07-سبتمبر-2016

لا يزال للأمل مكان في حي هلال (نائلة الحامي/الترا صوت)

يستقر في قلب العاصمة التونسية، يبعد حوالي ربع ساعة عن مقر رئاسة الحكومة ومسافة كيلومترين عن مجلس نواب الشعب، هو حي هلال، أحد أحياء العاصمة التونسية. وعلى عكس ما يوحي به تموقعه، فالحي، الذي تكوّن منذ حوالي ستين عامًا نتيجة لنزوح واسع من المحافظات الداخلية للبلاد، يضم الآن أكثر من 10 آلاف ساكن، يعيشون في مساكن فوضوية البناء، بين أزقة وثنايا ضيقة، وأين تغيب بشكل كلي ملامح الدولة. في حي هلال، لا مقر أمني ولا نقل عمومي ولا مركز صحي متطور، ارتبط الحديث عنه في وسائل الإعلام وبين الناس، بالجريمة والعنف والانحراف والفقر لكن كل صور البؤس، المتجسدة ظاهريًا في الحجر والبشر، لم تسلب سكان الحي، وشبابه خاصة، حقهم في الحلم.

على عكس ما يوحي به تموقعه، يضم حي هلال أكثر من 10 آلاف ساكن، يعيشون في مساكن فوضوية البناء وأين تغيب بشكل كلي ملامح الدولة

اقرأ/ي أيضًا: "عشوائيات بيروت"... وجه المدينة الخفي

"حومتنا سبور".. من الأطفال ابتدأ الحلم

انتقلنا إلى حي هلال وبين تعرجات ثناياه الضيقة، وصلنا إلى بطحاء واسعة، كان لنا موعد هناك مع رئيس جمعية "حومتنا سبور" مراد بن مصطفى، وهو متحصل على الإجازة في التربية البدنية ومدرب رياضي منذ سنوات طويلة. آمن مراد بأطفال المنطقة وانتقل بزهاء المائة منهم من خطر الانحراف والجريمة إلى ممارسة أنشطة رياضية وتطوير مواهبهم الفنية والثقافية.

عن فكرة تكوين الجمعية، يقول رئيسها مراد بن مصطفى لـ"الترا صوت": "عدت إلى تونس بعد أن كنت مدربًا رياضيًا في الإمارات لحوالي 12 سنة، لاحظت أن ممارسة الرياضة صارت تقريبًا حكرًا على من يملك المال وقد دربت في أحياء ونواد راقية في تونس ولمست ذلك فعليًا". ويواصل: "في المقابل، وعند قضاء شؤوني كنت أمر أحيانًا من أمام حي هلال، أرى أطفال الحي في شجار وخلاف دون أي أنشطة وكان يوم التغيير أن توقفت للحديث معهم ووعدتهم بالعودة في تاريخ محدد مع إحضار المعدات الضرورية للتدريب ولعب الكرة". يسترجع مراد ذكريات ماضٍ يعود إلى حوالي 3 سنوات، ونحن نتابع جزءًا من أطفال حي هلال في احتفاء وتمرين مع الكرة.

من التدريبات الرياضية لأطفال حي هلال(نائلة الحامي/الترا صوت)

انطلقت تجربة "حومتنا سبور" مع حوالي 20 طفلًا من أبناء حي هلال، في أرض خالية بالحي وغير مهيئة، قد لا يستقيم تسميتها ملعبًا في الأصل، ثم تطور عدد الأطفال المتفاعلين إلى حوالي المائة ويقدر العدد اليوم بنحو 600 طفل، يتراوح سنهم بين 8 و14 عامًا، ينقسمون بين 6 أحياء شعبية، هي حي هلال، الملاسين، جبل الجلود، باب سويقة، المنيهلة ودوار هيشر. وقد تحصلت الجمعية على الترخيص لها بالنشاط رسميًا في 19 آذار/مارس 2014.

