25-يونيو-2018

المفكر والباحث في الأنثروبولوجيا يوسف الصديق

 

يواصل المفكر يوسف الصديق في هذا الجزء الثاني من الحوار الذي خصّ به "الترا تونس" طرق أبواب التحديث من خلال تقديم قراءة فريدة للقرآن. المفكر الذي ظلّ مبستمًا وهادئًا في أغلب الأوقات رغم تحمسه في بعض المواضع، شدد على ضرورة تطوير مادة الفلسفة وإدراج مادة الأديان المقارنة في المنظومة التربوية مشيرًا إلى أهمية الإنسان لفهم الرسالة المحمدية.

اقرأ/ي أيضًا: أكاديميون يتفاعلون مع تقرير لجنة الحريات الفردية والمساواة

يوسف الصديق لـ"الترا تونس": من الخصائص الجيدة للدين الإسلامي منع كلّ الوسائط الكنائسية والرهبانية

  • اليوم تطرح مواضيع المساواة في الإرث وإلغاء الإعدام وإلغاء المهر وغيرها من المسائل التي طالما اعتبرت في المخيال الجماعي مقدسة وهو ما قد يحدث ثورة فكرية واجتماعية. هل يمكن أن يكون تقرير لجنة الحريات الفردية والمساواة اللبنة الأولى في هذا المسار التحديثي؟

فلنأخذ مثلًا مسألة الإعدام. هنا أيضًا نجد نقصًا وظلمًا في القراءة. فمقولة "اعدم عند حالة القتل" هي موجهة صراحة لبني إسرائيل "وكتبنا عليهم في التوراة أن النفس بالنفس". أما بالنسبة للإسلام فالقرآن والتشريع المحمدي فيما يهم القتل هناك آية أخرى في سورة البقرة "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتل الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى فمن عفي لأخيه من شيء" يعني أنا قد أقول لا تقتلوا القاتل ولكن اعطونا دية لأن قلته لا يضرني ولا ينفعني لذا أفضل الاتفاق حول دية تُصلح من العائلة المصابة بقتل أحد أفرادها وانتهى. الدليل على ما أقوله وعلى أن هذا ما يجب أن نتّبعه كمسلمين هو ما جاء في هذه الآية "ذلك تخفيف من ربكم". التوراة بالعبري يعني القانون وهو ينصّ على الثأر أما القرآن والإسلام – وهي نعمة من نعم الإسلام – فقد ألغيا الثأر ومنحنا الاختيار في أن نكون أكثر معقولية لذلك خاتمة هذه الآية فهمت بالعكس "ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب"، وذلك بعد ما جاء "وذلك تخفيف من ربكم". الناس يفهمون أنهم عندما تثأر لإنسان بقتل قاتله فهم يحيون ولكن بالعكس، لأنه إذا قتلنا كما جاء في التوراة سيكون لنا قتيلان أما إذا خففنا سننقذ حياة أخرى رغم أن صاحبها قاتل ولكن نحن فهمناه بالعكس فالتخفيف يبقى على حياة المجرم علّه يصلح ويندم كما أنه يساعد العائلة المصابة، علاوة على إمكانية ثبوت براءته بعد سنوات.

  • لكن معظم التونسيين متمسكون بمعتقداتهم وما يرونه مقدسًا. كيف يمكن تغيير مثل هذه العقليات؟ وهل هناك حاجة إلى مراجعات دينية اليوم؟

المراجعات الدينية يجب أن تتمّ بشكل يومي.

