27-ديسمبر-2021

رغم زجرية البروتوكولات الصحية فإن الساحة الثقافية في تونس عرفت زخمًا واسعًا عام 2021 (ياسين القايدي/ الأناضول)

 

تعتبر الميثيولوجيا اليونانية القديمة الجوائح والأوبئة نوعًا من الشرّ الذي قد يهيمن على الحياة فيحوّلها إلى جحيم لا يطاق، وكانت آلهة السلامة "هيجيا" تحث الإنسان على قتل الخوف الذي يسكنه حتى ينتصر على الجائحة التي تمثل الشر في الكون. وكان الإنسان ينتصر في كل مرة بالإرادة والتحدي والدافعية التي تسكنه... وهو تقريبًا ما حصل في تونس أثناء تفشي كورونا طيلة السنة الفارطة فكانت إرادة النخب الفنية والثقافية والجامعية والإعلامية هي من انتشل المجتمع من كآبة الجائحة ونشرها لرائحة الموت في كل مدينة وكل قرية...

وبالرغم من زجرية البروتوكولات الصحية فإن الثقافة كفعل حياة قامت بدورها المجتمعي وانتصرت في النهاية فكان أن سجلت تونس عدة تظاهرات فنية وثقافية وأحداث هامة طبعت سنة 2021.. 

رغم زجرية البروتوكولات الصحية التي فرضتها جائحة كرونا فإن الثقافة كفعل حياة قامت بدورها المجتمعي وانتصرت في النهاية فكان أن سجلت تونس عدة تظاهرات فنية وثقافية وأحداث هامة طبعت سنة 2021

عبر هذه الورقة، حاول "الترا تونس" الوقوف على أهم الأحداث الثقافية -فيما يشبه الحصاد الثقافي- التي عاشتها تونس وكان لها تأثير على جمهور المتلقين:

  • في دار الكتب الوطنية: إيداع لأرصدة الكتّاب ورقمنة لمخطوطات نادرة

طيلة الموسم الثقافي لسنة 2021، شهدت مؤسسة "دار الكتب الوطنية" جملة من التظاهرات البارزة منها: إيداع محتويات "موقع الأوان" الذي أسسته رابطة العقلانيين العرب سنة 2007 بالرصيد الرقمي للدار. والاتفاق يوم 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2021 مع ورثة الفقيد حسيب بن عمار مؤسس جريدة الرأي حول رقمنة جميع أعداد الصحيفة وإتاحتها للقراء بصفة مجانية علمًا وأن هذه الصحيفة صدرت بين سنتي 1977 و1986 وكانت منصة إعلامية للأقلام المعارضة للنظام البورقيبي ومدافعة شرسة عن الحريات الفردية والعامة. 

وطيلة الموسم المنقضي كانت المكتبة الوطنية وفية لندوتها الشهرية "مدخل إلى التحليل النفسي" والتي تنجزها بالشراكة مع كلية الآداب والفنون والإنسانيات بمنوبة، وكان الهدف من هذا النشاط الشهري هو طرح قضايا الذاكرة وقضايا الشأن العام من الوجهة النفسية. 

كما استحدثت المكتبة الوطنية التونسية في سنة 2021 قسمًا جديدًا وهو قسم المخطوطات الحديثة وذلك بعد تزايد طلب المثقفين والكتّاب والأساتذة الجامعيين على إيداع مخطوطاتهم بالمكتبة...

وتشتغل دار الكتب الوطنية على إطلاق مشروع المكتبة الرقمية المسماة "الخلدونية الرقمية" والتي ستكون جزءًا من منصة رقمية سيتم إطلاقها في شهر مارس/آذار 2022 وبمقتضاها سيتمكن الرواد من تصفح وتحميل الكتب المرقمنة التي توجد في الميدان العام للمكتبة.

شهدت دار الكتب الوطنية جملة من التظاهرات البارزة منها: إيداع محتويات "موقع الأوان" الذي أسسته رابطة العقلانيين العرب سنة 2007 بالرصيد الرقمي للدار. كما تعمل على إطلاق مكتبة رقمية تحت اسم "الخلدونية الرقمية"

إن دار الكتب الوطنية التونسية كانت من المؤسسات العمومية التي بذلت الثقافة بأوجهها المتعددة في كل الجهات واستهدفت كل الفئات خدمة لتاريخ تونس وكسرًا لجليد كورونا الذي هيمن على المجتمع لأشهر متتالية.