في "حومتنا سبور" لا يتعلق الأمر بنادٍ رياضي، لا كسب مادي ولا انتظارات خاصة، "ما نبحث عنه أساسًا هو ما وراء لعب الكرة"، كررها بن مصطفى، موضحًا لـ"الترا صوت": "من خلال ممارسة الرياضة، نقدم رسائل إيجابية، نفسر لهؤلاء الصبية مخاطر الإرهاب والمخدرات والسرقة، نملأ أوقات فراغهم بأنشطة مفيدة تبعدهم عن أصحاب السوء، الرياضة هي سلاح لإيصال هذه الرسائل والقيم وغرسها". ويضيف: "فريقنا الوحيد الذي يصافح المنافس سواء كنا فائزين أو مهزومين، يحفظ أبنائي النشيد الوطني عن ظهر قلب، المسألة أعمق من مجرد ربح وخسارة".

من خلال لعب الكرة، اكتشف فريق "حومتنا سبور" مواهب متنوعة عند الأطفال، البعض أثبت فعلاً تمكنه من كرة القدم ويبدو أن له إمكانيات جيدة للتطوير في المستقبل، والبعض الآخر اتضحت له مواهب في مجالات أخرى. يقول رئيس الجمعية: "بعضهم يكتب أغاني الراب بشكل مميز، آخرون برعوا في المسرح ويتقنون التمثيل، للبعض صوت جيد وعادة ما يطرب رفاقه، أذكر أيضًا أننا اكتشفنا موهبة فذة في الجمباز وأتوقع لها مستقبلًا واعدًا".

عن بدايات التجربة، حدثنا مراد: "انطلق التدريب في موعدين أسبوعيًا، كنت جديًا ونتج عن ذلك التزام الأطفال وأهاليهم، صرت أجد المكان خال والأطفال في الموعد وفي الانتظار، حتى المتسكعون في الحي ومن اشتهروا بماض طغى عليه الانحراف قابلونا بدورهم باحترام شديد". ويفسر ذلك: "يتعلق الأمر بمصلحة أخيه أو أخته أو جاره فلما يزعجنا؟، أتذكر ما قاله لي أحد أساتذتي ذات يوم وهو ما معناه أنه إذا كان الأطفال سعداء فحال الأهل سيكون كذلك". ويضيف: "ما يسّر نشاطنا داخل هذا الحي، ابتعادنا عن كل من حاول توظيفنا، هذا مكننا من ثقة الأهل وبالتالي طوّر من اهتمام الأطفال ولذلك نواصل نشاطها كل ثلاثاء وخميس مساء دون أي قلق منذ سنوات".

جرت الأمور على عكس ما صوره البعض لفريق "حومتنا سبور" في البدايات. يتذكر مراد حادثة في إحدى الحصص التدريبية الأولى إذ إنه لمح شابًا على دراجة نارية قرب مكان التدريب، كان يراقبهم بانتباه، وقد ظهرت على ملامحه العدوانية وكان يخشى أن يثير المشاكل لكنه قام بمخاطبة مراد بعد التدريب، قائلًا: "لماذا لم تحضروا إلى هنا عندما كنا صغارًا؟". ويعلق مراد: "كان كلامه مؤثرًا جدًا ومشجعًا على مواصلة التجربة".

من جانب آخر، لا تتوفر إحصاءات دقيقة حول نسب الفقر والبطالة والجريمة في الحي، لكن مظاهر الفقر واضحة وتدهور البنية التحتية لا يمكن إخفاؤه، كما أن ارتفاع نسبة البطالة جلي، إذ لا تكاد تخلو مقاهي الحي من شباب في مقتبل العمر، وقد ساهم في ذلك الانقطاع المبكر عن الدراسة. قطع الساسة في حي هلال وعودًا لم يفوا بها، حتى أهالي الحي نسوها أو تناسوها نهائيًا، حسب تصريحاتهم لـ"الترا صوت".