  • من يجب أن يقوم بها؟

من الخصائص الجيدة للدين الإسلامي منع كلّ الوسائط الكنائسية والرهبانية ولذلك فتح القرآن والإسلام الباب على المواطنة التي لا ترتبط بمذهب ولا أي شيء. إذا أثبتّ مصلحة المجتمع في ما تقول يمكن أن تساهم في ذلك بصوتك ونشاطك وإذا لقي صوتك صيتًا في المكان ورواجًا وإذا كان سيفرض نفسه سيتمّ ذلك بمرور الزمن. لا أقصد أننا سنقوم الآن بثورة قانونية في مكان ما. فالمجتمعات تنصت لبعضها البعض وتراقب صدق هذا أو ذاك وتتغيّر الأمور كما حصل مع المسيحية، فوفقًا للتعاليم المسيحية كان يتمّ حرق الناس في الشوارع لمدة 5 أو 6 أو 7 قرون ولكن حين تخبر مواطنًا أوروبيًا شابًا بذلك فهو لن يصدقك. مرت قرون وجاء علماء وأشخاص لم يكونوا ينتظروا أن تُطبّق أفكارهم خلال حياتهم. أعتقد أنه سيأتي يوم ويفهم الناس فيه أن القرآن لا يشرّع وإنما يفتح لك حدودًا معيّنة ونوافذ تتيح لك عند كلّ إصدار جديد في العلوم أو الأحداث وتنيط لك العهدة بأن تكون المشرّع بالنية الصافية والإخلاص. القرآن كان يسمي المواطنين مؤمنين وصالح المؤمنين. وصالح المؤمنين هو الذي ينظر في مصالح مجتمعه وخصبه والتآلف والتآخي بين الناس وفي التقدم بهذه الإنسانية إلى الأفضل. وأقول إنسانية لا أقول المؤمنين أو المسلمين. الإنسان هو المقصد الرئيسي في الإسلام.

يوسف الصديق لـ"الترا تونس": عدم قدرة مجتمعنا على أن يحلّ المشاكل المادية الحسية جعلته يقوم بنكوص للمشاكل الغيبية ويعتقد أنه من مستشاري المولى عز وجل

  • ولكن ما نعيشه اليوم يثبت أن الجماعة هي المقصد الرئيسي في الإسلام في حين أن الإنسان والفرد مهمش؟

هنا يوجد تراجع ورجعة ونكوص في فهم الإسلام. ففي آخر المطاف لا نعرف متى تحديدًا، نحن مدعوون لنكون خليفة الله في الأرض. هذا كلام القرآن ولكن الآن لا أتصوّر أن الإنسان يطالب بأن يكون خليفة الله في أرضه لكن هذا التمشي يبدأ من البشر الذي يفسد في الأرض ويسفك الدماء إلى بني آدم لأن بني آدم هو الإنسان الحضاري الأوي الذي سوي وأصبح يمشي مستقيمًا وينظر للأفق ويضع القوانين ويريد أن يفلح الأرض. "فإذا سويته ونفخت فيه من روحي" أي اتصل بنفخ من الله عز وجل وهي هذه الحضارة. وبعد بني آدم يأتي المؤمنون والمسلمون والمقصود بالمسلمين ليس دائمًا الدين المحمدي فيعقوب ويونس مسلمان. فالمسلم هو الذي انصاع لقوانين الكون وتكوينه. المسلم بالمعنى الأعم للكلمة هو الذي يؤمن بسنّة الله. ثم هناك الإنسان. ولا تجد في القرآن كلمة إنسان مشفوعة بوصف ضيّق فلا نجد فيه عبارة الإنسان المسلم الجيد أو السيء أو الأنثى أو الذكر. كل ما ذكرت كلمة إنسان إلا ويكون مفهومها مطلقًا لذلك نحن الآن في طور الإنسان. في السابق في عهد سيدنا محمد كنا نحارب المشرك لأنه كان يمنعني من أن أكون موحّدًا أما الآن فالمشرك والوثني أعتبره إنسانًا خاصة أنه لا يمنعني من أن أكون موحّدًا. الإنسان هو المرحلة الحالية التي يجب أن نعتمدها لفهم الرسالة المحمدية. الإنسان الذي لا وصف له. "الكافرون" أصبحوا في خانة الإنسانية ولا بد أن نعتمد على خانة الإنسان لكي نحترم الإنسان مهما كان وصفه وانتماؤه إلا أن إذا أساء لإنسانيته وإنسانيتي، حينها نقيم عليه العقاب اللازم. ولكن طالما أنه إنسان وله اختيارات معنية فأنا لا يمكن أن أعتبره كافرًا ولا يمكن أن أعوذ بالله منه كشيطان رجيم.