  • الحركة التشكيلية لم تعرف الهدوء طيلة سنة 2021

لم تهدأ الفراشي التونسية عن التلوين طيلة أشهر السنة المنقضية فحركة الرسامين والخزافين والنحاتين والحفارين والنساجين لم تعرف لها الهدوء قط، فالمعارض بنوعيها المباشر والافتراضي كانت متواصلة ومستمرة، ومن أبرز الأحداث التي تستحق  الذكر والتنويه نجد عودة "الجائزة الكبرى للفنون التشكيلية لمدينة تونس" بعد انقطاع دام لسنوات، وقد تزامنت هذه العودة مع افتتاح الفضاء الثقافي الجديد "سانت كروا" التابع لبلدية تونس وهو المكان الذي شهد المعرض السنوي محل الجائزة والذي ضم 120 عملًا فنيًا أفرز تتويج عمل "الخرقة الحمراء" للنحات مراد بن بريكة.

عمل فسيفسائي للفنان الراحل علي بن سالم

كما ذهب "اتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين" خلال سنة 2021 إلى تنفيذ أغلب أنشطته المركزية والجهويّة ومن أبرز تظاهراته نجد "صالون الفن والشطرنج" ضمن دورته الأولى التي انعقدت بجزيرة جربة خلال شهر فيفري/شباط 2021 بحضور نجوم الشطرنج من العالم والعديد من الرسامين التونسيين. 

ويمكن اعتبار شهر مارس/آذار 2021 شهر غزارة النشاط إذ انتظم خلاله المعرض السنوي وهو يمثل كبرى التظاهرات الفنية وأعرقها التي يشرف عليها اتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين.

كما ساهم الاتحاد عبر تنسيقيته بجهة قفصة في تنظيم "المعرض السنوي لأساتذة المعهد العالي للفنون والحرف بقفصة"، ونظم "معرض أحجام صغيرة" بقصر المعارض بالكرم على هامش صالون الديكور. واحتضن قصر خير الدين بمدينة تونس العتيقة خلال شهر جوان/يونيو 2021 فعاليات الدورة السادسة للصالون التونسي للفن المعاصر والذي حمل عنوان "البرّيمة"...

يمكن اعتبار شهر مارس 2021 شهر غزارة النشاط التشكيلي إذ انتظم خلاله المعرض السنوي وهو يمثل كبرى التظاهرات الفنية وأعرقها التي يشرف عليها اتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين

ومن جهتها، نظمت "نقابة مهن الفنون التشكيلية بتونس" التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل معرضًا جماعيًا نهاية شهر نوفمبر/تشرين الثاني وامتد إلى النصف الأول من شهر ديسمبر/كانون الأول 2021 وذلك برواق دار الثقافة ابن خلدون وقد تم خلال هذا المعرض تكريم الرسام القدير حمادي بن سعد.

اقرأ/ي أيضًا: الحروفي نجا المهداوي.. حرّر عوالم الحرف العربي لينفتح به على الفنون التشكيلية

أما "متحف الفن المعاصر بتونس" والذي يستعد للافتتاح الرسمي في قادم الأيام مثمنًا الرصيد الوطني من الرسومات والأعمال الفنية التي اقتنتها الدولة التونسية منذ الستينات إلى اليوم، فإن أبرز نشاط قام به هذه السنة هو إقامته لمعرض للفنان الحُروفي نجا المهداوي برواق المقام التابع للمتحف من 17 إلى 27 جوان/يونيو 2021. واقتنائه لمجموعة من الأعمال الفسيفسائية النادرة للرسام التونسي الراحل "علي بن سالم" وإنقاذها من التلف بأحد نزل جهة الساحل التونسي.

لوحة فنية للرسام الحُروفي نجا المهداوي
  • إعادة الحياة لقرطاج عبر متحفها وموقعها الأثري

طيلة سنة 2021، عرف متحف قرطاج ومحيطه المباشر بهضبة بيرصة المطلة على خليج تونس استعدادات حثيثة لبداية أشغال تهيئة في لإطار اتفاقية شراكة بين الدولة التونسية والاتحاد الأوروبي تحت مسمى "تونس وجهتنا".

والهدف من هذه التهيئة التي من المتوقع أن تتواصل إلى حدود سنة 2023 تثمين التراث الإنساني الموجود بتونس وتعزيز مكانة السياحة الثقافية وتنويع الزائرين والمتحف الذي أنشئ سنة 1875 بمبنى المعتكف السابق للآباء البيض تحت اسم متحف سان لوي، ثم أصبح يعرف بداية من سنة 1899 بمتحف لافيجيري قبل أن يصبح اسمه المتحف الوطني بقرطاج منذ سنة 1964. 

