17-ديسمبر-2021

صورة للتواجد الأمني بشارع الحبيب بورقيبة في احتجاجات 17 ديسمبر 2021 (ياسين القايدي/الأناضول)

الترا تونس - فريق التحرير

 

عقدت تنسيقية الأحزاب الاجتماعية الديمقراطية، الجمعة 17 ديسبمر/كانون الأول 2021، ندوة صحفية من أمام مقرّ جريدة "الموقف" بتونس العاصمة للتنديد بمنعهم من التظاهر في شارع الحبيب بورقيبة ضد قرارات الرئيس التونسي قيس سعيّد من قبل قوات الأمن التونسية.

وقال الأمين العام للتيار الديمقراطي غازي الشواشي: "لم نرد الدخول في وضع احتكاك مع قوات الأمن التي حاولت الاعتداء علينا، فخيرنا الانسحاب وعقد ندوة صحفية للتعبير عن تنديدنا بما آتاه بوليس قيس سعيّد وتوفيق شرف الدين (وزير الداخلية التونسية)، معتبرًا أن ما قام به الأمنيون بـ"جريمة في حق التونسيين واعتداء على حقوقهم"، وفق وصفه.

الشواشي: لن نصمت وسنواصل نضالنا ومقاومتنا إلى حين إسقاط هذا الانقلاب على الديمقراطية وعلى إرادة الشعب وعلى الدستور

وتابع القول: "لطالما أكد سعيّد في خطاباته وتصريحاته أن الحقوق والحريات مضمونة وأنه لن يتم المساس بهما، لكن ما رأيناه اليوم على أرض الواقع من قمع يثبت عكس ذلك. وكنّا على يقين من أن هذا سيحدث لأنّ كلّ منفرد بالسلطة يلجأ للقمع والاعتداء على الحقوق والحريات"، حسب رأيه. 

وأكد الشواشي: "لن نصمت وسنواصل نضالنا ومقاومتنا إلى حين إسقاط هذا الانقلاب على الديمقراطية وعلى إرادة الشعب وعلى الدستور"، مشددًا على أن "الشعب الذي تحرر بعد عقود من الاستبداد والدكتاتورية لن يرضى على نفسه أن يعيش تحت حكم فرد أفكاره متخلفة يسعى إلى تركيز 'جماهيرية' في تونس بعد أن سقطت تجربتها في ليبيا بعد 42 سنة من التنكيل الشعب الليبي في عهد القذافي. سعيّد يريد أن يكون هناك 'نظام قذافي' جديد في تونس"، وفق تصوره.

وختم أمين عام التيار كلمته بالقول: "لن نترك الفرصة لسعيّد وسنتصدى لهذا الانقلاب إلى حين إسقاطه، وسيكون ذلك قريبًا جدًا"، حسب توقعاته.

ومن جهته، انتقد الأمين العام للحزب الجمهوري عضام الشابي، خلال الندوة الصحفية، منع القوات الأمنية المتظاهرين ضد سعيّد من ولوج شارع الحبيب بورقيبة بينما سمحت لأنصاره من التواجد هناك، قائلًا: "الدولة أصبحت تخدم تنسيقيات سعيّد. ففي حين مُنعنا من التظاهر في شارع الثورة، سُمح لأنصار سعيّد بالتواجد فيه وفُتحت لهم الطرقات وتم اعتبارهم بمثابة مواطنين من الدرجة الأولى"، وفق توصيفه.

عصام الشابي: الدولة أصبحت تخدم تنسيقيات سعيّد. ففي حين مُنعنا من التظاهر في شارع الثورة، سُمح لأنصار سعيّد بالتواجد فيه وفُتحت لهم الطرقات وتم اعتبارهم بمثابة مواطنين من الدرجة الأولى

وتابع: "رجعنا إلى مربع الاستبداد الذي نرفضه.. نحن عازمون على ألّا نتراجع إلى الوراء، رفضنا ما قبل تاريخ 25 جويلية ونرفض أكثر ما يحدث اليوم بعده، لأنه يمثل تأسيسًا لحكم فردي وانقلاب على الدستور وإنكار لحقوق التونسيين"، حسب رأيه.

وأردف الشابي: "نتوجه إلى التونسيين ونقول لهم إننا سنخوض هذه المعركة مهما طال الزمن، وطريق الدكتاتورية والاستبداد قصير، وسنعود إلى الديمقراطية مهما كانت التكاليف فلا يمكن لأحد أن ينتزع منا راية الحرية بعد أن رُفعت في هذه البلاد"، على حد قوله. 

