11-أبريل-2022
Getty

أخصائية تغذية: القهوة أو الكافيين هي من المواد المنبّهة ولا علاقة لها بالطاقة التي يحتاجها الجسم (getty)

 

صداع شديد، تشنّج وإرهاق.. هي من أهمّ عوارض الإدمان على مادّتي النيكوتين والكافيين على مدار ساعات الصيام. ولا شكّ في أنّ الأشخاص المعتادين على شرب السجائر والقهوة بشكل يومي، هم من أكثر الناس الذين يعانون خلال شهر رمضان بسبب أعراض الانسحاب المختلفة التي يشعرون بها نتيجة الابتعاد عن إدمانهم.

الأشخاص المعتادون على شرب السجائر والقهوة بشكل يومي، هم من أكثر الناس الذين يعانون خلال شهر رمضان بسبب أعراض الانسحاب المختلفة التي يشعرون بها

وقد أثبتت الدراسات العلمية أنّ النظام الغذائي يلعب دورًا هامًا في التخلص من الإدمان على القهوة الصباحية وشرب السجائر خاصّة خلال شهر رمضان.

"الترا تونس" يقدّم لكم في هذا التقرير بعض النصائح لتجنّب أعراض الابتعاد عن القهوة والتدخين.

  • وجبة السحور المتوازنة تساعد على التخلّص من حالة التعب

تعتبر القهوة في الصباح من أهمّ العادات الصباحية للتونسي، على اعتبار أنها من المواد التي تمد الجسم بالطاقة، غير أنّ أخصائية التغذية رحاب الجلاصي تعتبر أنّ هذه العادة، من المفاهيم الغذائية الخاطئة، فالقهوة أو الكافيين هي من المواد المنبّهة ولا علاقة لها بالطاقة التي يحتاجها الجسم، على حدّ قولها، مضيفة أنّ حالة التعب خلال الصيام خاصة في الفترة الصباحية الأولى سببها إدمان القهوة. 

ولتفادى هذا الشعور، تؤكّد محدّثتنا لـ"الترا تونس"، أنّ وجبة السحور يجب أن تكون متوازنة كي توفّر الطاقة اللازمة خلال ساعات الصيام، ويجب أن تتكوّن من النشويات المركبة (البسيسة، قطعة من الخبز، شوفان) ومن البروتينات (الجبن، البيض، الحليب)، ومن دهنيات صحية (زيت الزيتون، مكسّرات غير مملحة)، دون نسيان الحصّة من الخضر والغلال كمصدر للفيتامينات والمعادن والألياف.

رحاب الجلاصي (أخصائية تغذية) لـ"الترا تونس": الخطوة الأولى للتخلّص من الإدمان على السجائر هي تجنّب، أو التقليص من استهلاك المشروبات التي تحتوي على مادة الكافيين وتعويضها ببدائل صحية أخرى

وتفسّر أخصائية التغذية رحاب الجلاصي اقتران استهلاك القهوة  بتدخين السجائر، بأنّ المشروبات التي تحتوي على مادّة الكافيين أهمّها القهوة، والمشروبات الغازيّة، ومشروبات الطّاقة والشّاي، تحفّز الجسم على استهلاك مادّة النيكوتين، المكونّ الأساسي للسجائر.

وتؤكّد محدّثتنا أن الخطوة الأولى للتخلّص من الإدمان على السجائر هي تجنّب، أو التقليص من استهلاك المشروبات التي تحتوي على مادة الكافيين وتعويضها ببدائل صحية أخرى مثل قهوة نواة التمر، قهوة الشيكوريا، أو نبتة الهندباء والعصائر الطبيعية المتكونة من الخضر والغلال.

رحاب الجلاصي (أخصائية تغذية) لـ"الترا تونس": النظام الغذائي الغنيّ جدًّا باللحوم الحمراء، يساهم في تحفيز الجسم على استهلاك النيكوتين مباشرة بعد وجبة الإفطار

وتفيد رحاب الجلاصي بأن بعض الدراسات العلمية أثبتت أنّ النظام الغذائي الغنيّ جدًّا باللحوم الحمراء، يساهم في تحفيز الجسم على استهلاك النيكوتين مباشرة بعد وجبة الإفطار، ناصحة بالتقليل من الاستهلاك المكثّف للحوم الحمراء واستبدالها بالسمك والحليب ومشتقاته، مع تناول حصص من الخضر والغلال.