التمشي في القرآن يبدأ من البشر الذي يفسد في الأرض وصولًا إلى المؤمن إلى المسلم إلى الإنسان. هذا هو الأفق الذي رسمه لنا القرآن الكريم وهو أن نصبح في يوم من الأيام خليفة لله.

  • هل يمكن القول إن هناك خللًا في الفكر الإسلامي فيما يتعلّق بالفرد والحريات الفردية؟

نعم. كان من المأمول أن يولد مفهوم الفرد في بداية القرن لكن الآن أصبح هناك هجمة على الفرد لصالح الجماعة. الجماعة لا تأتي بشيء مجد في الأخلاق والتطلعات الاجتماعية والحضارية. الجماعة دائمًا قطيع والفيلسوف نيتشه يقول "قديمًا كان الأنا في القطيع أما اليوم فأصبح القطيع في الأنا". نحن أصبحنا نفكر كالقطيع وكلّ فرد أصبح يفكر كالقطيع.

  • كيف نسترجع إذن قيمة الفرد في المجتمع؟

هذا الأمر يتمّ عبر احترام الناس واحترام القانون علمًا وأنه إذا لم يتعدّ عليك شخص ما فإن كلّ من سلك سلوكًا فذلك من حقه على أن لا يتعدى على الآخر بطريقة أو بأخرى أما أن تقول لي أن هذه الفتاة مثلًا تعدّت علي بارتدائها ملابس قصيرة فهذا لا يمكن أن يقبله العقل؟ كيف يمكن أن تعتدي عليك بلباس قصير؟ إن أغرتك بمفاتنها وقامت بسلوك وأفعال جعلتك تفقد توزانك من الممكن فهم ذلك ولكن هي لم تحدثك بل هي مارة في الشارع. والدي كان لديه حفيدات وأخوات لكلّ واحدة منهن أسلوبها في اختيار الملابس ورغم أنه كان له ذوق معيّن لكنه لم يكن يمنعها من ذلك رغم أنه كان معمّمًا وملتحيًا ولم يفارق الصلاة يومًا منذ أن كان في التاسعة من عمره.

  • في السابق لم يكن هناك إشكاليات لمحاولة فرض نمط وأسلوب حياة معيّن، ما الذي تغيّر اليوم وأدى إلى هذا الانغلاق؟

لأن مجتمعنا في أزمة ومتأخر. وعدم قدرته على أن يحلّ المشاكل المادية الحسية جعلته يقوم بنكوص للمشاكل الغيبية ويعتقد أنه من مستشاري المولى عز وجل في التصرف في البشرية. أصبحت الجماعة تدعي أنها تشارك الله في التصرف في المجتمعات.

اقرأ/ي أيضًا: الجورشي لـ"الترا تونس": يجب أن تتكامل الشريعة مع مبادئ حقوق الإنسان

