهرة "أكتوبر الوردي" كشهر عالمي للتوعية حول سرطان الثدي، أطلقت المنظّمة العالمية للصحة منذ فيفري/شباط 2000 تظاهرة "مارس الأزرق" بخصوص الحملة التحسيسية للتقصي والتوعية حول سرطان القولون.

وبهذه المناسبة، نظمت جمعية"رجاء" بالتعاون مع جمعيه أطباء الأورام بالقطاع الخاص يومًا توعويًا حول سرطان القولون الأحد 25 مارس/آذار الماضي في ساحة باب الديوان بصفاقس.

و"رجاء" جمعية من أهدافها الإحاطة النفسية بمرضى السرطان وعائلاتهم قصد تشجيعهم على مواصلة العلاج وتجاوز الضغوطات النفسية خلال وبعد فترة العلاج إضافة للعمل على إعانة المرضى والإحاطة بهم والمساعدة على تلبية حاجياتهم أثناء العلاج في حدود إمكانيات الجمعية.

تظاهرة "مارس الأزرق" هي حملة تحسيسية سنوية للتقصي والتوعية حول سرطان القولون وهو ثاني سرطان مسبب للوفاة في تونس

كما تعمل الهيئة على تنظيم حملات تحسيسية للتوعية بأهمية الفحص المبكر لمرض السرطان والتعريف بعوامل الخطر للتشجيع على الوقاية وذلك بالتعاون مع أطباء الاختصاص والأقسام الاستشفائية المختصة والمصحات. وتستهدف أيضًا توعية المواطن بأهمية الدعم المعنوي لمرضى السرطان وتغيير نظرة المجتمع التشاؤمية السلبية لهذا المرض والمصابين به.

اقرأ/ي أيضًا: معركة البقاء.. تونسيات يواجهن السرطان بين "صالح عزيّز" و"الدار الخضراء"

وكانت الجمعية قد نظّمت في وقت سابق أيام توعوية من 1 إلى 3 مارس/آذار 2019، خصّصت أوّلها لأطباء العائلة من خلال حصّة توعوية تهدف إل الحث على التقصي المبكّر لهذا السرطان، وفق ما أفاد به رئيس جمعية "رجاء" لمؤازرة مرضى السرطان هشام الداهش.

وأضاف الداهش في تصريح لـ"ألترا تونس" أنّ اليوم الثاني من الحملة التوعوية انتظم بالمركب الثقافي محمد الجموسي حيث تحدّث إخصائيون عن أعراض سرطان القولون وأجابوا عن استفسارات المواطنين الحاضرين، فيما خصّص اليوم الثالث للحديث التغذية الصحية، وفق قوله.

وأشار محدّثنا إلى أنّ للجمعية رواق في معرض للحرفيين بباب الديوان لتوعية المواطنين بسرطان القولون لافتًا إلى أنّ الجمعية توجد جيث توجد التجمعات حسب تعبيره.

ماهو سرطان القولون؟

للحديث عن سرطان القولون، اتصلنا برئيسة اللجنة العلمية للجمعية والمختصة في أمراض السرطان الدكتورة نرجس القلاق التي بينت لنا أنّه ورم خبيث ينشأ في الجدار الداخلي للقولون وفي بعض الأحيان يسبقه وجود أورام حميدة أو زوائد لحمية تتطور مع الوقت على فترة تمتد من 5 إلى 10 سنوات.

وقد أمدّتنا الدكتورة نرجس القلال بنشرية أعدّها مختصّون في أمراض السرطان، تشير إلى أنّه في حال تم الكشف عن وجود دم خفي من خلال اختبار البراز المناعي، يعاد الكشف بعد سنتين إذا كانت نتيجة الفحص سلبية ويتم الكشف بالمنظار إذا كانت النتيجة إيجابية.

ومن بين المعلومات التي أمدّتنا بها الدكتورة نرجس القلال أنّ سرطان القولون هو ثاني سرطان متسبب في الوفاة في تونس، وأنّ تسعة من أصل عشر حالات تُشفى منه في صورة التشخيص الباكر.

نرجس قلال (دكتورة): 9 من أصل 10 حالات تُشفى من سرطان القولون في صورة التشخيص الباكر

وأما الوقاية من هذا السرطان، فتتطلّب اعتماد الأغذية الغنية بالألياف على غرار الخضر والغلال إلى جانب التقليل من اللحوم الحمراء وتجنب السمنة واعتماد تمارين رياضية منتظمة مشي 30 دقيقة يوميًا.

وتعود أسباب الإصابة بهذا السرطان لعوامل غذائية أهمها الإفراط في أكل اللحوم الحمراء ونقص استهلاك الألياف واستهلاك الكحول والتدخين ونقص التمارين الرياضية إضافة إلى العوامل الجينية بمعنى أنّه إن كان للشخص قريب من الدرجة الأولى مصاب بسرطان القولون أو حامل للزوائد اللحمية عليه إجراء الفحص بالمنظار بصفة دورية.

وابتداء من 50 سنة، يتوجّب على الشخص أن يطلب من طبيبه إجراء اختبار البراز المناعي بهدف التقصي المبكّر لسرطان القولون. وهو سرطان من أعراضه تغير في العادات من ذلك إسهال وإفساء لمدة تدوم أكثر من 15 يوم وتغير في لون البراز ووجود دم أو لون أسود إضافة إلى فقر الدم، ويؤدي إلى أوجاع بطن متكررة وخسارة في الوزن دون سبب واضح.

اقرأ/ي أيضًا: مرضى الهيموفيليا.. حياة تحدّي النزيف الدائم

سرطان القولون في أرقام

أفادت وزارة الصحة في وثيقة إعلامية صادرة بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة السرطان في العام الماضي أن الإصابة بسرطان القولون في ارتفاع بشكل ملحوظ نظرًا لنسبة للوفيات الكبيرة الناتجة عنه، مؤكدة أنه يشكل خطورة قصوى في صورة عدم تشخيصه وعلاجه بصفة مبكرة.

وقد أثبتت إحصائيات عام 2017 استنادًا إلى سجل السرطان بالنسبة لولايات الشمال، أن نسبة الإصابة بسرطان القولون تشهد ارتفاعًا من سنة إلى أخرى بسبب تشيّخ السكان وتغير نمط العيش نحو عادات وسلوكيات غير صحية.

شهدت نسبة الإصابة بسرطان القولون ارتفاعًا مستمرًا في تونس بسبب تشيّخ السكان وتغير نمط العيش نحو عادات وسلوكيات غير صحية

ووفق ذات الاحصائيات في عام 2017، سُجّلت 18.4 حالة اصابة جديدة بسرطان القولون لكل 100 ألف ساكن بالنسبة للرجال و14.2 حالة جديدة لكل 100 ألف ساكن بالنسبة للنساء.

وتشير التقديرات لعام 2024 إلى تطور النسبة إلى حدود 33.3 حالة جديدة لكل 100 ألف ساكن للرجال و18.6 حالة جديدة لكل 100 ألف ساكن للنساء.

وبات سرطان القولون، الذي أدرج ضمن برنامج التقصي في إطار الخطة الوطنية لمكافحة السرطان 2015-2019، خطرًا صحيًا متصاعدًا في تونس باعتباره يمثل السرطان الثالث لدى الرجال والثاني لدى النساء.

 

اقرأ/ي أيضًا:

انتصرن على السرطان.. حديث عائدات من المرض "الخبيث"

تجربتي مع سرطان الثدي..