أحدثت واقعة مزج موسيقى "الدي جي" بالأذان بملهى ليلي بتونس خلال الأسبوع ضجّة واسعة في البلاد بين الاستنكار الشعبي وتدّخل السلطات الرسمية. فما هي القصّة الكاملة؟
خلّف فيديو يتضمن مزجًا بين الموسيقى والأذان بملهى ليلي في تونس حالة استنكار بين جزء من التونسيين لما اعتبروه إهانة للدين الإسلامي
نشر الفيديو وردود الفعل
انطلقت القصّة مع انتشار مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، يتضمّن مزجًا بين موسيقى "الدي جي" وصوت الأذان، وذلك بحفل بملهى ليلي بمدينة الحمامات السياحية (50 كم جنوب تونس) في إطار مهرجان "أوربت". وقد خلّف هذا الفيديو حالة استنكار وسخط عارمة بين جزء من التونسيين على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقد تدخّلت السلطات التونسية بعد ساعات قليلة من انتشار الفيديو، حيث أغلق محافظ نابل بالتنسيق مع وزارة السياحة الملهى الليلي الذي تبيّن لاحقًا أنه ملك لرجل أعمال تونسي صاحب قناة فضائية، وفتحت تحقيقًا قضائيًا للغرض. وصرّح المحافظ لوسائل إعلامية محليّة أن "المساس بالشعائر الدينية خط أحمر لا يجب تجاوزه".
وأصدرت وزارة الشؤون الدينية بلاغًا عبرّت فيه عن شجبها "لمثل هذه التصرفات التي تمسّ من المقدّسات ومن الشعائر، وتعتبر أن الاستهزاء بمشاعر التونسيين وقيمهم الدينية أمر مرفوض قطعًا". وأضافت الوزارة أنها "تدعو إلى عدم الانجرار وراء ردود الأفعال المتشنجّة والتعقل واعتماد الموعظة الحسنة في نبذ مثل هذه التصرفات".
وكانت قد بلغت ردود الفعل مدارج الرياضة، حيث قامت جماهير النادي الافريقي أثناء مباراة كرة سلة محلية برفع الأذان.
اقرأ/ي أيضًا: المغرب.. كل شيء ساخن على جبهة الحريات
صاحب الموسيقى يعتذر
وبعد انتشار الفيديو، قدّم صاحب المقطع، منسق الأغاني الأنجليزي "داكس جي"، اعتذاره على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي قائلاً "أريد أن أقدم اعتذاراتي الخالصة لأي شخص قد شعر بالإساءة من الموسيقى التي قدمتها في مهرجان أوربيت في تونس يوم الجمعة. أنا آسف لهذا. لم يكن في نيتي أبدًا أن أزعج أو أسيء إلى أي أحد". وأضاف: "قدمت عشرين ثانية من صوت الأذان المميز بالنسبة لي، الأذان صوت جميل. ولم أكن أقصد أبدًا الإساءة لأحد، لذلك أعتذر".
وكان "الدي جي" العالمي قد غادر تونس مباشرة بعد عرضه في اتجاه إسبانيا لتقديم عرض هناك، وذلك قبل انتشار الفيديو على الإنترنت. وقد كشفت إذاعة محليّة أنه تلقّى عدة رسائل تتضمن تهديدًا بالقتل مما أدى لغلق حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي.
كما اعتذر منظمو مهرجان أوربت، وأكدوا أنهم لا يتحملون المسؤولية عن أي موسيقى مسيئة. وقالوا في منشور على فيسبوك إن الدي جي "لم يدرك أنه قد يسيء إلى جمهور من بلد مسلم مثل بلدنا".
القضاء يحسم بسرعة
سارعت السلطات القضائية بعد ساعات من انتشار الفيديو لفتح تحقيق في القضية، وأذنت بإيقاف وكيل الملهى للتحقيق معه بتهم الاعتداء على الأخلاق الحميدة والمجاهرة بما ينافي الحياء، وعدم احترام المشاعر الدينية.
وأصدرت محكمة محليّة، بعد أيام قليلة من الحادثة، حكمها حيث قضت غيابيًا بالسجن لمدة عام مع النفاذ العاجل على منسق الأغاني، فيما قضت بعدم سماع الدعوى بحق وكيل الملهى الليلي ومنظم الحفل. وكانت قد عقدت السلطات المحلية في منطقة الحمامات اجتماعًا مع جميع أصحاب الملاهي والمقاهي لإلزامهم بضرورة التقيّد بالقانون. من جانب آخر، استغرب الكثير من التونسيين من التدخل السريع للقضاء ومن تهويل الحادثة، واعتبروا ما حصل تهديدًا مبطنًا للحريات في تونس.
اقرأ/ي أيضًا: