30-ديسمبر-2023
الاحتفالات برأس السنة في تونس

تونسيون يرفضون تقبل التهاني بمناسبة رأس السنة (ياسين القايدي/الأناضول)

الترا تونس _ فريق التحرير 

 

"لا أقبل التهاني بمناسبة رأس السنة"، تدوينة انتشرت بكثافة عبر مواقع التواصل الاجتماعي في تونس بالتزامن مع قرب انتهاء سنة 2023 ودخول سنة جديدة، ويقصد أصحابها أنهم لن يحتفلوا برأس السنة بينما تقتل إسرائيل الأبرياء والأطفال في قطاع غزة.

تونسيون يقررون مقاطعة الاحتفالات برأس السنة تضامنًا مع أهالي غزة والشعب الفلسطيني

اختار الآلاف من التونسيين إذًا عدم الاحتفال بدخول السنة الجديدة على غير العادة، في وقت تتواصل فيه حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة وخلفت حتى الآن أكثر من 21 ألف شهيد وآلاف الجرحى والمشردين.

وعادة ما يختار التونسيون الاحتفال برأس السنة إما مع العائلة في المنزل أو بحضور الحفلات التي تتم برمجتها في الأماكن العامة، غير أن الاحتفالات ستغيب هذه السنة عن منازلهم وسهراتهم العائلية.

اختارت بعض محلات صنع المرطبات مقاطعة الاحتفالات بدخول السنة الجديدة وذلك من خلال عدم إعداد المرطبات وبيعها

وأوصى رواد مواقع التواصل الاجتماعي في تدوينات مقتضبة نشروها عبر حساباتهم على "فيسبوك" أصدقائهم ومعارفهم بعدم إرسال رسائل تهنئة لهم بمناسبة دخول سنة 2024، في حين انتقد آخرون توجه البعض للاحتفال هذه السنة بدخول سنة جديدة بينما يموت النساء والأطفال والشباب في فلسطين يوميًا.

من جهتها، أوصت الناشطة السياسية نزيهة رجيبة (أم زياد)، متابعيها عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك بعدم تهنئتها بدخول السنة الجديدة وعدم إرسال رسائل تهنئة على الخاص.

 

 

بعض المخابز المختصة في صنع المرطبات، اختارت هي الأخرى مقاطعة الاحتفالات بدخول رأس السنة وذلك بوضع لافتات على واجهات محلاتهم جاء فيها أنهم "لن يقوموا بصنع المرطبات وبيعها هذه السنة تضامنًا مع الشعب الفلسطيني".

 

 

وكانت المؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية والهيئة المديرة لأيام قرطاج الموسيقية، قد قررت بدورها تأجيل موعد الدورة التاسعة من المهرجان "نظرًا للوضع الراهن وتواتر الأحداث الأليمة في الشقيقة فلسطين"، وفق بلاغ أصدرته يوم 21 ديسمبر/ كانون الأول 2023.

وجاء في نص بلاغ الهيئة المديرة لأيام قرطاج الموسيقية أنه "يتعذر علينا إعلاء رايات الفرح ومظاهر الاحتفال في وقت تُزهق فيه الأرواح البشرية یومیًا".

وكانت الدورة التاسعة من مهرجان أيام قرطاج الموسيقية، مقررة من 20 إلى 27 جانفي/ يناير 2024، قبل أن يتم تأجيلها إلى موعد لاحق، سيكون من 4 إلى غاية 11 ماي/ أيار 2024، وفق بلاغ المؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية.

يشار إلى  أنه ومع قرب موعد دخول رأس السنة، أكد رئيس المنظمة التونسية لإرشاد المستهلك لطفي الرياحي، في تصريح لـ"الترا تونس"، أنّ المنظمة رصدت زيادة تتراوح بين 15 و20% في أسعار المرطبات مقارنة بالفترة نفسها من السنة المنقضية، وتحديدًا في الفترة التي ترافق استعدادات الاحتفال بليلة رأس السنة، وفقه.

واعتبر الرياحي أنّ هذه الزيادة تعدّ كبيرة وهي كلفة إضافية على جيب التونسي، وقدرته الشرائية وفق قوله، داعيًا إلى ضرورة ترشيد الأرباح خاصة في المواد غير المسعّرة.

وقال رئيس منظمة إرشاد المستهلك: "من غير المعقول أن نجد بعض قطع المرطبات تصل إلى 80 و120 و150 دينارً"، وأرجع أسباب هذا الارتفاع في الأسعار إلى أنّ الأسعار حرّة، وأنّ مكونات هذا المنتج رغم كونها مدعّمة، فإنها المصنّعين يستغلّون هذا الدعم لبيع هذه المنتجات بأسعار فيه الكثير من الشطط، وفق وصفه. ودعا لطفي الرياحي في تصريحه لـ"الترا تونس"، إلى ضرورة المطالبة بتقصّي هامش الربح وتعديل الأسعار.