طيلة سنة 2021، عرف متحف قرطاج ومحيطه المباشر بهضبة بيرصة المطلة على خليج تونس استعدادات حثيثة لبداية أشغال تهيئة في لإطار اتفاقية شراكة بين الدولة التونسية والاتحاد الأوروبي تحت مسمى "تونس وجهتنا"

يعرض رصيد هام من مكتشفات الآباء البيض في الموقع الأثري بقرطاج والتي يعود أغلبها إلى ألفيْ سنة قبل الميلاد وخاصة المرحلة القرطاجنية وما تلاها من فترة الحكم الروماني لأرض تونس...

متحف قرطاج الدولي
  • عودة معرض تونس الدولي للكتاب بعد غياب لسنتين متتاليتين

لم تهدأ حركة المطابع في تونس طيلة السنة المنقضية فالنشر مستمر والكتاب الورقي مازال جمهوره عريضًا سواء جماهير الكتابات الإبداعية كالشعر والرواية والقصة أو جماهير العلوم الإنسانية أو العلوم الصحيحة.

ولعل أبرز حدث متعلق بالكتاب عرفته تونس في 2021 هو عودة "معرض تونس الدولي للكتاب" للانعقاد بعد غياب لمدة سنتين متتاليتين جراء جائحة كورونا

ولعل أبرز حدث متعلق بالكتاب عرفته تونس في 2021 هو عودة "معرض تونس الدولي للكتاب" للانعقاد بعد غياب لمدة سنتين متتاليتين جراء الجائحة وقد عرفت الدورة 36 التي امتدت من 11 إلى 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2021 إقبالًا كبيرًا من قبل جميع الفئات العمرية وكان شعارها "وخير جليس في الأنام كتاب"...

اقرأ/ي أيضًا: علاقة التونسي بالكتاب: صور ترويجية مدهشة لمعارض الكتب.. والمؤشرات مقلقة

وشارك في هذه الدورة 150 عارضًا تونسيًا و300 عارضًا وناشرًا عربيًا وأجنبيًا. كما زخر المعرض ببرنامج موازٍ لسوق الكتاب بمكونات عديدة منها 10 ندوات و20 لقاء حواريًا تنزع أساسًا نحو الأدب وأسئلة الفلسفة والكلمة والصورة وذخائر الجهات وإبداعات ذوي الاحتياجات الخاصة وإبداع المهاجرين والشعر الشفوي في الوجدان الشعبي والكتابة الإلكترونية والمرأة المبدعة... 

وعدّ "منتدى الشباب والكتاب" من أبرز أنشطة البرنامج الثقافي الموازي إذ مثّل مساحة يومية يلتقي فيها الشباب التلمذي والطلابي لقراءة الشعر ومناقشة الشواغل التي لها صلة بالإبداع الثقافي وبالتجريب في الإنشاء والكتابة الأدبية واختيار المحامل الرقمية في التأليف والنشر...

صفوف الوافدين على المعرض الدولي للكتاب بالكرم (صفحة المعرض على فيسبوك)
  • السينما التونسية تطرح قضايا المجتمع بكل حرية وتتوج في الداخل والخارج

يمكن اعتبار سنة 2021 سنة السينما في تونس، فقد كان الإنتاج وفيرًا والمشاركات في التظاهرات والمهرجانات السينمائية متميزة ولعل أبرز مشاركة هي تلك التي حصلت في مهرجان أيام قرطاج السينمائية في دورتها 32.

وكانت المشاركة نوعية بالتقدم للمسابقات ونيل الجوائز على النحو التالي: ثلاثة أفلام روائية طويلة وهي "عصيان" للجيلاني السعدي الذي تحصل على التانيت البرونزي للمسابقة الرسمية و"مجنون فرح" لليلى بوزيد و"فرططو الذهب" لعبد الحميد بوشناق الذي نال تنويهًا خاصًا من لجنة التحكيم الدولية للمسابقة الرسمية. وثلاثة أفلام روائية قصيرة وهي: "فريدا" لمحمد بوحجر و "في بلاد العم سالم" لسليم بالهيبة الذي نال التانيت البرونزي للمسابقة الرسمية و"سواد عينيك" لطارق الصردي. 

