06-أبريل-2024
الحشرة القرمزية في تونس

عضو باتحاد الفلاحة: الحشرة القرمزية تنتشر بنسق سريع ولا يمكن إيقافها

الترا تونس - فريق التحرير

 

أكد عضو المكتب التنفيذي للاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري، والمسؤول على الفلاحة البيولوجية، عادل كريم، السبت 6 أفريل/نيسان 2024، أنّ الحشرة القرمزية في تونس خرجت عن سيطرة الدولة، وفقه.

وأضاف، في مداخلة له على إذاعة "ديوان" (محلية)، أنّ "الحشرة القرمزية تنتشر بنسق سريع، وما زالت تنتشر"، معقبًا: "في الحقيقة، لن نتمكن من إيقاف انتشارها"، حسب تصوره.

عضو اتحاد الفلاحة عادل كريم: الحشرة القرمزية في تونس خرجت عن سيطرة الدولة وهي تنتشر بنسق سريع ولا يمكن إيقافها وللأسف ستقضي على صابة تونس من التين الشوكي

وبعد انتشارها بشكل واسع في ولايات سوسة والمنستير والمهدية، قال عادل كريم إنّ الحشرة القرمزية وصلت حاليًا لصفاقس وسيدي بوزيد ونابل ومازالت تنتشر، مردفًا القول: "للأسف ستقضي هذه الحجرة على صابة تونس من التين الشوكي، ما عدا بعض المناطق التي لم تصلها الحشرة بعد".

ولفت المسؤول بالاتحاد التونسي للفلاحة إلى أنه "أمام هذا الوضع ستكون أسعار التين الشوكي "الهندي" مرتفعة باعتبار أن الكميات التي تباع في السوق تنخفض تدريجيا في ظل انتشار الحشرة القرمزية"، مذكرًا بأنّ "سعر الكيلوغرام الواحد من التين الشوكي وصل في العام الفارط إلى 18 دينارًا".

عادل كريم: الدولة فكرت في حل بديل وبدأت في تجربة جديدة تتمثل في غراسة عديد العينات من التين الشوكي الذي يقاوم الحشرة القرمزية ونسبة نجاح هذه التجربة تتراوح بين 50 و80%

في المقابل، أشار عادل كريم إلى أنّ "الدولة فكرت في حل بديل، وبدأت في تجربة جديدة، وتمت غراسة عديد العينات في 5 أو 6 ولايات من التين الشوكي الذي يقاوم الحشرة القرمزية"، مشيرًا إلى أنّ "النتائج أفضت إلى نجاح التجربة بنسب متراوحة بين 50 و80%"، وفقه.

 

  • منظمة: انتشار مخيف لآفة الحشرة القرمزية في تونس

وسبق أن حذّر المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية من "انتشار مخيف لآفة الحشرة القرمزية على زراعات التين الشوكي في تونس".

وقال، في بيان تحذيري له نشره في أكتوبر/تشرين الأول المنقضي، إنّ قسم العدالة البيئية التابع له تواصل مع  مهندسة فلاحية من ولاية القيروان إثر صيحة فزع أطلقتها بسبب الانتشار السريع لآفة الحشرة القرمزية على زراعات التين الشوكي. 

منتدى الحقوق الاقتصادية يندد بـ"عجز" سلطة الإشراف وعلى رأسها وزارة الفلاحة إزاء تفشي الحشرة القرمزية في تونس ويشدد على أن مقاومتها هي مسؤولية الجميع

وذكر أن المهندسة الفلاحية أكدت له أنّ معتمدية السبيخة من ولاية القيروان تعرف تكاثرًا لهذه الحشرة خاصة في منطقة "سرديانة الشقافية"، وأنّها عاينت منذ شهر أوت/أغسطس خلال عملها الميداني تواجد الحشرة القرمزية في ضيعة فلاح من المنطقة المذكورة وعلى الطريق حيث يتواجد التين الشوكي فقامت بتبليغ خلية الإرشاد الفلاحي بالمنطقة من أجل اتخاذ إجراءات عاجلة في الإبان بغية تطويق منطقة الإصابة وتفادي انتشارها.

واستدرك، نقلًا عن المهندسة، أنّ "التدخل البطيء نظرًا لقلة الإمكانيات أدى إلى تسارع وتواصل توسع رقعة الإصابة وعجز الفلاحين عن التصدي لها مع محدودية الإمكانيات من جرارات ومعدات رش المبيدات الحشرية بالإضافة إلى التعطيلات الإدارية التي حالت دون تمكن الفلاحين من آليات التوقي والمداواة الناجعة". 

منتدى الحقوق الاقتصادية: التدخل البطيء نظرًا لقلة الإمكانيات أدى إلى تسارع وتواصل توسع رقعة الإصابة وعجز الفلاحين عن التصدي لها مع محدودية الإمكانيات من جرارات ومعدات رش المبيدات الحشرية

وأشار المنتدى إلى وجود تبليغات بخصوص الحشرة القرمزية بكل من ولايتي سيدي بوزيد والمهدية، منددًا بـ"عجز سلطة الإشراف وعلى رأسها وزارة الفلاحة إزاء تفشي هذه الآفة والبلاغ الهزيل الذي اكتفت بنشره على صفحتها الرسمية مطمئنة الرأي العام بسلامة أشجار الزيتون المحاذية لمناطق الإصابة بالحشرة القرمزية".

وأهاب بوزارة الفلاحة التحرك عاجلًا من أجل تكوين خلية أزمة تقف بسرعة على خارطة انتشار الحشرة القرمزية في تونس وتحدد بدقة بؤر انتشارها من أجل توجيه التعزيزات اللازمة من معدات وأدوية للجهات المتضررة مع حث مختلف السلط الجهوية المتداخلة على تظافر الجهود وتمكين الفلاحين المتضررين من الدعم اللوجيستي اللازم.

 

  • ما هي الحشرة القرمزية؟ 

وتعتبر الحشرة القشرية القرمزية Dactylopius opuntua، وفق تعريف سابق لوزارة الفلاحة التونسية، من "الآفات الخطيرة بالنسبة لغراسات التين الشوكي إذ أنها تلحق أضرارًا بليغة بهذا النبات لكونها تمتص نسغ أو عصارة النبتة فتظهر على الألواح مناطق مصفرة تتسع شيئًا فشيئًا لتؤدي في النهاية إلى سقوط اللوح المصاب وموت الجذع في حالة شدة الإصابة".

تعتبر الحشرة القرمزية من الآفات الخطيرة بالنسبة لغراسات التين الشوكي إذ أنها تلحق أضرارًا بليغة بها لكونها تمتص نسغ أو عصارة النبتة فتظهر على الألواح مناطق مصفرة تتسع شيئًا فشيئًا لتؤدي في النهاية لسقوط اللوح المصاب وموت الجذع

وتنتشر هذه الآفة بسرعة كبيرة إذ تقوم الريح بحملها من مكان إلى آخر، كما يمكن أن تنتقل هذه الحشرات عبر التصاقها بالآلات الفلاحية والشاحنات وصوف الأغنام والأعلاف “التبن" القادمة من المناطق الموبوءة، علمًا وأن التين الشوكي المعروف في تونس باسم "الهندي" يلعب دورًا هامًا،  وفق وزارة الفلاحة، في مقاومة التصحر والمحافظة على التنوع البيولوجي، كما يُستعمل في عدة مجالات كغذاء للإنسان  أو كمصدر  أعلاف للدواب أو لتصنيع منتجات علاجية وأخرى تجميلية.


صورة