الترا تونس - فريق التحرير
نشر بتاريخ 2024/10/16 (على الساعة 15.40)
أكدت أحدث البيانات المتعلقة بالمهاجرين غير النظاميين الذين وصلوا إلى إيطاليا، والتي تم تحديثها إلى غاية 16 أكتوبر/تشرين الأول 2024، تفوّق ليبيا على تونس باعتبارها بلد المغادرة الرئيسي، إذ إنّ أكثر من 60% من المهاجرين الذين وصلوا إلى إيطاليا في عام 2024 غادروا من ليبيا، وفق ما أعلنته "وكالة نوفا" الإيطالية للأنباء.
33.349 من المهاجرين غير النظاميين، يصلون إلى إيطاليا من ليبيا، أي ما يعادل 60.1% من إجمالي 54.577 مهاجرًا
أما من تونس، فقد وصل 17.309 أشخاص عن طريق البحر، أي ما يعادل 31.7% من المجموع. وقد انخفض عدد الوافدين من تونس بشكل كبير مع ذلك، بنسبة 81.36%، من 92.811 عام 2023 إلى 17.309 عام 2024، في إطار الهجرة غير النظامية.
وأظهرت البيانات نفسها، وصول 33.349 مهاجرًا إلى إيطاليا قادمين من ليبيا، أي ما يعادل 60.1% من إجمالي الوافدين البالغ عددهم 54.577. كما غادر 2.888 مهاجرًا آخرين من تركيا و1.031 من الجزائر، بينما لم يتم تسجيل أي مهاجر من لبنان.
انخفض عدد المهاجرين الواصلين إلى إيطاليا من تونس بشكل كبير من 92.811 عام 2023 إلى 17.309 عام 2024 أي بنسبة 81.36%
وقد أشار تحليل دول المغادرة، إلى أنّ الطريق الليبي يهيمن على مشهد الهجرة لعام 2024، وإن كان ذلك مع انخفاض بنسبة 18.6% مقارنة بـ 40.966 شخصًا غادروا السواحل الليبية ونزلوا في إيطاليا في الفترة نفسها من عام 2023.
وفيما يتعلق بالجنسيات، تأتي الأغلبية من بنجلاديش (10.787)، تليها سوريا (10.068)، وتونس (7.158)، ومصر (3.405)، وغينيا (2.733)، وباكستان (2.092)، وإريتريا (1.753)، والسودان (1.601)، ومالي (1.275)، وغامبيا (1.194). ويأتي 12.511 مهاجرًا آخرين من جنسيات غير محددة.
وصل 17.309 أشخاص عن طريق البحر من تونس، أي ما يعادل 31.7% من مجموع عدد المهاجرين غير النظاميين الواصلين لإيطاليا
ووفق المصدر نفسه، فإنّ عمليات المغادرة من الساحل الليبي تتعلق بشكل شبه حصري بطرابلس، المنطقة الشمالية الغربية من البلاد، بينما وصل 939 مهاجرًا من برقة حتى الآن. ويمثل هذا الوضع عكسًا للاتجاه مقارنة بالنصف الأول من عام 2023، عندما غادر عدد أكبر من المهاجرين غير النظاميين من الجزء الشرقي من البلاد.
وبحسب آخر تحديث من المنظمة الدولية للهجرة اعتبارًا من 12 أكتوبر 2024، تم إيقاف 18.646 مهاجرًا في البحر وإعادتهم إلى ليبيا، بما في ذلك 16.386 رجلاً و1.330 امرأة و619 طفلاً و311 شخصًا لا يمكن تحديد جنسهم. ولا يزال عدد القتلى مرتفعا، حيث لقي 522 شخصا حتفهم و731 في عداد المفقودين على طول طريق وسط البحر الأبيض المتوسط الخطير، ليصل المجموع إلى 1.253 حالة وفاة في عام 2024.
وكان وزير داخلية إيطاليا ماتيو بيانتيدوزي، قد أفاد بتاريخ 25 سبتمبر/أيلول 2024، بأنّ السلطات التونسية منعت منذ بداية العام الجاري مغادرة أكثر من 61 ألف مهاجر غير نظامي كانوا يريدون الوصول إلى السواحل الإيطالية.
وزير داخلية إيطاليا: السلطات التونسية منعت مغادرة أكثر من 61 ألف مهاجر غير نظامي كانوا يريدون الوصول إلى السواحل الإيطالية منذ بداية سنة 2024
وأضاف بيانتيدوزي،، في منشور له على منصة "إكس"، أنّ هذا الرقم "يؤكد الالتزام المستمر لبلدان المنشأ والعبور للمهاجرين في مكافحة الهجرة غير النظامية"، حسب تقديره.
وليست هذه المرة الأولى التي يؤكد فيها مسؤول رفيع المستوى في إيطاليا أنّ أرقام تدفقات المهاجرين غير النظاميين في اتجاه بلدهم تراجعت بشكل ملحوظ خلال الأشهر الأخيرة، خاصة بعد سلسلة الزيارات التي أدتها رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني إلى تونس وعقبتها عدة زيارات لوزراء إيطاليين.
يذكر أنّه تم في 16 جويلية/يوليو 2023، توقيع "مذكرة تفاهم" بين تونس والاتحاد الأوروبي حول "شراكة استراتيجية وشاملة"، وتهم بالأساس ملف الهجرة غير النظامية. وقد قام بتوقيعها الرئيس التونسي قيس سعيّد ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.
وقد طالت مذكرة التفاهم عديد الانتقادات على الصعيد الحقوقي في تونس، واعتبر المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية أنّ هذه المذكرة "خطيرة وتكرس دور الحارس والسجان"، وفق توصيفه.
