الترا تونس - فريق التحرير
أفرج القضاء الفرنسي، الخميس 28 مارس/آذار 2019، على بلحسن الطرابلسي، صهر المخلوع زين العابدين بن علي، مع إبقائه تحت إشراف قضائي على خلاف رأي النيابة العمومية وذلك بعد إيقافه في مدينة مرسيليا منذ 10 أيام.
وكان قد وجه القضاء في فرنسا منتصف مارس/آذار الماضي تهمة "تبييض أموال عصابات منظمة، وإخفاء واستخدام وتزوير وثائق إدارية" وكذلك تهمة "الدخول غير القانوني لإقليم وطني أجنبي" ضد الطرابلسي.
وألقي القبض على الطرابلسي بموجب تحقيق قضائي في مرسيليا في قضية تبييض للأموال في علاقة بأموال كانت ستنتقل عبر شركات "أوفشور" إلى جزر مارشال وعبر بنك بغرض شرائه عام 2017 عقارًا في منطقة "فيلنوف لوبي" في منطقة الآلب مقابل 1.5 مليون يورو عبر وسيط.
القضاء الفرنسي وجه عدة تهم ضد بلحسن الطرابلسي أهمها تهمة تبييض أموال عصابات منظمة
وقد رفض مكتب المدعي العام لمحكمة الاستئناف في "إيكس إن بروفنس"، في وقت سابق طلب الإفراج على اعتبار أن "الاحتجاز ضروري للحفاظ على الأدلة المادية".
لكن قررت مؤخرًا غرفة التحقيق في محكمة الاستئناف إطلاق سراح الطرابلسي بشرط دفع وديعة قدرها 100 ألف يورو. وتنص المراجعة القضائية على التزام بالإقامة في فرنسا مع عدم مغادرة الإقليم الوطني والمراقبة مرة واحدة في الأسبوع عبر مركز للشرطة في مكان إقامته. كما يحظر عليه مقابلة أشخاص آخرين وجهت إليهم تهم في هذه القضية.
وقال بلحسن الطرابلسي خلال الجلسة: "سأمتثل لجميع الترتيبات التي سيتم اتخاذها، أعطوني فرصة لإثبات أنني لست هاربًا. أنا رجل عادي يحترم التزاماته".
يُشار إلى أن وزارة العدل التونسية بادرت، في وقت سابق، بمراسلة وزارة الشؤون الخارجية لمطالبتها بإبلاغ السلطات الفرنسية برغبة الجانب التونسي في تسلّم بلحسن الطرابلسي طبقًا للاتفاقية الثنائية المبرمة بين البلدين والمتعلقة بالتعاون القضائي في المادة الجزائية وتسليم المجرمين.
طلبت السلطات التونسية من نظيرتها الفرنسية تسليم بلحسن الطرابلسي بموجب الاتفاقية الثنائية بين البلدين حول التعاون القضائي
وكان قد أشعر مكتب "انتربول" تونس وزارة العدل بأن السلطات الفرنسية ألقت القبض على الطرابلسي الذي هو محلّ 43 بطاقة جلب دولية و17 منشور تفتيش على المستوى الوطني.
والطرابلسي هو أحد أكثر الأسماء الضالعة في الفساد بمختلف أشكاله زمن بن علي، عبر نهب خزينة الدولة وتطويع مؤسساتها لخدمة مصالحه على غرار الحصول على عائدات إشهارية بطريقة غير قانونية من التلفزة التونسية عبر شركة "كاكتوس برود"، وتغيير صبغة عقارات سياحية بالحمامات والسطو على شركات والحصول على رشاوى على غرار قضية "ألستوم" وغيرها من التجاوزات والخروقات الخطيرة.
يُذكر أن بلحسن الطرابلسي غادر تونس رفقة أفراد من عائلته بتاريخ 14 جانفي/كانون الثاني 2011 على متن يخت باتجاه ايطاليا، قبل أن يتحول إلى كندا التي سحبت منه عام 2012 الإقامة الدائمة لكونه لم يثبت أنه أقام بالأراضي الكندية خلال سنتين من بين الخمس سنوات الأخيرة حينها.
اقرأ/ي أيضًا: