22-يناير-2022

الباحثة في معهد الزيتونة بصفاقس والمهندسة الكيميائية مريم غرسلاوي

 

في تجربة رائدة في تونس والعالم، قامت الخبيرة الدولية في تذوّق زيت الزيتون والباحثة في معهد الزيتونة بصفاقس والمهندسة الكيميائية مريم غرسلاوي بالعمل على تكوين فريق من المكفوفين من أجل اعتمادهم كأول لجنة تحليل دولية لزيت الزيتون من فاقدي البصر. 

المهندسة مريم غرسلاوي لـ"الترا تونس": في عالم زيت الزيتون ومن أجل تحسين جودته، لا بد من القيام بتحاليل كيميائية وأخرى حسية أو ما يعرف بالتقييم الحسي وهو الذي يقدم التقييم الحقيقي لنوعية الزيت

"في عالم زيت الزيتون ومن أجل تحسين جودته، لا بد من القيام بتحاليل كيميائية وأخرى حسية أو ما يعرف بالتقييم الحسي وهو يحتاج إلى توضيح فهناك فرق بين تذوّق المستهلك والتذوّق من قبل خبير في التذوق الحسي لأن هذا الأخير هو الذي يقدم التقييم الحقيقي لنوعية الزيت"، تقول الدكتورة مريم غرسلاوي لـ"الترا تونس". 

وتضيف أن "التذوق الحسي علم له قواعده ويخضع لمعايير دولية فهو تحليل بكل ما في الكلمة من معنى ويقوم على جملة من القواعد الأساسية المعتمدة من المجلس الدولي لزيت الزيتون وفي كل العالم".

اقرأ/ي أيضًا: حوار| حاتم العكرمي: الكفيف وضعيف البصر مهدد أكثر من غيره بـ "كورونا"

تكوين فريق من المكفوفين في التقييم الحسي من أجل اعتمادهم كأول لجنة تحليل دولية لزيت الزيتون من فاقدي البصر

 

وتتمثل هذه القواعد أساساً في الاعتماد على حاستين فقط وهما الشم والتذوق ويمنع منعًا باتًا اعتماد البصر لأن هذه الحاسة لا تقدم حقيقة جودة المنتج بل بلعكس تأثيرها سلبي في عملية التقييم ولهذا يتم وضع عيّنة الزيت في كوب خاص لونه أزرق عادة والغاية من ذلك عدم رؤيته حتى لا تؤثر على الخبير الحسي، على حد تعبير المهندسة الكيميائية بمعهد الزيتونة بصفاقس. 

"ومن هنا انطلقت الفكرة"، تقول الباحثة في معهد الزيتونة لـ"الترا تونس": "فقد وجدت في المكفوفين أحسن فئة قادرة على ممارسة هذه المهنة لأن حاسة البصر ملغاة تمامًا فيما يتميزون بقوة حواسهم الأخرى كالشم واللمس والسمع والتذوق". 

المهندسة مريم غرسلاوي لـ"الترا تونس": وجدت في المكفوفين أحسن فئة قادرة على ممارسة مهنة الخبير الحسي لأن حاسة البصر ملغاة فيما يتميزون بقوة حواسهم الأخرى كالشم واللمس والسمع والتذوق

ولهذا قررت محدثة "ألترا تونس" أن "تقدم لهم حياة جديدة"، على حد تعبيرها، فهي تريد أن تطور هذا المجال وهو تذوق زيت الزيتون وإدماج المكفوفين فيه وأيضًا توفير فرص عمل في مجال جديد لهذه الفئة، التي يقتصر عملها عادة على مستقبلي الاتصالات الهاتفية أو الاختصاص في العلاج الطبيعي. 

"فكرتي التي بدأت في تطبيقها ليست مجرد مبادرة عابرة بل هي هدف حقيقي لتوفير مستقبل جديد للمكفوفين في مجال هم الأكثر تميزًا فيه بما يتمتعون به من قدرات حسية مميزة والأهم أنها أول بادرة لفريق خبراء من المكفوفين في تونس والعالم"، توضح غرسلاوي لـ"الترا تونس". 

وأشارت الخبيرة الدولية مريم غرسلاوي إلى أن الفريق يتكون من 9 شبان وشابات (لا بد أن لا يقل الفريق 8) من المكفوفين تتراوح أعمارهم بين 17 و18 سنة ويدرسون في مرحلة الباكالوريا. 

اقرأ/ي أيضًا: مسابقات زيت الزيتون... نوافذ للزيت التونسي لاقتحام أسواق جديدة

تلقى الفريق على مدى سنتين تكوينًا وفق الشروط المعتمدة في المجلس الدولي 

 

وقد تلقى الفريق على مدى سنتين تكوينًا وفق الشروط المعتمدة في المجلس الدولي وبالتعاون مع معهد الزيتونة بصفاقس وجمعية تمدرس فاقدي البصر، بحسب قائدة الفريق مريم غرسلاوي. 

المهندسة مريم غرسلاوي لـ"الترا تونس": نجحنا رفقة فريق من المهندسين في صفاقس على إنشاء لوحة حسية رقمية يستعملها فريق المكفوفين للتقييم الحسي للزيت 

وتشير محدثتنا إلى أنها تسعى حاليًا من أجل حصولهم على الاعتماد من قبل المجلس الدولي لزيت الزيتون خصوصًا بعد أن نجحت رفقة فريق من المهندسين في صفاقس على إنشاء لوحة حسية رقمية يستعملها فريق المكفوفين لتقييم الزيت على اعتبار أنهم غير قادرين على استخدام الورقة العادية المعتمدة من المجلس الدولي لزيت الزيتون. 

كما سيتم تنظيم مسابقة لتذوق زيت الزيتون على الصعيد الوطني يرأس فيها فريق المكفوفين لجنة التحكيم ولكن هذا الحدث يتطلب دعمًا ماليًا فهو يتطلب كؤوسًا خاصة باهظة الثمن وكذلك غرفة خاصة بدرجة حرارة معينة ولابد من توفر مختبر حسي، وفق الخبيرة الدولية، وهو ما سيفتح الباب لتنظيم مسابقة دولية كذلك في زيت الزيتون.

اقرأ/ي أيضًا:

أين ذوي الإعاقة من إجراءات مكافحة "كورونا"؟

لغة الإشارات في تونس.. مجتمع قاسٍ ودولة مُهملة