وأشارت أخصائية التغذية بأن هذه المواد تجعل طعم السيجارة يبدو أسوأ، بالإضافة إلى التخلّص من الجذور الحرّة المتأتيّة من السجائر والمتسبّبة في الإجهاد التّأكسدي الناتج عنه العديد من الأمراض مثل مرض السمنة، مرض السكري، وحتى أمراض الجهاز العصبي مثل مرض الزهايمر، على حدّ قولها.

  • رمضان فرصة للإقلاع عن التدخين

تقول المختصّة  في الأعشاب والإقلاع على التدخين نادية الغربي لـ"الترا تونس": "لا يختلف اثنان حول مضار التدخين، فالقائمة طويلة كسرطان الرئة وأمراض الشرايين والقلب وأمراض الجهاز التنفسي، كما يؤثر على سرطانات المسالك البولية، والكلى وعنق الرحم والمعدة.. وبالقضاء على التدخين، يمكن تفادي ثلث الوفيات الناجمة عن السرطان" وفقها.

وفي علاقة باستهلاك القهوة، تشير الدكتورة نادية الغربي إلى أن استهلاك أكثر من ستة أكواب من القهوة يوميًا قد يتسبب في أعراض خطيرة كالعصبية والأرق واضطراب المعدة والغثيان والقيء وزيادة معدل ضربات القلب والتنفس، وقد يتسبب أيضًا في الإدمان، لذلك من يتوقّف عن شربها في نفس الموعد اليومي، قد يعاني من أعراض الانسحاب.

نادية الغربي (مختصّة في الأعشاب والإقلاع على التدخين) لـ"الترا تونس": بالقضاء على التدخين، يمكن تفادي ثلث الوفيات الناجمة عن السرطان

وتعتبر محدّثتنا أنّ حالة القلق التي تصاحب البعض في شهر رمضان، ناجمة عن غياب مادتي النيكوتين والكافيين، وهذا ما يسمى "حشيشة رمضان"، وهي مجموع العوارض التي تصيب الإنسان عند انسحابه أو انقطاعه عن استهلاك شيء معيّن تعوّد استهلاكه قبل رمضان، مضيفة أنّ ردود الفعل تختلف من شخص لآخر حسب نوعية شخصيّته، ومدة استهلاكه لهذه المواد وكميّتها، لذلك يشعر المدمن بآلام على مستوى الرأس والتوتر والارتعاش وخمول في الجسم وصعوبة التركيز، بالإضافة إلى انهمار الدموع من العين وتقلقات على مستوى الجهاز الهضمي، على حدّ قولها. 

وتؤكّد الغربي أن حالة العصبية والتوتّر والعدوانية تتقلّص مع طول المدة، وأن هذه الأعراض الانسحابية تتحسن خاصة في النصف الثاني من شهر رمضان، ناصحة بضرورة التخلّص من العادات السيئة كاستهلاك القهوة والسجائر مباشرة بعد الإفطار لأن هذه المواد منشطات للمخ وتساهم في اضطراب النوم.

نادية الغربي (مختصّة في الأعشاب والإقلاع على التدخين) لـ"الترا تونس": "حشيشة رمضان"، هي مجموع العوارض التي تصيب الإنسان عند انسحابه أو انقطاعه عن استهلاك شيء معيّن تعوّد استهلاكه قبل رمضان

وختمت المختصة في الإقلاع عن التدخين حديثها قائلة: "رمضان هو الفرصة المناسبة للتخلي عن هذه العادة السلبية، ومن أنجع  التقنيات هي الوخز بالإبر الصينية، ففي حصة واحدة يقلع المدمن نهائيًا عن التدخين ويتخلّص من حاجته للنيكوتين بنسبة من 60 وإلى 70%. بالإضافة إلى بعض النباتات كالزنجبيل والزعرور وفيتامينات (A,C,E) لتنظيف الجسم من السموم ونبتة الجينسينغ التي تساعد في  قطع الرغبة في التدخين".

تُجمع رحاب الجلاصي والدكتورة نادية الغربي على أنّه من الأفضل أن يُقبل المستهلك لكميات كثيرة من الكافيين والنيكوتين قبل شهر رمضان على التقليل من استهلاكها تدريجيًا حتى يتفادى فيما بعد عوارض الإدمان، وهذا ما سيساهم في الإقلاع النهائي عن التدخين خاصة.

ولا يعدّ تغيير السلوكيات الحياتية أقلّ أهمية عن العادات الغذائية بلا شكّ، ويكون ذلك باتباع نمط حياة صحي كممارسة الرياضة بصفة منتظمة وتجنّب التدخين السلبي، بما يمكّن من التخلص من بعض أشكال الإدمان في شهر رمضان.