الترا تونس - فريق التحرير

علّق سياسيون، الاثنين 25 أفريل/نيسان 2022، على ما جاء في التدوينة الأخيرة التي نشرتها المديرة السابقة للديوان الرئاسي نادية عكاشة، صباح الاثنين 25 والتي قالت فيها إنه "تم الاستيلاء على مسار 25 جويلية من قبل من لا شرف ولا دين ولا وطنية له ومن قبل زمرة من الفاشلين"، وفق توصيفها، دون ذكر أسماء بعينها.

وقال عضو اللجنة المركزية لحزب العمال علي الجلولي، في تدوينة نشرها على صفحته بموقع التواصل فيسبوك، إن تدوينة نادية عكاشة التي وصفها بـ"الحاكمة السابقة بأمرها" دليل إضافي على حجم الأزمة الخانقة التي كرستها منظومة ما بعد 14 جانفي وعمقها انقلاب قصر قرطاج على قصري باردو والقصبة من أجل التموقع والنفوذ لا غير، حسب رأيه.

علي الجلولي: تدوينة عكاشة دليل إضافي على حجم الأزمة الخانقة التي عمقها انقلاب قصر قرطاج على قصري باردو والقصبة من أجل التموقع والنفوذ لا غير

وأضاف: "نتائجكم تدل عليكم والمسألة مسألة وقت لا غير لحسم مآلات الصراع السياسي الطاحن الذي قد يكون مرة أخرى على حساب الشعب والوطن".

وأكد الجلولي، في هذا الصدد، أن "على القوى الثورية والتقدمية بذل جهد كبير لتوحيد الرؤية والممارسة"، معتبرًا أن "الأوضاع تفتح على كل السيناريوهات ومالك قرطاج وزبانيته من داخل الحكم وخارجه يدفعونها نحو الأسوأ"، وفق ما جاء في تدوينته.

ومن جهته، كتب النائب بالبرلمان المنحل، عن ائتلاف الكرامة، عبد اللطيف العلوي، في تعليقه على تدوينة عكاشة: أتذكّر جيّدًا أحداث يوم 25 جويلية، وأتذكّر كيف بدأت نادية عكاشة يومها بتدوينة مقطع من النشيد الرّسمي بادئة بـ:"فلا عاش في تونس من خانها"، وهي القليلة الظهور على وسائل التواصل الاجتماعيّ منذ تكليفها بمهمّة مديرة الدّيوان!"، متابعًا: "تلك التدوينة بعثت في نفسي يومها كثيرًا من الرّيبة لأنٌها وردت في ذلك السّياق المشحون بالتحريض والدّعوات إلى اقتحام مؤسٌسات الدّولة ومقرّات الأحزاب!

عبد اللطيف العلوي: "حمى هذه البلاد من الخونة الحقيقيّين، الّذين صاروا اليوم يتقاذفون بكرات اللّهب"

وأضاف، في تدوينة على صفحته بموقع التواصل فيسبوك: "وفعلًا حدث ما حدث! وكنّا نعرف أنّ "من خانها" في معجم الرّئيس وحاشيته (وعلى رأسهم نادية)، هم منظومة النّوّاب غير المطبّلين لفخامته والأحزاب المساندة للحكومة وكلّ من سيكشف عنه البحث لاحقًا من المخالفين للرّأي الأوحد"، مردفًا: "تلك الجملة كانت تحريضًا مباشرًا على الحرق والقتل والشّروع في التّصفية والاستئصال!".

واستدرك قائلًا: "ولكنّ اللّه سلّم، وحمى هذه البلاد من الخونة الحقيقيّين، الّذين صاروا اليوم يتقاذفون بكرات اللّهب"، وفق توصيفه.

ومن جانبه، اعتبر رئيس حزب المجد عبد الوهاب الهاني، في تدوينة على صفحته بموقع التواصل فيسبوك، أن "حرب الشُّقوق تتمدَّد وتنذر بتفاقم الخطر الدَّاهم والجاثم، بعد عودة مُديرة الدِّيوان المستقيلة لقصف خصمها اللَّدود الوزير "من لا شرف ولا دين له" وشريكه الوزير "ومن لا وطنيَّة" لهم"، وفق تقديره.

عبد الوهاب الهاني: حرب الشُّقوق تتمدَّد وتنذر بتفاقم الخطر الدَّاهم والجاثم، بعد عودة مُديرة الدِّيوان المستقيلة لقصف خصمها اللَّدود الوزير "من لا شرف ولا دين له"

وأشار الهاني، في ذات الصدد، إلى أن ما وصفها بـ"تدوينة القصف العشوائي" لمديرة الديوان المستقيلة تأتي "بعد 9 أشهر بالتَّمام والكمال من وضع مولودها "المشروع الهُلامي" في 25 جويلية/يوليو 2021 قبل أن يتمَّ افتكاكه منها وتمتيع خصومها بحق "الحضانة"، ومن منفاها الاختياري الباريسي، لحفظها من التَّتبُّعات العدليَّة و"حفظ" ما تيسَّر لها معرفته وجمعه واسْتِراقُ سمعه ووثائقه من أسرار الدَّولة تحت الحماية الفرنسيَّة"، حسب ما ورد في تدوينته.