عرفت السينما التونسية سنة 2021 إنتاج وفيرًا ومشاركات متميزة في التظاهرات والمهرجانات السينمائية ولعل أبرز مشاركة هي تلك التي حصلت في مهرجان أيام قرطاج السينمائية في دورتها 32

وفيما يتعلق بمسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة فقد عرفت مشاركة الأفلام التالية: "حلال سينما" لأمين بوخريص و"أبي فيمَ أفنيت شبابك" لأكرم العدواني و"مقرونة عربي" لريم التميمي. أما مسابقة الأفلام الوثائقية القصيرة فتقدم لها فيلمان تونسيان هما: "سياح خارج الموسم" لماهر حسناوي و"يا عم الشيفور" لبية المظفر.

اقرأ/ي أيضًا: حوار|أكرم العدواني: السينما الوثائقية ليست تأريخًا وإنما هي كشف جزء من الحقيقة

كما عرفت السينما التونسية مشاركة متميزة في الدورة 43 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي المنعقد بداية شهر ديسمبر/كانون الأول 2021 إذ فاز فيلم "غدوة" للمخرج والممثل ظافر العابدين بجائزة النقاد "الفيبريسي" سمير فريد، وحصل فيلم "قدحة" لأنيس الأسود على تنويه لجنة التحكيم مسابقة آفاق السينما العربية وحصد فيلم "نقطة عمياء" للطفي عاشور على الجائزة الأولى ضمن مسابقة يوسف شاهين للأفلام القصيرة وهو تتويج يمكنه من دخول منافسات الأوسكار للعام المقبل. وتوجت الممثلة التونسية عفاف بن محمود بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم "أطياف" لمهدي الهميلي.

  • "بيت الشعر التونسي" خيمة دائمة للشعر والشعراء

لا يمكن أن تستقيم الحياة من دون شعر فهو أفقها الراقي والمبهج لذلك تحدى الشعراء التونسيون كل المعوقات التي حدثت في السنة الفارطة وأنجزوا ما أنجزوا من قصائد ونثروا المعاني الجزلى في النفوس والعقول وأصدروا الدواوين ونظموا اللقاءات وشاركوا في المهرجانات.

 يبقى "بيت الشعر التونسي" هو الحاضن الأساسي لأبرز الأنشطة المتعلقة بالشعر في تونس فنجده أنجز خلال شهر أكتوبر 2021 تظاهرة "لعلنا لم نفترق أبدًا"

لكن يبقى "بيت الشعر التونسي" هو الحاضن الأساسي لأبرز الأنشطة المتعلقة بالشعر في تونس فنجده أنجز خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول 2021 تظاهرة "لعلنا لم نفترق أبدًا"، وتأتي هذه التظاهرة بعد حجر صحي مطول، أما شهر رمضان في بيت الشعر التونسي فيتحول إلى مساحة هامة لنشاط عنوانه "رمضانيات بيت الشعر" وتميّزت الدورة السادسة من هذه التظاهرة بتنفيذ ثماني سهرات تم نقلها على المباشر عبر منصات التواصل الاجتماعي. كما نظم بيت الشعر التونسي يوم 31 مارس/آذار 2021 بمناسبة يوم الأرض تظاهرة "سقط القناع" بالشراكة مع اتحاد الكتاب التونسيين.

  • المسرحيون التونسيون لم يغادروا الخشبة رغم كل الصعوبات:

طيلة السنة المنقضية لم ينكفئ المسرح التونسي على نفسه ولم يتراجع صنّاعه إلى ما وراء الشاشات الباردة بل ظلوا متمترسين على الخشية في مواجهة كل الصعوبات التي حلت بالمجتمع التونسي وتقريبًا اشتغل أهل المسرح بلا هوادة وكانت الإنتاجات غزيرة وتعددت المواضيع وتنوعت الطروحات، لكن تبقى تظاهرة أيام قرطاج المسرحية هي الشجرة التي يستظل بظلها ليس المسرح التونسي فحسب بل والعربي والإفريقي أيضًا، وهو ما حدا بمنظميها إلى تحدي الجائحة والذهاب إلى تنفيذ الدورة 22 من 4 إلى 12 ديسمبر/كانون الأول 2021. 

 تبقى تظاهرة أيام قرطاج المسرحية هي الشجرة التي يستظل بظلها ليس المسرح التونسي فحسب بل والعربي والإفريقي أيضًا، وهو ما حدا بمنظميها إلى تحدي الجائحة والذهاب إلى تنفيذ الدورة 22 من 4 إلى 12 ديسمبر 2021

وكانت المشاركة التونسية لافتة إذ تم عرض أهم  إنتاجات المؤسسات العمومية   ( 10 مؤسسات منها 7 مراكز للفنون الدرامية والركحية موزعة بالجهات ومسرح الأوبرا ومؤسسة المسرح الوطني التونسي وفرقة مدينة تونس للمسرح) والخاصة (42 مؤسسة).