يوسف الصديق لـ"الترا تونس": الإسلام دعامة ومعطى للشعب التونسي ولا يمكن أن يتغيّر

  • هل يمكن أن يساهم المنظومة التربوية في تغيير العقليات المنغلقة والمتكلّسة؟

هذه كانت حربي في ثمانينيات القرن الماضي ودفعت ثمنها باهضًا. كنت أعشق مهنتي كأستاذ فلسفة ولما عرّبت الفلسفة بطريقة سهلة وإيديولوجية من طرف وزير داخلية أسبق، إدريس قيقة، عُرّبت بطريقة إيديولوجية والكثير منّا استقال. وقلت في الصحف آنذاك إن مقصد الوزير في تعريب الفلسفة هو غلق الباب على الماركسية ولكنها كان سيفتحه على الظلامية لأنه ليس لدينا من المراجع ومن الأدوات في التدريس ما يمكننا من استعمال هذه اللغة الرائعة، اللغة العربية، لتدريس الفلسفة وهذا ما كان. الآن أصبحت الفلسفة تربية دينية وحتى ما يدرّس من الفلاسفة العالميين لا يُفهم لأننا لا نمتلك الأدوات المناسبة لشرحها. في الأقسام النهائية كنا في قسم الفلسفة حتى أولئك من شعبة العلوم، كنا نتحلّى بالروح النقدية. هذه الروح النقدية لم تعد موجودة وإنما أصبح الحفظ هو السائد لضمان عشرة أو تسعة أو ثمانية من عشرين في مادة الفلسفة. أما المنظومة التربوية الحالي فهو لا يشجع على الروح النقدية وهذه الأخيرة هي الوحيدة القادرة على إفراز قدرات الفرد على تغيير الجماعة. فالجماعة رجعية لا تتغيّر إلا بزلزال المبادرة الفردية. محمد بن عبد الله كان مبادرة فردية. من كان في قريش ينتظر أن يبرز إنسان اسمه محمد يحدث منعطفًا في الإنسانية كاملة علمًا وأنه لم يكن عنصرًا جماعيًا بالمرة، حتى عندما أراد أن يكون جماعيًا لم ينجح في ذلك. تاريخ الدين الإسلامي يقوم على نجاح الفرد في تحريك الفرد.

  • إذن اليوم نحن بحاجة إلى إعادة تدريس الفلسفة كما كانت في السابق مع إدراج مادة الأديان المقارنة؟

بل يجب تطوير الفلسفة. أما الأديان المقارنة فيجب أن تدرّس دون تفاضل ولنترك التفاضل للمعني بالأمر كي يختار. ثمّ لا خوف على الإسلام في تونس، فمثلًا لو كانت نسبة المسلمين 98 أو 99 في المائة فأين الضير إن أصبحت 90 في المائة؟ أين المشكل إذا اتبعت هذه النسبة الصغيرة الإلحاد أو المسيحية أو اليهودية. الإسلام دعامة من دعامات المجتمع التونسي. وأنا لم أكن موافقًا على الفصل الأول من دستور 2014 بل كان يجب وضع ما جاء فيه في التوطئة باعتبار أن الإسلام دعامة ومعطى للشعب التونسي ولا يمكن أن يتغيّر مهما كان هناك من دعاة للإنجيلية والإلحاد وغيرهما. الإسلام معطى يعتز به حتى الوثني والملحد وبقيمه وأفكاره خاصة فيما يتعلّق بانعدام الكنيسة والوساطة بين المعبود والعابد.

  • ولكن اليوم يوجد العديد من حراس المعبد وهم قادرون على استقطاب فئات واسعة من المجتمع التونسي ويستندون في ذلك على آيات قرآنية وأحاديث نبوية. كيف يمكن محاججة هؤلاء؟

لا يوجد سوى حراس المعبد حتى جاري البسيط الذي لا يستطيع أن ينكر أنني أعرف القرآن أفضل منه وفضائل الإسلام لكنه يقول لي "أنت تقوم بهذا لأنك كافر وملحد ولا تصلح أن تكون مواطنًا"، وهو ينفي عنك حقك في المواطنة.

القرآن لم يُقرأ وإنما بقينا نتلوه منذ وفاة سيدنا محمد وهو مجمّد في التلاوة والتلاوة مطلوبة ومستحبة ولكن فلنبتعد عن النص الديني والقرآن وننظر إلى الغناء على سبيل المثال. هناك فرق شايع بين أن تسمع أغنية تفهم كلماتها وأغنية تكتفي بالاستماع لإيقاعها. أنت لا يمكن أن تتمتع بأغنية لـ"The Beatles" أو "Edith Piaf" دون أن تفهم المحتوى وما إذا كانت الأغنية تتحدث عن شوق أو ندم أو محبة وكيفية التعبير عنها. بالنسبة لنا الهم الكبير الذي خلق هذه الجماعية السلبية هو أن القرآن يُتلى ولا يُقرأ. ثانيًا لو قرأ القرآن بطريقة مثلى حسب رأيي سنرى أن الأمور العملية تبقى في التلاوة وتخرج من التطبيق. على سبيل المثال الصدقات كانت تصحّ على المؤلفة قلوبهم ولكن هؤلاء لم يعودوا موجودين. القراءة الصحيحة هي التي تبطل القوانين الآنية وتجعلها في التلاوة فقط دون أن يتمّ اعتمادها في الحكم حتى نصل للب أو جوهر الدين وهو التوحيد. لا يبقى في القرآن إلا طقوس التلاوة والتوحيد. أما القوانين فيجب أن نحدث قوانين أخرى أصلح وأجمل وأنجع من تلك التي كانت موجودة في القرن السابع.