ومن خلال مقابلاتنا مع عدد من سكان حي هلال، كهول وشباب وأطفال، لاحظنا أن الحي يحتفظ بخاصيات لم تعد متوفرة في أحياء أخرى في تونس. في حي هلال، لا تزال كلمة "كبير الحي" محترمة، يدافع السكان عن حيّهم رغم كل انتقاداتهم للوضع العام، على علم بالمشاكل وبضيق ذات اليد ومنفتحون، في أغلب الأحيان، على كل مبادرة للتغيير. ابتسم أحد الأطفال، وقد لاحظ انشغالنا بمتابعة تحركاتهم وهم يلعبون بالكرة، توجه نحونا قائلًا: "أحيانًا نحس أن في هذه البلاد من يفكر فينا وأننا لسنا منسيين". كان هذا على ما يبدو كافيًا لتغيير ولو بسيط جدًا ولرسم مرح واضح على وجوه الصغار.

مع فريق التدريب المتطوع في "حومتنا سبور"، لا يضطر أبناء حي هلال إلى الانتقال إلى ملاعب عمومية في أحياء مجاورة، مما يجنبهم مخاطر وصعوبات التنقل، هذا إن توفرت لهم الإمكانيات للتنقل أصلًا، وفي آن واحد لا يحرمهم من ممارسة نشاط في أوقات الفراغ ولا ينجر عنه إهمال دراستهم. "الرياضة للجميع"، كانت هذه فلسفة "حومتنا سبور". يوضحها رئيس الجمعية لـ"الترا صوت"، مضيفًا: "نحن لا نمنع أصحاب الوزن الزائد ولا الفقير ولا نشترط إمكانيات بدنية وفنية معينة ولا نسأل عن ماضي الطفل ومستواه الاجتماعي أو التعليمي، باختصار الرياضة للجميع والحلم متاح للكل".

لم تقتصر الاستفادة من تجربة "حومتنا سبور" على أطفال الحي فقط، إذ تطوع بعض الكهول والشباب من حي هلال للمساعدة في الجانب التنظيمي. وقد نظمت الجمعية عددًا من الأنشطة والمسابقات الرياضية، التي شارك فيها أبناء الحي، كان أبرزها في 7 حزيران/يونيو سنة 2014، من خلال تنظيم كأس العالم للأطفال، تزامنًا مع كأس العالم في كرة القدم في البرازيل، وقد تنافس ممثلون عن حي هلال مع عدة فرق أخرى، ضمت أطفالاً من دول مختلفة. يتحدث عنها مراد بفخر: "كان أول نشاط ضخم نقوم به وكانت فرحة أطفال حي هلال فوق كل التصورات".

يجمع كل من قابلناهم أن الحي يعاني التهميش منذ عقود، يظنون أنها سياسة حكومية مقصودة، ويشبهونها بـ"العقاب"، توجه أحدهم إلينا قائلًا: "هنا الأحلام تموت يوميًا، وتجد نفسك مجبرًا بطريقة أو بأخرى على الطريق الخطأ، وإن كنت لا أنفي تحمل جزء من المسؤولية".

من التدريبات الرياضية لأطفال حي هلال(نائلة الحامي/الترا صوت)

اقرأ/ي أيضًا: الخيمة تزاحم المباني في موريتانيا

نشاط اجتماعي.. تكبله الإمكانيات المادية

غير بعيد عن "ملعب" حي هلال، قابلنا درصاف اليعقوبي، رئيسة جمعية المساندة في حي هلال، إحدى الجمعيات القليلة جدًا الناشطة في قلب الحي، إن لم تكن الوحيدة حسب تأكيداتها. تأسست الجمعية رسميًا في 18 آيار/مايو 2013، وهي تعنى بالمجال الاجتماعي أساسًا من خلال مساعدة العائلات ضعيفة الدخل والمعوزة، المدمنين، الأيتام، ذوي الاحتياجات الخاصة، كما تساعد في معالجة الوضع البيئي في الحي نسبيًا.

تحدثت درصاف إلى "الترا صوت": "لم أكن من سكان الحي، انتقلت إليه بعد زواجي، واكتشفت حينها حجم التهميش الذي يعاني منه الجميع في حي هلال، وكيف أن السكان يفتقدون إلى ضروريات الحياة رغم عراقة الحي وقدمه". وتُفسر قلة منظمات المجتمع المدني في حي هلال بـ"الفكرة السلبية التي يتناقلها البعض عن الحي وسكانه".