كما اعتبر أن هذه التدوينة محاولة من عكاشة لـ"عرض الخدمة للعودة لمسار "تصحيح التَّصحيح" وتقديم تحذير في قالب عرض خدمة لرئيس الجمهوريَّة رأسًا والعودة لروح التَّدابير الاستثنائيَّة المؤقَّتة والمحدودة في الزَّمان والمكان والمضمون كما أجمع عليه فقهاء العالم والنَّظريَّات الدُّستوريَّة"، حسب تصوره.

وكانت المديرة السابقة للديوان الرئاسي نادية عكاشة قد قالت، الاثنين 25 أفريل/نيسان 2022، إنه قد "تم الاستيلاء على مسار 25 جويلية من قبل من لا شرف ولا دين ولا وطنية له ومن قبل زمرة من الفاشلين"، وفق توصيفها، وذلك دون ذكر أسماء بعينها.

وتابعت عكاشة، في تدوينة على صفحتها الرسمية بموقع فيسبوك، "25 جويلية لحظة حاسمة وقرار تاريخي ومسار وطني كان من المفروض أن يقوم على منهجية واضحة وعلى تمش ديمقراطي جامع وعلى أسس ثابتة لبناء دولة القانون التي تحترم فيها الحريات والمؤسسات ولكن للأسف تم الاستيلاء على هذه اللحظة وعلى هذا المسار من قبل  من لا شرف ولا دين ولا وطنية له ومن قبل زمرة من الفاشلين الذين لا يفقهون شيئاً غير احتراف الابتذال والتشويه والتضليل".

عكاشة: "أين تونس اليوم من أزمة سياسية خانقة أصبحت تمثل خطرًا داهمًا وجاثمًا لم تشهد له مثيلاً في تاريخها الحديث!"

وتساءلت في سياق متصل، "أين تونس اليوم من أزمة سياسية خانقة أصبحت تمثل خطرًا داهمًا وجاثمًا لم تشهد له مثيلاً في تاريخها الحديث!.. أين تونس اليوم من الأزمة الاقتصادية والمالية ومن تعثر إيجاد برنامج إصلاح اقتصادي جدي وواضح ومبني على معطيات صحيحة يمكننا من مناقشة اتفاق مع صندوق النقد الدولي؟ لماذا لا تكون للإصلاح منهجية علمية وناجعة؟ في الحقيقة إن عرف السبب بطل العجب!".

وكانت عدة مصادر قد أكدت إعلاميًا وجود خلافات بينها وبين وزير الداخلية الحالي توفيق شرف الدين وذلك حتى قبل تاريخ استقالتها من منصبها في الرئاسة التونسية.

اقرأ/ي أيضًا:

إقالة/استقالة لمديرة الديوان الرئاسي في تونس.. أي خلفيات واستتباعات؟

نادية عكاشة تعلن استقالتها من الديوان الرئاسي

يذكر أنه قد صدر بالرائد الرسمي، الثلاثاء 25 جانفي/ يناير 2022، أمر رئاسي عدد 50 لسنة 2022 مـؤرخ في 24 جانفي 2022 يقضي بإنهاء تكليف نادية عكاشة بمهام مديرة الديوان الرئاسي.

لكن عكاشة كانت قد أعلنت في تدوينة على صفحتها الرسمية بموقع فيسبوك، منذ مساء الاثنين 24 جانفي أنها استقالت من منصب مديرة الديوان الرئاسي. وكتبت عكاشة "قررت اليوم تقديم استقالتي لرئيس الجمهورية من منصب مديرة الديوان الرئاسي بعد سنتين من العمل".

وأضافت "اليوم وأمام وجود اختلافات جوهرية في وجهات النظر المتعلقة بهذه المصلحة الفضلى أرى من واجبي الانسحاب من منصبي كمديرة للديوان الرئاسي".

يُذكر أن مغادرة عكاشة قصر قرطاج ليست الأولى ضمن ديوان الرئيس قيس سعيّد، منذ توليه منصبه في أواخر سنة 2019، إذ تعددت الإقالات/الاستقالات خلال السنتين الماضيتين

اقرأ/ي أيضًا:

نادية عكاشة تتهم "من لا شرف ولا دين له بسرقة مسار 25 جويلية"

تفاعلات سياسيين حول استقالة مديرة الديوان الرئاسي