الترا تونس - فريق التحرير
أثار قرار أمين عام التيار الديمقراطي ووزير الدولة للوظيفة العمومية والحوكمة ومكافحة الفساد في حكومة الفخفاخ، محمد عبو، بالاستقالة من المسؤوليات القيادية في حزبه، وعدم رغبته في تحمّل أي مسؤولية سياسية ولا المشاركة في أي انتخابات، ردود أفعال عديدة في صفوف السياسيين والنشطاء من مختلف التوجهات السياسية والأيديولوجية، والتي تراوحت بين الاستياء من هذا القرار والدعوة للتراجع عنه، وبين الإشادة به كسلوك ديمقراطي تعبيرًا عن تحمل المسؤولية، وهو نادر الحدوث في أوساط السياسيين التونسيين.
أثار قرار أمين عام التيار الديمقراطي محمد عبو، بالانسحاب من قيادة حزبه ردود أفعال عديدة في صفوف السياسيين والنشطاء من مختلف التوجهات السياسية والأيديولوجية
الأمين العام السابق للتيار ووزير أملاك الدولة والشؤون العقارية في حكومة الفخفاخ غازي الشواشي علّق على حسابه على فيسبوك "الصديق محمد عبو انسحابك مرفوض. معًا نواصل المشوار".
وعلّق رئيس كتلة "تحيا تونس" مصطفى بن أحمد على حسابه على فيسبوك: "انسحاب محمد عبو من الساحة بهذا الشكل وفي هذا التوقيت مؤسف جدًا وخسارة أخرى تنضاف للشق الجمهوري المدني من الرجال الأكفاء".
فيما كتب مدير الديوان الرئاسي السابق عدنان منصر "كنت مع محمد عبو في نفس الحزب في فترة ما، ولم أكن أتوافق معه دائمًا في بعض مواقفه، وهذا عادي جدًا. ولكن لم أشك يومًا في صدقه ونظافته ونزاهته. أولئك الذي عبروا عن فرحهم بمغادرة عبو، لماذا أنتم سعداء؟ لأنه نظيف ويحب النظافة".
من جانبها، دوّنت الناطقة الرسمية برئاسة الجمهورية زمن السبسي سعيدة قراش، على حسابها على فيسبوك، "إن صحَّ انسحاب محمد عبو من الساحة السياسية، فإني أعتبر ذلك خسارة للطبقة السياسية بالبلاد رغم اختلافي معه في عديد المسائل" مضيفة "الثورة تأكل أبناءها للأسف".
وكتب القاضي والناطق الرسمي السابق باسم وزارة الداخلية وليد الوقيني "انسحاب السيد محمد عبو من الحياة السياسية دليل على أن البلاد صارت مقرفة ولا أمل يرجى منها... قلت أنه لن يسود إلا الفاسدون".
رياض الشعيبي، الباحث في مركز الدراسات الاقتصادية والاجتماعية وأمين عام حزب البناء الوطني (منحلّ)، كتب تعليقًا على انسحاب عبو من الحياة السياسية: "محمد عبو يمثل جيلًا جديدًا من القيادات السياسية في تونس. جيل لا يهتم بعمق القضايا وخلفياتها بقدر تركيزه على الجرأة في طرح هذه القضايا والمباشراتية في خطابه".
وأضاف: "كان بالإمكان أن يتهافت كل ناقديه، لو برر محمد عبو استقالته، من بين أسباب أخرى، بتحمله مسؤولية فشل خيارات التيار الديمقراطي منذ الانتخابات وحتى الآن. كان سيكون أكثر قوة في استقالته لو بررها بتقييم شامل لأداء حزبه".
بدوره، دعا الناشط السياسي محمد بن جماعة لتقديم جملة أسباب استقالة محمد عبو "وبعدها، نتناقش ما إذا كانت خطوة جيدة أو غير جيدة"، داعيًا حزب التيار الديمقراطي لتقديم عملية نقد ذاتي يقدمها للعلن، قائلًا "إن أول من يجب محاسبتهم، أولئك الذين ورطوا الحزب في خيار الاستقطاب الحاد مع النهضة".
من جانبه، علق رئيس منظمة "أنا يقظ" أشرف العوادي، على حسابه على فيسبوك، أن ما فعله محمد عبو يعكس نوعًا ما سياسة التواصل الفاشل للتيار الديمقراطي" مضيفًا أن إعلان خبر انسحابه من الحياة السياسية في ندوة صحفية بصفته وزيرًا غطى على المعلومات الخطيرة التي كشفها بخصوص رفض إلياس الفخفاخ مهمات رقابة، ورفع قضية ضد حركة النهضة بخصوص التمويل المشبوه.
فيما قال الناشط شكري بن عيسى، على حسابه، إن "محمد عبو عوض أن يخرج محترمًا أصر على الخروج غير المناسب بالإمعان في استغلال الدولة بالتجارة فيها وتوظيفها لمحو خيباته العميقة" مضيفًا "عبو كان عليه أن يغادر صامتًا وقد ترك اسوأ الانطباعات كما دمّر حزبه وفضح تناقضه".
اقرأ/ي أيضًا:
الفخفاخ: الدولة مستهدفة ويجب استعادة الوطن من أيادي العابثين