لزم الفراش لمدة 3 أشهر، التحاليل والصور الشعاعية أظهرت أنه مصاب بـ"عرق النسا". خضع للعلاج الطبيعي وتناول المسكنات لكن جميعها كان مفعولها وقتيًا، ولم يستطع أن يشعر بتحسن حقيقي إلا عندما خضع للعلاج بالوخز بالإبر، هكذا حدثنا محمد عن تجربته مع الوخز بالإبر.
وهو ما تؤكده إلهام (40 سنة) فبعد إصابتها بـ"العصب السابع" ظلت تعاني من رجفة في الشطر الأيمن من الوجه، والوخز بالإبر هو الذي ساعدها على التعافي.
مصاب بعرق النسا لـ"الترا تونس": لزمت الفراش لـ3 أشهر وخضعت للعلاج الطبيعي وتناولت المسكنات لكن جميعها كان مفعولها وقتيًا، ولم أشعر بتحسن حقيقي إلا عندما خضعت للعلاج بالوخز بالإبر
"الوخز بالإبر الصينية ليس جديدًا"، يقول الدكتور المتخصص في الوخز بالإبر عصام سولي لـ"الترا تونس"، "فمنذ سنة 1972 وفي إطار اتفاقية تعاون بين تونس والصين الشعبية قرر الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة إنشاء أول مركز للعلاج بالوخز بالإبر في إفريقيا بولاية جندوبة، يشرف عليه صينيون، وهو مركز عمومي، وفقه.
وبين الدكتور عصام سولي أن "هذا الاختصاص يدرّس في كلية الطب بتونس وأن الصينيين كانوا سابقًا متكتمين على هذه الطريقة التي توارثوها عن أجدادهم، لكن قاموا بتكوين تونسيين في المجال ليتم تأسيس مركز آخر في المرسى عام 1994".
وأكد الطبيب التونسي الذي درس في كلية الطب بتونس أنه أُعجب بهذا الاختصاص لأنه يقدم نتائج مبهرة لم يجدها في الطب الكلاسيكي ليصبح مختصًا فيه ويدرسه بدوره في كليات الطب، وفق تصريحه.
عصام سولي (طبيب مختص في العلاج بالوخز بالإبر): "لقد ملّ المرضى الأدوية خاصة وأن لكل دواء آثار جانبية كما أن بعضهم لا يستطيعون تناول أدوية معينة مما دفعهم إلى الإقبال على العلاج الطبيعي وخاصة الوخز بالإبر
"لقد مل المرضى الأدوية خاصة وأن لكل دواء آثار جانبية كما أن بعض المرضى لا يستطيعون تناول عدد من الأدوية إما بسبب الحساسية أو بسبب أمراض مزمنة تعكرها بعض العقاقير وهو ما دفع بهم إلى الإقبال على العلاج الطبيعي وخاصة الوخز بالإبر"، وفق محدث "الترا تونس".
ويقوم العلاج بالوخز بالإبر الصينية على تتبع خطوط الطاقة في جسم الإنسان وعددها 12 خطًا أساسيًا إلى جانب خطوط أخرى ثانوية ويرتبط كل خط بعضو من الجسم.
ويخضع الطب الصيني إلى 5 عناصر وهي الحطب والنار وماء الهواء والمعدن وهي التي يتم اعتمادها في عملية التشخيص لتحديد المرض وخطوط الطاقة المرتبطة به ثم الوخز بالإبر.
وبيّن الدكتور عصام سولي أن "المريض يأتي عادة بتحاليله وصوره وتقاريره الطبية وقد نحتاج أحيانًا إلى صور أخرى نطلبها منه ثم نقوم بالتشخيص بالطريقة الصينية وهي عملية بسيطة للغاية نعتمد فيها على ما يصفه المريض من آلام وأماكن الوجع ثم دقات القلب واللسان، فحسب الطب الصيني اللسان يتكلم ويخبرنا بالأمراض".
الدكتور عصام سولي لـ"الترا تونس": يقوم العلاج بالوخز بالإبر الصينية على تتبع خطوط الطاقة في جسم الإنسان وعددها 12 خطًا أساسيًا إلى جانب خطوط أخرى ثانوية ويرتبط كل خط بعضو من الجسم
ويشمل العلاج بالوخز بالإبر الصينية كل الأمراض العضوية (الكبد والروماتيزم والسمنة والإدمان) والنفسية (كالاكتئاب والرهاب)، لكن لا يمكن اعتماده في الحالات التي تستوجب التدخل الجراحي العاجل.
لكن يمكن اعتماد الوخز بالإبر في عملية التبنيج خلال العملية الجراحية وقد بدأت دول متقدمة كالولايات المتحدة الأمريكية في اعتماده لأنها طريقة أسلم من اعتماد البنج لما له من تأثيرات على جسم الإنسان بالإضافة إلى أن عددًا من المرضى يشكل التخدير خطرًا على حياتهم.
ويحتوي جسم الإنسان على 360 نقطة وكل نقطة لديها مفعول معين ومرتبطة بعضو معين وكل مرض يعالج بعدد محدد من الإبر فمثلًا ألم الرقبة بسبب وضعية نوم خاطئة يعالج بإبرة واحدة في دقيقة واحدة، في المقابل في الطب الكلاسيكي يحتاج علاجها لأسبوع، حسب محدثنا.
الدكتور عصام سولي لـ"الترا تونس": يشمل العلاج بالوخز بالإبر كل الأمراض العضوية (الكبد والروماتيزم والسمنة والإدمان) والنفسية (كالاكتئاب والرهاب)، لكن لا يمكن اعتماده في الحالات التي تستوجب التدخل الجراحي العاجل
أما الإبر التي يتم اعتمادها فتستعمل لمرة واحدة فقط ويحدد الطبيب المختص في الوخز بالإبر عدد الحصص التي تتراوح بين 7 و10 حصص. وحُدد معلوم الكشف الطبي بـ40 دينارًا، وحصة الوخز بـ40 دينارًا أيضًا.
وتجدر الإشارة إلى أن المركز الوحيد الخاص بالعلاج بالوخز بالإبر الصينية في جندوبة يشرف عليه الدكتور عصام سولي إلى جانب عيادة له في ولاية المنستير في انتظار أن يفتتح قريبًا مركز جديد في المنستير بعد الإقبال الكبير على هذا الاختصاص نظرًا لفاعليته، وفق محدثنا.
وأكد الدكتور عصام سولي أن يشرف على الوخز بالإبر الصينية مختصون أكفّاء، مشيرًا إلى أنه في تواصل مع مختصين صينيين وأنه يعمل دائمًا على مزيد تطوير معارفه واكتشاف هذه المدرسة الصينية التقليدية العريقة والفعالة جدًا، وفقه.
