ياسين مامي: من حق الشعب معرفة معايير تعيين وإقالة المسؤولين

انتقد النائب بالبرلمان التونسي ياسين مامي، الجمعة 21 مارس/آذار 2025، ما اعتبره "عدم استقرار حكومي"، وذلك على خلفية تواتر تغيير رؤساء الحكومات والوزراء في تونس في فترات وجيزة بقرارات من الرئيس التونسي قيس سعيّد.

وقال مامي، في تدوينة له على صفحته الرسمية بموقع التواصل فيسبوك، إنّ "من بين أسباب تغيير دستور 2014 والاستفتاء على دستور جديد سنة 2021، هي إرادة التخلص من النظام البرلماني وعيوبه التي أبرزها عدم الاستقرار السياسي حيث كان استقرار الحكومة مرتبط بتحالفات ومحاصصات الكتل داخل مجلس نواب الشعب والحزب الفائز في الانتخابات هو من يختار الحكومة".

ياسين مامي: الشعب وحده من يتحمل أولاً وأخيرًا عواقب عدم الاستقرار الحكومي

وتابع قائلًا: "في حين أن الدستور الجديد الذي صاغه رئيس الجمهورية وعرضه على الاستفتاء كرّس نظام حكم رئاسي، دون توازن في السلطات، حيث يُعيّن بمقتضاه أعضاء الحكومة ويعزلهم رئيس الجمهورية"، معقبًا أنّ "النية في ذلك كانت تثبيت استقرار العمل الحكومي مَضموناً وزمنًا"، حسب تقديره.

واستدرك قائلًا: "ما راعنا إلاّ والحكومات والوزراء أصبحت تتعاقب في أقل من سنة"، متسائلًا "أيّ حكومة سحرية وعبقرية قادرة على تحقيق برنامج واحد في أقل من سنة؟".

كما تساءل النائب: "هل من حق الشعب التونسي الاطلاع على أسباب ومعايير اختيار المسؤولين ثم مبررات الإقالات المستمرة والمفاجئة، إن كان له حق؟ وهل أنّ المشكل في اختيار الحكومات أم في الحكومات نفسها أم أين المشكل بالضبط؟ وكيف يمكن لمجلس نواب الشعب ممارسة دوره الرقابي حسب الدستور؟ فماذا سنراقب وكيف سنقيّم؟".

وخلص إلى القول إنّ "الشعب وحده من يتحمل أولاً وأخيرًا عواقب عدم الاستقرار الحكومي، فلا بناء ولا تشييد ولا تنمية ولا استثمار دون حسن اختيار أفضل الكفاءات لتسيير دواليب الدولة ودون مناخ من الاستقرار"، حسب تعبيره.

وجاءت تدوينة النائب ياسين مامي تعليقًا على قرار الرئيس التونسي قيس سعيّد، مساء الخميس 20 مارس/آذار الجاري، إقالة رئيس الحكومة كمال المدوري بعد نحو 7 أشه فقط على تعيينه، وتسمية وزيرة التجهيز والإسكان سارة الزعفراني الزنزري خلفًا له، وفق إعلان الرئاسة التونسية فجر الجمعة 21 مارس/آذار 2025.

وللإشارة فإنه منذ تولي قيس سعيّد رئاسة الجمهورية التونسية في 23 أكتوبر/تشرين الأول 2019، تعاقب على رئاسة الحكومة 6 شخصيات في فترة تُعتبر وجيزة، وهم كل من:

وهم:

• إلياس الفخفاخ (27 فيفري/شباط 2020 - 2 سبتمبر/أيلول 2020)
• هشام المشيشي (2 سبتمبر/أيلول 2020 - 25 جويلية/يوليو 2021)
• نجلاء بودن رمضان (11 أكتوبر/تشرين الأول 2021 - 2 أوت/أغسطس 2023)
• أحمد الحشاني (2 أغسطس 2023 - 7 أوت/أغسطس 2024)
• كمال المدوري (7 أوت/أغسطس 2024 - 20 مارس/آذار 2025)
• سارة الزعفراني الزنزري (20 مارس/آذار 2025 - الآن)