26-مايو-2019

روايات متضاربة بين وزارة الداخلية ومحامي صاحب المقهى

فريق التحرير - الترا تونس

 

تعرض مقهى في جهة رادس مليان، بتاريخ السبت 25 ماي/آيار 2019، للتهشيم وحرق جزء من واجهته من قبل مجموعة من شباب المنطقة في ظل تضارب الروايات بين رواية أولى تؤكد أن سلفيين هم من هاجموا المقهى بسبب وجود مفطرين في نهار رمضان، ورواية ثانية أكدتها وزارة الداخلية تقول إن منحرفين ولأسباب شخصية انتقامية هم من اعتدوا على المقهى وصاحبها.

 

 

 

 

محامي صاحب المقهى: ما حدث "اعتداء إرهابي"

حادثة الاعتداء على المقهى لقيت رواجًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي منذ مساء السبت على اعتبار ترويج أن الأمر يتعلق باعتداء من متشددين دينيًا على مقهى بسبب استقباله للمفطرين في نهار رمضان، وهي الرواية التي أكدها صاحب المقهى نفسه.

وقد نقلت وسائل إعلام شهادات لمواطنين أكدوا بدورهم هذه الرواية، وقال أحدهم إن المعتدين على المقهى كانوا يرددون أثناء هجومهم "الله أكبر موتوا يا كفار".

المحامي منير بعتور، رئيس الحزب الليبرالي الذي عرف نفسه على حسابه في فيسبوك بأنه محامي صاحب المقهى، كذب بدوره بيان وزارة الداخلية الأول مؤكدًا رواية موكّله. وقال إن صورة الواقعة تتمثل في "تعمد مئات من السلفيين الهجوم على المقهى الكائن برادس مليان المفتوح في نهار رمضان للمفطرين تحت صيحات لله أكبر وقد قام صاحب المقهى بإسدال الستار الحديدي للمقهى فتعمد السلفيون سكب بنزين من تحت الستار الحديدي وإشعال النار قصد حرق المقهى بمن فيه من عملة وحرفاء وحينها فتح صاحب المقهى الستار لإخراج من فيه فتم الاعتداء عليهم بالسيوف والعصي كما تم رمي نادل المقهى من سطح الطابق الأول وحرق جزء هام من المقهى".

منير بعتور (محامي صاحب المقهى): ما حدث هو اعتداء إرهابي سافر تحاول الداخلية التغطية عليه وإخراجه بصورة معركة منحرفين

وقال بعتور إن صاحب المقهى حاول الاتصال بالأمن الذي لم يتمكن من الاقتراب من المقهى بسبب كثرة عدد السلفيين المهاجمين وفق تأكيده، مضيفًا أن سيارة الأمن ظلت تنتظر التعزيزات بعيدًا ساعة كاملة حتى هروب المعتدين.

وأكد أن ما حدث "هو اعتداء إرهابي سافر تحاول الداخلية التغطية عليه وإخراجه بصورة معركة منحرفين" وفق قوله.

وزارة الداخلية: لا علاقة لمتشددين دينيًا بالحادثة

وزارة الداخلية أكدت، من جهتها، في بيانين أصدرتها السبت والأحد، 25 و26 ماي/آيار الجاري، أن الهجوم على المقهى في رادس لا علاقة له بالمتشددين دينيًا كما وقع ترويجه على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأكدت في بيانها الأول السبت أن تسلسل الأحداث يتمثل في أنه "مع حوالي الساعة السادسة ونصف مساءً، وحين قام مجموعة من عملة المقهى من بينهم فتاتين بصدد التوضيب استعدادًا لفتح المقهى مع توقيت الإفطار، مرت سيارة على متنها مجموعة من الشبان بادروا بالاعتداء لفظيًا بفاحش القول على الفتاتين العاملتين بالمقهى وتطور الخلاف بتبادل العنف".

وزارة الداخلية: الهجوم على المقهى في رادس لا علاقة له بالمتشددين دينيًا كما وقع ترويجه على مواقع التواصل الاجتماعي

وأضافت أنه "غادرت السيارة لتعود بعد مدة قصيرة مصحوبة بمجموعة أخرى من المنحرفين الذين تولوا الاعتداء على العاملين بالمقهى وإتلاف جزء من تجهيزاته وإحراق الواجهة الأمامية له".

وفي بيانها الثاني الأحد، أعلنت وزارة الداخلية إلقاء القبض على المظنون فيه الرئيسي (عمره 24 سنة وكنيتهُ "مكارتي" صادر في شأنه منشور تفتيش منذ سنة 2018 من أجل تكوين وفاق) ومُرافقيه (19 و27 سنة قاطنين بجهة رادس) والذين بعرضهم على المتضرّر صاحب المقهى تعرّف عليهم مباشرة.

وأضافت أن المظنون فيه الرئيسي اعترف أنه "تحول إلى جهة رادس مليان صحبة مرافقين له لقضاء شأن لهم وبوصولهم إلى وجهتهم أوقفوا السيارة أمام محطة لغسيل السيّارات بالجهة، لتحدث مناوشة بينهم وبين بعض الأشخاص أمام مقهى مجاور تطورت إلى تبادل للعنف وقد تدخّل الأجوار بما في ذلك صاحب محطة الغسيل لفض الخلاف والذي بسماعه كشاهد أكد ما سبق ذكره".

وأضاف المظنون فيه، في اعترافاته التي نقلتها الوزارة، أنه "بعد برهة زمنيّة حلت بالمكان مجموعة من الأشخاص قاموا مباشرة بمحاولة اقتحام المقهى والاعتداء بالعنف على أحد العاملين به كما تعمّد أحدهم إضرام النار بواجهته والتي سرعان ما تمّ إخمادها بعد أن أتت النيران على جزء منها" وهذا ما أكّده وفق الوزارة شاهد عيان ثانٍ كان متواجدًا على عين المكان الذي أضاف أن "مجموعة المنحرفين كانت تتلفظ بألفاظ نابية وعبارات سب الجلالة" وفق تأكيده.

وقالت الوزارة في بلاغها أن النيابة العموميّة ببن عروس أذنت بالاحتفاظ بالمظنون فيهم وإحالة الموضوع على الإدارة الفرعيّة للقضايا الإجراميّة بإدارة الشرطة العدليّة لمواصلة الأبحاث والتعريف ببقية المظنون فيهم.

 

اقرأ/ي أيضًا:

خاص/ أسباب انقطاع الماء في تطاوين .. وخطة "الصوناد" للحل

معهد الرصد الجوي: أمطار رعدية منتظرة وتراجع في درجات الحرارة