08-فبراير-2019

أسفر العدوان الفرنسي على ساقية سيدي يوسف عن مقتل 68 مدنيًا

 

الترا تونس - فريق التحرير

 

تحيي تونس، كل 8 فيفري/ شباط، ذكرى أحداث ساقية سيدي يوسف التي ذهب ضحيتها 68 مدنيًا من تونس والجزائر لتختلط دماء الشعبين إثر قصف قوات المستعمر الفرنسي للسوق الأسبوعية في القرية يوم 8 فيفري/ شباط سنة 1958.

شكّلت القرية التونسية آنذاك منطقة استراتيجية لوحدات جيش التحرير الوطني المتواجد على الحدود الشرقية وتمّ استخدامها كقاعدة خلفية للعلاج واستقبال الجرحى

وساقية سيدي يوسف تقع على الحدود التونسية الجزائرية وتتبع ولاية الكاف، وهي قريبة جدًا من مدينة لحدادة الجزائرية التابعة إداريًا لولاية سوق أهراس. وشكّلت القرية التونسية آنذاك منطقة استراتيجية لوحدات جيش التحرير الوطني المتواجد على الحدود الشرقية وتمّ استخدامها كقاعدة خلفية للعلاج واستقبال الجرحى، الأمر الذي دفع فرنسا إلى اعتماد "أسلوب العقاب الجماعي" وذلك بضرب القرية الحدودية الصغيرة.

داهمت عشرة أسراب من الطائرات القاذفة والمطاردة الفرنسية منطقة ساقية سيدي يوسف

اقرأ/ي أيضًا: علي الزليطني.. قصة أحد مناضلي الاستقلال المنسيين

قبل قصف ساقية سيدي يوسف، تعرّضت المنطقة لاستهداف فرنسي في أكثر من مناسبة، فقامت فرنسا بالاعتداء عليها يومي 1 و2 أكتوبر/ تشرين الأول 1957 إثر صدور قرار فرنسي يقضي بملاحقة الثوار الجزائريين داخل التراب التونسي بتاريخ 1 سبتمبر/ أيلول 1957، ثمّ تعرّضت لاعتداء ثان في 30 جانفي/ كانون الثاني 1958 بعد تعرّض طائرة فرنسية لنيران جيش التحرير الوطني الجزائري، لتُختتم سلسلة الاعتداءات بالغارة الجوية يوم 8 فيفري/ شباط 1958 بعد يوم واحد من زيارة روبر لاكوست، الحاكم العام للجزائر آنذاك، للشرق الجزائري.

سقط 68 قتيلًا بين تونسي وجزائري إثر الغارة الفرنسية على منطقة ساقية سيدي يوسف

وقد اختار المستعمر الفرنسي يوم 8 فيفري/ شباط لتنفيذ الغارة الجوية رغم معرفته أن هذا اليوم هو يوم سوق أسبوعية بساقية سيدي يوسف. وصادف ذلك اليوم حضور عدد هام من اللاجئين الجزائريين الذين جاؤوا لتسلّم مساعدات من الهلال الأحمر التونسي والصليب الأحمر الدولي.

تواصل القصف الفرنسي حوالي ساعة من الزمن لتتحول إثر ذلك ساقية سيدي يوسف إلى خراب ويسقط 68 قتيلًا

وحوالي الساعة الحادية عشرة صباحًا، داهمت عشرة أسراب من الطائرات القاذفة والمطاردة الفرنسية القرية واستهدف القصف دار المندوبية آنذاك (مقرّ المعتمدية حاليًا) والمدرسة الابتدائية وغيرها من المباني الحكومية ومئات المنازل فيما كانت المطاردات تلاحق المدنيين.

وتواصل القصف الفرنسي حوالي ساعة من الزمن لتتحول إثر ذلك القرية إلى خراب ويسقط 68 قتيلًا من بينهم 12 طفلًا أغلبهم من تلاميذ المدرسة الابتدائية، و9 نساء وعون من الجمارك، في حين بلغ عدد الجرحى 87 جريحًا.

كما تمّ تسجيل عديد الخسائر المادية التي تمثلت في تحطيم خمس سيارات مدنية منها شاحنات للصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر التونسي، وتحطيم المباني العمومية لدار المندوبية ومركز الحرس الوطني ومركز الجمارك وإدارة البريد والمدرسة الابتدائية وإدارة الغابات وإدارة المنجم، بالإضافة إلى تحطيم 43 دكانًا و97 مسكنًا.

تحطمت شاحنات تابعة للصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر التونسي كانت تحمل مساعدات للجزائريين 

وتزامن القصف الفرنسي على ساقية سيدي يوسف مع وجود مندوب الصليب الأحمر الدولي آنذاك الذي كان بصدد زيارة مأوى اللاجئين صحبة المعتمد، وذلك لتوزيع الإعانات الغذائية وغيرها عليهم. وفي شهادته، صرّح أن القاذفات الفرنسية دمّرت ساقية سيدي يوسف وحطّمت ثلاث عربات تابعة للصليب الأحمر السويسري وشاحنة تابعة للهلال الأحمر التونسي، والتي كانت مشحونة بالملابس المعدّة لتوزيعها.

وقد أصبح تاريخ 8 فيفري/ شباط من كلّ عام تاريخًا ورمزًا لوحدة الشعبين التونسي والجزائري وتقاربهما، خصوصًا بعد أن اختلطت دماؤهما في اعتداء وحشي لم يراع وجود مدنيين في سوق أسبوعية مكتظة بالأشخاص.

 

اقرأ/ي أيضًا:

ساقية سيدي يوسف.. تاريخ نضالي آخره مأساة

الذكرى 55 لعيد الجلاء: تعرّف على أهم محطات معركة بنزرت