هناك تناقض تام بين من يضرب زوجته فيعاقبه الدستور والقانون بالسجن ومن يتبع نصيحة الله في القرآن "فاضربوهن". المسلم التونسي لا بدّ أن يختار بين أن يقول إن هذه الآية أصبحت موجودة في التلاوة ولم تعد في الحكم والقراءة على غرار آية تعدد الزوجات. لا يمكن شطب مثل هذه الآيات ولكن نقرأها عندما نقرأ القرآن لكنها لم تعد حاكمة.

أعتقد أن كلّ الديانات والنصوص الدينية يجب أن تبقى في التلاوة وتبتعد عن الأحكام وهذا معنى العلمانية. ويبقى لب التوحيد الذي عبّر عليه سيدنا إبراهيم عندما قال "الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون".

يوسف الصديق لـ"الترا تونس": أنا سعيد بالفورة التي يعيشها المجتمع التونسي رغم الإرهاصات الرجعية المفزعة أحيانًا

  • هل نحتاج اليوم إلى قراءة جديدة للقرآن؟ وهل يمكن القول إننا بحاجة إلى قراءة مؤنثة للقرآن؟

القراءة الصحيحة للقرآن لا تكون مؤنثة ولا مذكرة. يجب أن تكون قراءة تعنى بالإنسان. المرأة إنسان وعندما نصل إلى هذا الاعتقاد تنمحي جميع الفروق وينطبق مفهوم الإنسان على المرأة. وهذا المفهوم لا يتضمن تنقيصًا ولا تفاضلًا.

  • أي دور للسلطة السياسية في تطبيق هذه الإصلاحات الجوهرية في المجتمع؟

السلطة طرف ولقد رأينا أن بورقيبة تجرأ وفرض أمورًا ولم يتجرأ على أمور أخرى. السلطة يمكن أن تسرّع ويمكن أن تربي المجتمعات. عندما أتحدث مع عجوز أمّي تسمعني وأنجح في النفاذ إلى بساطته في التفكير لكني لا أنجح في أن ينصت إلي عالم في الفقه لأنه أولًا يضع سدًا بتصنيفي كافرًا وملحدًا رغم أن بيننا قاسم مشترك وهو الآية القرآنية التي يمكن أن نتناقش حولها. أنجح في جعل مواطنين بسطاء يستمعون إلي ولكن عالم الفقه له رهان آخر، رهان "خبزته" باعتبار أنه سيخسر مركزه كإمام وواعظ.

ولكن نحن وصلنا إلى درجة من العبث الآتي سمحت لإنسان هُدّد بالإزاحة من مقامه كإمام فأضرب عن صلاة الجمعة وحرّض الناس للإضراب على صلاة الجمعة وقد استمرّ الأمر لمدة 5 أسابيع. يعني أن الإضراب موجه لله والمسألة أصبحت نقابية. السلطة الإدارية رأت أن هذا الإمام يضرّ بالجماعة ويعطيهم أفكارًا غير صالحة وفق تقديرها واتخذت إجراء إداريًا ما الذي يدفعك للامتناع عن الصلاة.

  • تونس تعيش اليوم على وقع نقاشات وجدالات بخصوص الحريات الفردية والمساواة، هل تعتبر أننا على الطريق الصحيح في مسار تحديث المجتمع؟

نعم. هناك فورة في المجتمع التونسي أنا سعيد بها رغم إرهاصات الرجعية الكبيرة المفزعة أحيانًا.

 

اقرأ/ي أيضًا:

حرية الضمير في تونس.. حبر على ورق الدستور؟

تونس: الجنس متاح لمن استطاع إلى "اللّوكال" سبيلًا..