تقول رئيسة جمعية المساندة في حي هلال لـ"الترا صوت": "ننشط بشكل تطوعي، لا نحصل على دعم من الدولة، نعتمد بالتالي على أنفسنا ثم على تبرعات البعض ومساعدة منظمات وجمعيات أخرى كالمعهد العربي لحقوق الإنسان، الذي ومنذ تمركزه بحي السيدة المجاور لنا، ساعد المنطقة بشكل ملحوظ في النهوض بوضعها رغم الصعوبات الضخمة التي لا تزال متوفرة".

وفر المعهد العربي لحقوق الإنسان "نوادي مواطنة" للأطفال، تقدم لهم الخدمات الإعلامية وتدريبات على تعلم الحقوق والواجبات. تعتبر اليعقوبي "التجربة رائدة وغير مألوفة بالنسبة لأطفال حي هلال"، وتقول إنها "تحرص على توفير نواد مشابهة بالتنسيق مع المعهد العربي في مقر جمعية المساندة في قادم الأيام".

في المقابل، لا توفر الدولة في حي هلال أي فضاء تثقيفي أو تربوي أو ترفيهي لأطفال المنطقة، وعلمنا من المتساكنين أن المكان الوحيد المخصص لذلك مغلق منذ فترة، والسبب أنه قيد الإصلاح. في هذا السياق، تعلق اليعقوبي: "حاولت الضغط لفتح "دار الشباب" ولكي يستفيد منها أبناء الحي، قدمت عديد المطالب مباشرة أو عبر وسائل الإعلام لكن لا رد واضح إلى الآن".

وتقوم الجمعية بعدد من الأنشطة موجهة للأطفال منها تشريكهم في حملات نظافة للمدارس وتقديم مكافآت لهم في المقابل، عرض بعض الأشرطة السينمائية للأطفال وعروض للرقص والغناء. وعن مدى إقبال أطفال الحي على هذه الأنشطة، ترد اليعقوبي: "هم حريصون على المشاركة وهم يفاجئوننا إيجابيًا في مناسبات مختلفة ويؤكدون في كل فرصة نمنحهم ثقتنا أنهم في المستوى، ومن ذلك أن قدم أبناء حي هلال مسرحية منذ فترة كانت مميزة، وبعضهم الآخر فاجأني بمهارات أخرى".

أمام مقر الجمعية، استوقفنا البعض، أكدوا أن حيهم يبعد دقائق معدودة عن شارع الحبيب بورقيبة في قلب العاصمة التونسية، أي أن الأمر لا يتعلق بمنطقة ريفية أو داخلية في أعماق البلاد ولكنهم يعانون غياب ضروريات أساسية. وتوضح مريم، من سكان الحي: "عندما ينجح صغارنا في الحصول على شهادة ختم التعليم الابتدائي، يلجؤون إلى أحياء أخرى للدراسة الإعدادية، يتكبدون عناء مسافة طويلة في ظل غياب نقل عمومي ورفض سيارات التاكسي دخول الحي إضافة إلى ضعف إمكانياتنا المادية لتوفير نقل لائق".

يشتكي سكان حي هلال في العاصمة التونسية، من الأحكام المسبقة التي ترسخت حول حيهم، من ارتباط بالعنف والجريمة والانحراف

للانتقال إلى حي هلال، لاحظنا رفض عدد من سيارات التاكسي نقلنا، تعلل معظمهم بأسباب مختلفة لكن سكان الحي مصرون أن الأمر يتعلق بالأحكام المسبقة والصور النمطية التي ترسخت في عقلية البعض حول حيهم، من ارتباط بالعنف والجريمة والانحراف. كرر بعضهم على مسامعنا أنه "يحس وكأنه في منطقة معزولة". وكان وزير التربية ناجي جلول قد أعلن موفى شهر حزيران/يونيو الفارط عن بعث مدرسة إعدادية في حي هلال ومركب تربوي وثقافي ورياضي في أحياء السيدة وهلال والملاسين، لكن لم يتم الانطلاق في الأشغال إلى الآن. 

