11-أبريل-2019

كان وزيرًا للداخلية زمن الستينيات (فتحي بلعيد/أ.ف.ب)

 

الترا تونس - فريق التحرير

 

ورد اسم رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي ضمن الشخصيات المورّطة في انتهاكات لحقوق الإنسان وبالخصوص التعذيب زمن الاستبداد وذلك وفق ما أورده التقرير الختامي لهيئة الحقيقة والكرامة وتحديدًا في الجزء الثاني بعنوان "تفكيك منظومة الاستبداد".

كان يعلم بالتعذيب..

أكدت هيئة الحقيقة والكرامة أن تحرياتها انتهت بأن التعذيب زمن الاستبداد هو جريمة ممنهجة ومخطط لها من كبار المسؤولين على الشؤون الأمنية الذين أمروا وحرضوا ووافقوا وسكتوا عن تعذيب الضحايا أثناء مباشرتهم لوظائفهم.

ورد اسم قائد السبسي بصفته كان وزيرًا للداخلية ضمن المسؤولين الذين يعلمون أن مرؤوسيهم ممن يعملون تحت إمرتهم ورقابتهم قد ارتكبوا انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان

وذكرت، في هذا الجانب، اسم الباجي قايد السبسي بصفته كان وزيرًا للداخلية بين 1965 و1969 وقالت إنه كان ضمن "المسؤولين الذين يعلمون أن مرؤوسيهم ممن يعملون تحت إمرتهم ورقابتهم قد ارتكبوا انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان المتمثلة في تعذيب الموقوفين" (الصفحة 91 من الجزء الثاني).

وأكدت الهيئة "المسؤولية الجزائية للمسؤولين في نظر القانون الجنائي الدولي على أساس ارتكابهم أفعالًا سلبية أدت لحصول انتهاكات وذلك لعدم قيامهم بما يلزم لحماية السلامة الجسدية للموقوفين، إضافة لعدم ممارسة صلاحيات السيطرة على مرؤوسيهم، علاوة على قيامهم بتسهيل ارتكابها بتوفير الوسائل اللوجيستية والبشرية اللازمة والتستر على الانتهاكات وتقديم الحصانة للفاعلين".

اقرأ/ي أيضًا: السجون التونسية زمن الاستبداد.. مسرح للانتهاكات المهينة للذات البشرية

شهادة عبد القادر يشرط..

نشرت هيئة الحقيقة والكرامة (الصفحة 96 من الجزء الثاني) شهادة المعارض عبد القادر يشرط الذي شارك في المحاولة الانقلابية عام 1962 والمحكوم عليه عام 1963 بالأشغال الشاقة لمدة 20 سنة، وقد تعرض خلال فترة احتجازه للتعذيب.

تحدث المعارض زمن بورقيبة عبد القادر عن أن قائد السبسي زار سجن غار الملح الذي تعرض فيه المعارضون السياسيون لشتى أشكال التعذيب

وقال في شهادته إنه طوال سنوات التعذيب، زار مسؤولون في وزارة الداخلية المساجين "وكانوا يأتوننا لمشاهدة أوضاعنا القاسية مشمئزين من رائحتنا وحالاتنا البشعة ويغادروننا بوجوه مطمئنة تاركين الأشياء متواصلة وراءهم مثل ما شاهدوها".

وأفاد أنه يتذكر زيارة مدير الأمن حينها الباجي قايد السبسي لسجن غار الملح الذي تعرض فيه المعارضون السياسيون لشتى أشكال التعذيب.

شهادة المنصف الماطري..

أورد التقرير الختامي لهيئة الحقيقة والكرامة شهادة سابقة لمعارض آخر هو منصف الماطري (الصفحة 97 من الجزء الثاني) الذي قال "في أحد الأيام زارنا مدير الأمر الباجي قايد السبسي الذي عرفته شخصيًا لفترة طويلة. وبطبيعة الحال، تركونا مربوطين بالجدار حين الزيارة وقد كان مدير السجن وثلاثة حراس برفقة قايد السبسي".

أورد التقرير الختامي لهيئة الحقيقة والكرامة شهادة للمعارض زمن بورقيبة منصف الماطري الذي تحدث عن تعرضه للتعذيب في الستينيات

وأضاف في شهادته "توقف أمامي أثناء زيارته الموجزة فقد كان الباجي قايد السبسي كما عرفته دائمًا منذ طفولتي حسن الملبس وأطلق رائحة قوية من العطور التي لم أستنشقها منذ شهور. تقدم نحوي ثم سألني "منصف، هل أنت بخير؟" أعتقدت أنه كان قلقًا حقًا عن حالتنا فأجبته بطريقة احتجاجية "الحمد الله.. ولكننا نعاني من الجوع ومن البرد كما أنه لا يمكننا الاتصال بعائلاتها وأتساءل لماذا نحن مقيدون؟ ثم تحركت عملًا بالفعل والقول رافعًا قدمي حتى تهتز السلسلة لإجباره على سماع الضجيج". وواصل شهادته :"أجابني "دائمًا عنيد، سوف نرى" ثم قام بالتحديق في مدير السجن بنظرة المحقق قبل أن يغادر صامتًا دون تعليق". وأشار إلى أن المساجين اشتكوا حالهم لوزير الداخلية وقتها الطيب المهيري الذي كان مرفوقًا بالسبسي بصفته مدير الأمن.

وقال المنصف الماطري في شهادته إنه في اليوم الموالي من هذه الزيارة تم تعذيبهم في السجن من خلال الركض على الزجاج المكسور، كاشفًا "بدأ التعذيب المخيف.. من الضروري أن نركض بدون قطع القدمين بالزجاج الحاد ولكن أيضًا لتجنب سوط حراس السجن. أصغرنا كانوا يتدافعون لتخفيف صدمة الضربة التي يتلقونها والشيوخ كانوا الأضعف فسقطوا على الأرض ولكن بعد 5 أو 6 أدوار كنا جميعًا على الأرض وكانت الدماء تتدفق من كل مكان".

 

اقرأ/ي أيضًا:

اغتيال صالح بن يوسف.. تفاصيل جريمة دولة لم تسقط بالتقادم

الدعوات لإعادة كتابة التاريخ: إنصاف للحقيقة أم تصفية لحسابات سياسية؟