الترا تونس - فريق التحرير
أعربت الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري، الجمعة 3 سبتمبر/أيلول 2021، عن قلقها إزاء سير وظروف عملية التفويت في إذاعة "شمس أف أم" المصادرة، مؤكدة أن استكمال عملية التفويت مشروطة بمجموعة من الالتزامات الواجب احترامها من قبل مختلف الأطراف المتدخلة، خاصة مؤسسة "الكرامة القابضة" والشركة المعنية بالتفويت لها.
وذكرت الهيئة، في بيان نشرته على صفحتها الرسمية بموقع التواصل "فيسبوك"، بأن الحصول على موافقتها النهائية للتفويت مرتبط بمدى احترام مقتضيات المرسوم عدد 116 لسنة 2011 وكراس الشروط المتعلق بالحصول على إجازة إحداث واستغلال قناة إذاعية خاصة.
الهايكا تحمّل مسؤولية أي إخلال بالتزاماتها تجاه إذاعة "شمس أف أم" لمؤسسة "الكرامة القابضة"
ولفتت، في ذات الصدد، إلى أن "أبناء الإذاعة من صحفيين وتقنيين هم من ساهموا فعليًا في استمرارية هذه الإذاعة والمحافظة على خطها التحريري والنأي بها عن أي محاولة للتوظيف، وهم أول من طالبوا بضرورة تسوية الوضعية والتسريع في عملية التفويت"، وفق تعبيرها.
وحمّلت الهايكا كامل المسؤولية لمؤسسة "الكرامة القابضة" في أي إخلال بالتزاماتها تجاه إذاعة "شمس أف أم"، داعية إلى تضافر الجهود قصد وضع حد "للوضعية غير السليمة وغير المستقرة للمؤسسات المصادرة بما يضمن استقلاليتها واستمراريتها"، حسب توصيفها.
وعلى صعيد متصل، ذكرت الهيئة بضرورة "التسريع في استكمال إجراءات إلحاق إذاعة "الزيتونة للقرآن الكريم" المصادرة بمؤسسة الإذاعة التونسية العمومية".
كما دعت رئاسة الجمهورية إلى تكليف من يتابع بشكل مباشر هذا الملف وسائر ملفات الإعلام السمعي البصري العالقة، بالتنسيق مع الهيئة، في سبيل الحسم فيها بما يخدم المصلحة العامة مع ضمان الحوكمة والشفافية وحسن التصرف، على حد ما جاء في نص البيان.
وكانت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين والجامعة العامة للإعلام قد طالبتا، الأربعاء 1 سبتمبر/ أيلول 2021، بالكشف عن مسار عملية التفويت المزمع إنهاؤها "خاصة أمام غياب معايير الشفافية وعدم اطلاع الطرف الاجتماعي على تفاصيل التفويت أمام ما يروج من احتمال وجود شبهة فساد وتلاعب في القيمة الحقيقية للمؤسسة وتهديد مواطن الشغل للعاملين فيها".
ودعت النقابتان، في بيان مشترك لهما، رئاسة الجمهورية إلى فتح تحقيق جدي في ملف التفويت في إذاعة شمس أف أم المصادرة والتدخل العاجل لضمان استمرارية المؤسسة وحقوق العاملين فيها، أمام الوضع الذي وصفته بالخطير.
اقرأ/ي أيضًا: بعد 38 يومًا من انطلاقه: رفع اعتصام "شمس أف أم"
وقد اجتمع ممثلو النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين والجامعة العامة للإعلام مع الممثل القانوني لإذاعة شمس أف أم وممثل الكرامة القابضة لطفي واردة حول الوضع المهني "المتردي داخل المؤسسة وخاصة الضبابية التامة حول البرمجة الجديدة وإنهاء عقود عمل عدد من الصحفيين في مخالفة صريحة لاتفاقات سابقة بين الهياكل النقابية والكرامة القابضة والحكومات المتعاقبة على مستوى الحفاظ على استمرارية المؤسسة وحقوق وامتيازات العاملين فيها".
ولاحظ الهيكلان النقابيان "تحيّزًا تامًا من طرف ممثل الدولة مع المستثمر المحتمل على اعتبار أنه تم إمضاء عقد تفويت أولي في انتظار استكمال إجراءات التفويت بما في ذلك مع الهايكا"، مطالبين بتسوية وضعية كل العاملين في المؤسسة، ومعبرين عن رفضهما إنهاء عقود عمل الصحفيين وتمكين البعض منهم من عقود هشة لمدة شهر عمل فقط رغم سنوات العمل الفعلي في المؤسسة.
جدير بالذكر أنه كان قد تم بتاريخ 21 أفريل/نيسان 2021، الإعلان عن رفع اعتصام "شمس أف أم" الذي تواصل لمدة 38 يومًا في مقر الإذاعة، إثر انعقاد جلسة عمل بمقر رئاسة الحكومة بالقصبة حضرها وفد ممثل عن كل من الاتحاد العام التونسي للشغل وعن النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين والمستشار المكلف بالإعلام في رئاسة الحكومة مفدي المسدي ومحمد وحادة عن وزارة الاقتصاد والمالية ودعم الاستثمار، بعد التعهد بحلحلة الملف.
اقرأ/ي أيضًا:
نقابتا الإعلام: احتمال وجود شبهة فساد في ملف التفويت في إذاعة شمس أف أم
وسائل الإعلام المصادرة في تونس.. عقد من المعالجة والتوتر المتواصل