الترا تونس - فريق التحرير
دعت الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري، في بلاغ الخميس 9 ماي/آيار 2019، جميع القنوات التي تبث خارج إطار القانون إلى التوقف الفوري عن البث وذلك قبل اللجوء مجددًا لاتخاذ الإجراءات القانونية المستوجبة، مشيرة إلى قناتي "نسمة" و"الزيتونة" وإذاعة "القرآن الكريم"، ومؤكدة ضرورة قيام مؤسسات الدولة بالدور المناط بعهدتها وفق أحكام الدستور.
وقالت "الهايكا" في بلاغها إن المشهد السمعي والبصري "ينطوي اليوم على العديد من المؤشرات التي تنبؤ أنه لن يكون بمنأى عن التجاذبات التي طبعت الحياة السياسية في بلادنا خاصة في سياقات انتخابية تتسم بالتوتر وضبابية قواعد اللعبة الديمقراطية" متحدثة كدليل على تداعيات قرارها السابق بإيقاف بث قناة نسمة من خلال حجز المعدات المخصصة للغرض.
الهايكا: الوثائق التي قدمها الممثل القانوني لقناة نسمة غير مستوفاة للإجراءات والشروط التي تقتضيها القوانين الجاري بها العمل
وأفادت، في هذا الإطار، أن قناة "نسمة" استأنفت البث خارج الإطار القانوني ودون الحصول على إذن في ذلك من الهيئة متعللة بأنها قدمت لها وثائق تفيد انطلاقها في عملية تسوية الوضعية القانونية للشركة المستغلة للقناة.
وفي هذا الجانب، نبهت "الهايكا" إلى أن الوثائق التي قدمها الممثل القانوني لقناة نسمة هي وثائق غير مستوفاة للإجراءات والشروط التي تقتضيها القوانين الجاري بها العمل وهو ما يؤشر للتمادي في المماطلة وعدم الجدية في التعاطي مع الملف، وفق قولها.
وأضافت أن صاحب القناة نبيل القروي عبرعن نيته الترشح للانتخابات القادمة "وهو ما يؤكد وجاهة قرارات وبيانات الهيئة بعد أن حوّل رسميًا وفعليًا قناته إلى جهاز دعاية سياسية لشخصه مستغلًا الفئات المهمشة والمفقرين للمتاجرة بمآسيهم وهو ما يتعارض مع القانون ومبادئ كرامة الانسان ويكتسي تهديدًا للمسار الديمقراطي برمته علاوة على ما يشكله من مس بنزاهة المنافسة الانتخابية وتكافؤ الفرص بين مختلف المترشحين".
الهايكا: نبيل القروري حوّل قناة "نسمة" إلى جهاز دعاية سياسية لشخصه مستغلًا الفئات المهمشة والمفقرين للمتاجرة بمآسيهم
واعتبرت "الهايكا" أن "قناة نسمة التي تبث خارج إطار القانون لا تشكل حالة منفردة في المشهد السمعي والبصري بل ينضاف لها كل من قناة "الزيتونة" المدعومة من قبل حركة النهضة وإذاعة "القرآن الكريم" لصاحبها سعيد الجزيري الأمين العام لـ"حزب الرحمة" وهو ما يضاعف من خطورة هذا التوجه ويبتعد بوسائل الإعلام عن دورها الأساسي المتمثل في إنارة الرأي العام ودعم إرادة الناخب في الاختيار".
وفي سياق متصل، دعت الهيئة للتسريع في وضع القانون المنظم للقطاع السمعي البصري، وتعجيل رئاسة الحكومة في تفعيل إلحاق إذاعة الزيتونة للقرآن الكريم بالمرفق الإعلامي العمومي وعدم الرضوخ للحسابات السياسية الضيقة. كما دعت للتسريع بوضع القانون الملائم لتنظيم عمليات سبر الآراء ضمانًا لشفافيتها، موصية وسائل الإعلام السمعية والبصرية بالتعامل الحذر مع نتائج قياس نسب الاستماع والمشاهدة.
وأكدت الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري، في ختام بيانها، أنها لن ترضخ للضغوطات المسلطة عليها من قبل بعض الأحزاب والمنظمات وأنها ستواصل عملها وفق القانون، داعية منظمات المجتمع المدني والأحزاب المناصرة للديمقراطية إلى فضح هذه اللوبيات ومراكز الضغط الخفية التي أصبحت تشكل خطرًا حقيقيًا على مؤسسات الدولة وعلى المسار الديمقراطي وفق تعبيرها.
اقرأ/ي أيضًا:
قوة عامة لحجز معدات "نسمة" وإيقاف البث.. رئيس الهايكا يوضح لـ"الترا تونس"