بدوره، استنكر الأمين العام لحزب التكتل خليل الزاوية منعهم من التظاهر بشارع بورقيبة مصرحًا: "القوات الأمنية سُخّرت لحماية تظاهرة أنصار قيس سعيّد"، مستطردًا القول: "شارع الحبيب بورقيبة هو شارع الثورة والحرية، تم تحريره بدماء الشهداء، وينبغي أن يظل مفتوحًا أمام كل الأطياف الساسية للتعبيربكل حرية وسلمية عن آرائها مهما اختلفت".

خليل الزاوية: الأحزاب الاجتماعية والأحرار والديمقراطيون في تونس سيقفون صفًا واحدًا ضد هذا المسار من أجل العودة إلى مسار دستوري والعودة إلى صوت الشعب وإلى صناديق الاقتراع بكل ديمقراطية دون توجيهٍ من أيٍّ كان

وأكد الزاوية، في هذا الصدد، أن "على التونسيين أن يدافعوا عن حقهم في التظاهر والحرية، فالانفراد بالرأي هو مدخل للدكتاتورية وللفساد"، حسب تقديره.

وشدد على أن "الأحزاب الاجتماعية والأحرار والديمقراطيين في تونس سيقفون صفًا واحدًا ضد هذا المسار الذي نرفضه من أجل العودة إلى مسار دستوري والعودة إلى صوت الشعب وإلى صناديق الاقتراع بكل ديمقراطية دون توجيهٍ من أيٍّ كان"، وفق تعبيره.

كما طالب الأمين العام لحزب التكتل وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية بالعودة إلى ثقافة "الأمن الجمهوري" والابتعاد عن ثقافة "تفيذ التعليمات" والأسلوب الأمني "الرخيص"، حسب توصيفه.

ومن جانبه، قال المحامي والوزير السابق العياشي الهمامي، في الندوة الصحفية، إن "قيس سعيّد يواجه ناسًا لا ينهزمون"، متابعًا: "حين أحرق محمد البوعزيزي نفسه في 17 ديسمبر/كانون الأول 2010، من رفع صورته عاليًا واحتضن التحركات الاحتجاجية في كل أنحاء تونس، لم يكن لا قيس سعيّد ولا توفيق شرف الدين!".

وأضاف: "نحن اليوم في حالة ضعف ظاهريًا، لكننا في حالة قوة كامنة وستظهر شيئًا فشيئًا، ومثلما كنّا سابقًا قليلين في مقر جريدة الموقف ضد بن علي إلى أن أصبحنا جماهيرًا كثيفة أجبرت بن علي على الهروب، فسيأتي وقت ويغادر قيس سعيّد أيضًا وتعود الديمقراطية إلى تونس"، حسب تقديره.

العياشي الهمامي: مثلما كنّا سابقًا قليلين في مقر جريدة الموقف ضد بن علي إلى أن أصبحنا جماهيرًا كثيفة أجبرت بن علي على الهروب، فسيأتي وقت ويغادر سعيّد أيضًا

واستطرد الهمامي القول: "صحيح أن مسار 10 سنوات هو الذي دفع إلى الانقلاب، وأنه ليس قيس سعيّد من خلق الأزمة، لكنّه قد عمّقها واختطف الدولة عند ضعفها"، خالصًا إلى أن "مآل قيس سعيّد أن يدوَّن اسمه في كتاب التاريخ بأنه قام بانقلاب دام قليلًا وفشل"، على حد تصوره. 

واحتج معارضون لقرارات الرئيس التونسي قيس سعيّد، الجمعة 17 ديسمبر/ كانون الأول 2021 الذي يتزامن مع الذكرى الـ11 لاندلاع الثورة التونسية، قرب برج الساعة بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة التونسية وذلك بعد أن منعهم الأمن من الولوج إلى وسط الشارع، على مستوى المسرح البلدي.

وأكدت قيادات أحزاب التيار الديمقراطي والحزب الجمهوري والتكتل منعها من التظاهر في شارع الحبيب بورقيبة رغم إعلانها عن ذلك السلطات المعنية مسبقًا، وتم المنع من قبل القوات الأمنية التي تمركزت هناك وأدرجت حواجز أمنية.

كما أكد ممثلون عن المبادرة الديمقراطية (ائتلاف معارض يضم حملة "مواطنون ضد الانقلاب" وشخصيات سياسية وحقوقية أخرى)، في تصريحات إعلامية منعهم من تنفيذ وقفتهم الاحتجاجية، التي سبق أن دعوا لها منذ أيام وأعلنوا عنها، أمام المسرح البلدي في قلب شارع بورقيبة وتم وضعهم في مربع لا تتجاوز طاقته بعضه آلاف، وفقهم.

 

اقرأ/ي أيضًا:

احتجاجات ضد قرارات سعيّد في العاصمة التونسية وأحزاب تؤكد منعها من قبل الأمن

رفضًا للحكم الفردي: أحزاب تونسية تعلن الخروج للشارع يوم 17 ديسمبر