17-أبريل-2018

ترك توفيق بكار بصمته الخاصة في النقد الأدبي بتونس

الترا تونس - فريق التحرير

 

خسرت تونس في الرابع والعشرين من شهر أفريل/ نيسان 2017 أحد أبرز أعلامها الفكرية والثقافية والوطنية بعدما ترجل الأكاديمي والناقد توفيق بكار عن عمر يناهز التسعين عامًا مخلفًا وراءه وصية يتيمة لم يطلب فيها شيئًا سوى الحفاظ على اللغة العربية قائلًا "أوصيكم خيرًا باللغة العربية".

يعدّ توفيق بكار من مؤسسي الجامعة التونسية وأحد أبرز أعمدتها

اقرأ/ي أيضًا: توفيق بكّار.. رحيل عرّاب النقد التونسي

ولد توفيق بكار يوم 31 ديسمبر/ كانون الأول 1927 بتونس العاصمة وتحصّل على شهادة التبريز في أواخر خمسينيات القرن الفارط في اللغة العربية وآدابها من جامعة السوربون الفرنسية. هذه المحطة ساهمت في انفتاح بكار على الحياة الثقافية في العاصمة الفرنسية باريس حيث نهل من التيارات الفكرية المتنوعة وشرع في بلورة مشروعه الفكري بعدما تكوّنت ثقافته الموسوعية.

يعدّ توفيق بكار من مؤسسي الجامعة التونسية وأحد أبرز أعمدتها وتتلمذ على يديه أغلب أساتذة العربية في تونس. كما ساهم في ظهور نهج جديد من النقد الأدبي فضلًا عن دوره في التعريف بالمؤلف التونسي وبشكل خاص بأثر الأديب الراحل محمود المسعدي.

تمتع بكار بقدرة عجيبة في الكتابة عن الكتابة ونجح في تسليط الضوء على زوايا قد يتجاوزها القارئ حتى أنه استحق عن جدارة لقب "عرّاب النقد" في تونس.

تأثر الناقد التونسي بمؤسس منهج البنوية الفرنسي رولان بارت في تحليل النصوص الأدبية أي دراسة الخلفية السياسية والمجتمعية للنص. وانكبّ على تحليل نصوص سرديات عربية ونقدها على غرار "موسم الهجرة إلى الشمال" و"المتشائل".

انتصر توفيق بكار لطلّابه ودافع عنهم عندما اقتحم الأمن مبنى الجامعة في تسعينيات القرن الماضي

اقرأ/ي أيضًا: فتحية مزالي: أول وزيرة في تونس وقاهرة الذكورية

اعتبر توفيق بكار التدريس مهنة مقدسة وكان مبدعًا في جميع تفاصيلها وحريصًا على تقديم محاضراته بلغة راقية وجميلة تشدّ كلّ من يستمع إليها. ولم يكتف بذلك بل انتصر لطلّابه ودافع عنهم عندما اقتحم الأمن مبنى الجامعة في تسعينيات القرن الماضي.

أشرف بكار على سلسلة "عيون معاصرة" التي تصدرها دار الجنوب والتي قدّم من خلالها نماذج من الرواية في تونس والعالم العربي. ولكنه في المقابل لم يهتمّ بنشر عدة أعمال واكتفى بعدد قليل منها "شعريات عربية" و"قصصيات عربية".

رحل توفيق بكار لكنه خلّف إرثًا ثقافيًا هامًا وترك بصمته في الكثيرين من الذين تتلمذوا على يديه أو تأثروا به وبكتاباته، وساهم في خلق تيار نقدي للأدب في تونس جعل الحديث عن النقد الأدبي ينقسم إلى مرحلتين، مرحلة ما قبل بكار وما بعده.

 

اقرأ/ي أيضًا:

رجاء بن عمار.. فنانة تتنفس مسرحًا

علي بن عياد.. أسطورة المسرح التونسي