بعد جولة قصيرة في الحي، من السهل تبين أن لا أثر فعلي للدولة هناك، مركز بريد من بعيد هو ربما الأثر الوحيد. في ذات السياق، تشتكي درصاف اليعقوبي، عن جمعية المساندة، من الإهمال والتقصير الحكومي وتقول: "رغم ارتفاع حالات الإدمان في الحي لم يحاولوا إيجاد حل، بجهود فردية صرنا نحوّل بعض الحالات للعلاج في مركز علاج الإدمان في صفاقس، جنوب البلاد، لكن هذا المركز أغلق ولم يتم تعويضه". وتضيف: "لم يبق للدولة هنا إلا توزيع شهادات الفقر أو البطالة، من قبل العمدة (مندوب الدولة بالحي)، وهي شهادات يحتاجونها للحصول على مساعدة من وزارة الشؤون الاجتماعية أو للعلاج وأحيانًا كثيرة صارت هذه الشهادات دون فائدة".

يشاركها مراد بن مصطفى الرأي، موضحًا لـ"الترا صوت": "زارونا سابقًا وانبهروا بالتجربة، وعدونا في سنة 2014 بتعشيب الملعب وأنه سيكون ملعبًا بلديًا ويتضمن كل التجهيزات الضرورية، لكن لم ينجز شيء إلى اليوم والأدهى أننا علمنا مؤخرًا أنهم عدلوا عن فكرة الملعب البلدي".

لا إحصاءات مؤكدة عن حي هلال، كل ما استطعنا التحصل عليه، من خلال عمدة الحي، كان أن حي هلال يضم تقريبًا 2400 عائلة من بينهم 600 عائلة معوزة، أي دون دخل تمامًا، لكن اليعقوبي تؤكد أنه "يمكن اعتبار كل العائلات معوزة لأن الدخل إن توفر فهو ضعيف جدًا ولا يكفي لخلاص فواتير الماء والكهرباء".

يشتكي السكان من تسليط الضوء على قضايا السرقة والاغتصاب دون الإشارة إلى محاولات التغيير والإصلاح أو ما يسمونه قصص نجاح حتى وإن كانت بسيطة. في مقر جمعية المساندة، قابلنا البعض من هذه القصص. تعرفنا على نبيل العياري، من ذوي الاحتياجات الخصوصية وهو رب أسرة. لا تعتبر عائلة نبيل من العائلات المعوزة رغم أن لا دخل له، نظرًا لعمل زوجته البسيط في الخياطة. عدّد علينا نبيل كل محاولاته للنهوض بوضعه وكل المطالب التي قدمها للسلط الحكومية والتي لقيت الرفض أو التجاهل، لكنه يصر أن لا مجال لليأس، وهو ينشط اليوم في إطار جمعية المساندة لما يؤمن به من قدرة على "تغيير واقع ذوي الاحتياجات الخصوصية المهمشين في حي مهمش"، كما يقول.

حدثتنا رئيسة جمعية المساندة عن الشاب أحمد الهداجي، وهو من أبناء الحي، اشتغل وكافح وانطلق من لا شيء واستطاع توفير منزل له ولعائلته وابتعد عن طريق الانحراف. سامية أيضًا قصة تحدٍّ حقيقية من حي هلال، فالشابة الضريرة، تحدت صعوبات الجسد والفقر، واستطاعت أن تتم تكوينها في المجال الحرفي وهي اليوم بارعة في صنع عديد الحلي ولوازم الزينة وتقوم بالتنسيق مع جمعية المساندة ببيعها في عدد من المحافل وبمساعدة عائلتها.

في ذات الحي، اشتهرت عديد النسوة بصناعة وبيع المنتوجات الخزفية كذلك، واستطعن إعالة أهاليهم بشكل كامل من خلال هذه الحرفة. كل هذه القصص، على بساطتها، هي محل فخر وتبعث أملًا لدى سكان المنطقة، يأملون أن تكون منطلقًا لالتفاتة من الجميع إلى حيهم، عساها تمحو سنوات التهميش والنسيان.

من أنشطة جمعية المساندة في حي هلال(فيسبوك)

 

اقرأ/ي أيضًا:

رافاييلا سيلفا: من مدينة الإله إلى ذهب ريو 2016

"موياي تاي".. قتال أطفال الفقراء في تايلاند