تمام الساعة الثامنة صباحًا أمام أحد المعاهد الثانوية بجهة باردو بالعاصمة تونس، أغلب التلاميذ في جمهرة غفيرة، يتحدثون ويقهقهون ويدخنون ويتزاحمون داخل الكافيتريات المنتشرة في الرحاب. تبدو البوابة المهيبة المخصصة للدخول مغلقة. تتناهى إلى مسامعنا بعض المقاطع الصوتية من النشيد الوطني التونسي "حماة الحمى يا حماة الحمى، نموت نموت ويحيا الوطن.. فلا عاش في تونس من خانها...". سألت أحد التلاميذ: "لماذا لم تدخلوا إلى حدّ اللحظة؟" فردّ ببساطة "نحن ننتظر انتهاء تحية العلم حتى ندخل للدراسة"، فأضفت سؤالًا آخر "ولمَ لا تشاركون في تحية العلم" فرد ببساطة أشدّ "نحن نحب الوطن ولا نحب تحية العلم"، وفق تعبيره.

وأشار الأستاذ بوصرة إلى أن التلميذ التونسي يأتي من منابت أخرى للقيم داخل المجتمع ولا لوم عليه إن كانت المؤسسة التربوية لا تنهض بدورها التربوي وإن كانت لا تأبه بسلوكها التأطيري للأجيال القادمة، حسب رأيه.