ويمكن أن نذكر من بين أبرزها مسرحية "مارتير" للفاضل الجعايبي وهي مقتبسة من نص لماريس فون ماينبورغ، ومسرحية "18 أكتوبر" لبوكثير دومة وهو عمل من إنتاج مركز الفنون الدرامية والركحية بتوزر، و"كابوس إنشتاين " لأنور الشعافي عن نص لكمال العيادي (الكينغ). و"منطق الطير" لنوفل عزارة وهي من إنتاج "التياترو".. وتوجت لجنة التحكيم الدولية للأيام مسرحية "آخر مرة" للمخرجة التونسية وفاء الطبوبي بمنحها جائزة العمل المتكامل (التانيت الذهبي).

اقرأ/ي أيضًا: مسرحية "منطق الطير".. عندما يتحطّم قلب الإنسان على الخشبة

كما قدمت الدورة 22 لأيام قرطاج المسرحية 15 عملًا مسرحيًا تونسيًا موجهًا للطفل و9 أعمال مسرحية تونسية ضمن قسم مسرح الهواية، فضلًا عن إنتاجات نوادي المسرح بالمؤسسات السجنية ضمن قسم مسرح الحرية والتي وصل عددها إلى 14 عملًا. وضمن الأنشطة الموازية قدمت الأيام ندوة فكرية تحت عنوان "المسرح في زمن المخاطر" أدارها الأستاذ الجامعي حمدي الحمايدي.

يبقى فن المسرح قطاعًا رياديًا في الساحة الثقافية التونسية بإنتاجه وتجاربه واختلافاته والكتابات حوله وحول مساراته التاريخية وعلاماته البارزة وهو من الفنون الدافعة لحركة التفكير حول هموم المجتمع والمخاطر المحدقة به.

غادرونا بعد أن أفنوا العمر في العطاء الفكري الفني والثقافي...

أحد العروض المسرحية في أيام قرطاج المسرحية (صورة من صفحة المهرجان/فيسبوك)

خلال سنة 2021، فقدت الساحة الثقافية والفنية علامات وقامات أفنت العمر في ممارسة الفن والثقافة والفكر، ولنا أن نذكر رحيل المفكر والكاتب والباحث هشام جعيط . والدكتور وعالم الاجتماع ووزير الثقافة السابق عبد الباقي الهرماسي. والناشطة الحقوقية والثقافية زينب فرحات

خلال سنة 2021، فقدت الساحة الثقافية والفنية علامات وقامات أفنت العمر في ممارسة الفن والثقافة والفكر، ولنا أن نذكر رحيل المفكر هشام جعيّط والناشطة الحقوقية والثقافية زينب فرحات

كما فقدت الساحة الثقافية من الشعراء علالة الحواشي وعبد الوهاب المنصوري ونجيب الذيبي والرسامين رفيق الكامل ومحمد علي السعدي وسماح الحباشي. والمطربة "صفوة" والمهندس المعماري صلاح الدين السماوي صاحب الفضاء الثقافي "كان". 

ومن الفاعلين السينمائيين والمسرحيين رحل كلّ من دلندة عبدو وعبد المطلب الزعزاع ومكرم نصيب وحبيبة العشي وعبد الجواد الكلاحشي وحسن الهرماس وشكري السماوي والشريف العبيدي وقيس العويديدي وقيس رستم وكمال الدين الغانمي...

الممثلة دلندة عبدو إحدى فقيدات الساحة الثقافية التونسية سنة 2021

يبدو الحصاد الثقافي لسنة 2021 في تونس غزيرًا وثريَا رغم صعوبات وانعكاسات جائحة كورونا على المجتمع وخصوصًا على الفاعلين الثقافيين، ورغم ما يخيم على المجتمع من صعوبات وتعثرات سياسية واجتماعية واقتصادية... وهو ما يفسر أن المجتمع التونسي يحيا بالثقافة فهي تحدث في أروقته توازنات لا مرئية لكنها نافذة لروحه ومسهمة في تأثيث أحلامه.

 

اقرأ/ي أيضًا:

"خوضة" للفوتوغرافية منى الجمل.. ثورة "البيكسال" لإدراك التاريخ واليومي التونسي

أيام قرطاج المسرحية تفك العزلة الثقافية وتدق على الأخشاب 100 عرض مسرحي