الترا تونس - فريق التحرير
أكد الناشط السياسي والأمين العام السابق للاتحاد العام لطلبة تونس وائل نوار، مساء الثلاثاء 30 أوت/أغسطس 2022، أن "عنفًا شديدًا سُلط من طرف قوات الأمن، إضافة لأنباء عن عشرات الإيقافات في منطقة تينجة الثلاثاء، يوم جنازة الشاب كريم السياري"، مشيرًا إلى "وجود عدد من أعوان الأمن المتورطين في وفاة الشاب السياري ضمن القوات التي اعتدت على الجنازة"، وفقه.
الناشط السياسي وائل نوار: "عنف شديد سُلط من طرف قوات الأمن إضافة لأنباء عن عشرات الإيقافات في تينجة يوم جنازة الشاب كريم السياري"
وتشهد معتمدية تينجة من ولاية بنزرت التونسية، احتقانًا، منذ ليلة السبت 27 أوت/ أغسطس 2022، على خلفية وفاة مسترابة شاب من المنطقة إثر مطاردة أمنية وإيقافه بمركز أمني.
وتابع نوار، في تدوينة على صفحته بفيسبوك، "تينجة تعيش ثالث يوم من الرعب، تينجة كلها تحت الحصار البوليسي، ممنوع دخولها حتى لتقديم العزاء، منزل عائلة كريم السياري محاصر بالكامل وأفراد عائلته ممنوعون من مغادرة المنزل قصد منعهم من التواصل مع الإعلام والمنظمات".
الناشط السياسي وائل نوار: "كل مواطن أو مواطنة من تينجة يقوم بتصوير فيديو أو ينشر تدوينة تزوره فرقة أمنية للبيت وتعنفه، وفي كل محاولة احتجاج تغرق تينجة بالغاز"
وأضاف "كل مواطن أو مواطنة من تينجة يقوم بتصوير فيديو أو ينشر تدوينة تزوره فرقة أمنية للبيت وتعنفه، وفي كل محاولة احتجاج تغرق تينجة بالغاز"، مشيرًا إلى أنهم "لم يرغبوا في تسليم جثة كريم السياري في البداية بحجة تشريح أول ثم ثان وعندما سلموه للجنازة بان كذب رواية البوليس لأن آثار الضرب بادية على الجثة في مواضع مختلفة ومنها في الرأس وهو ما يتماشى مع شهادات اليوم الأول لشهود العيان الذين أكدوا تعرضه للضرب من الأمن حتى الموت".
وأكد نوار أن "كل المعطيات التي قدمها قد تم جمعها من عائلة كريم السياري".
وكانت شقيقة الشاب المتوفّى بتينجة من ولاية بنزرت إثر مطاردة أمنية، حصلت مساء السبت 27 أوت/أغسطس 2022، قد كذبت رواية وزارة الداخلية التونسية، متهمة عونيْ أمن بـ"قتل شقيقها"، وفق روايتها.
شقيقة الشاب المتوفى: جثة أخي تحمل كدمات على مستوى الرأس والأنف والأذنين وهناك علامات خنق على مستوى الرقبة على عكس رواية الداخلية التي قالت إن الجثة لا تحمل آثار عنف
وقالت، في تصريح لإذاعة "إي أف أم المحلية،" الاثنين 29 أوت/أغسطس 2022، إن "جثة شقيقها عليها كدمات على مستوى الرأس خلف أذنيه، وإن هناك دماء على مستوى أنفه، وعلامات خنق على مستوى الرقبة، على عكس رواية وزارة الداخلية التي قالت إن الجثة لا تحمل آثار عنف ظاهرة للعيان"، حسب قولها.
وأضافت شقيقة الشاب: "الداخلية روجت رواية أن أخي توفي بجرعة مفرطة من المخدرات، لكن تقرير الطب الشرعي الأولي أكد أنه لم يتناول أي مخدّر"، مستطردة القول: "عندما وردهم أننا قمنا بإذن قضائي لإعادة تشريح الجثة تراجعوا وقالوا إنه لم يتناول مادة مخدرة وإنما رئتاه توقفتا لأنه يدخن طويلًا"، متهمة الداخلية بـ"تدليس تقرير الطب الشرعي"، على حد تقديرها.
يذكر أن وزارة الداخلية التونسية كانت قد أعلنت، الأحد 28 أوت/ أغسطس 2022، أنّ وزير الداخلية توفيق شرف الدين، أذن بفتح بحث إداري بخصوص وفاة شاب بتينجة من ولاية بنزرت، إثر مطاردة أمنية.
شهادة مواطنة حول وفاة كريم السياري
وذكرت، في بلاغ لها، أنّه "تمّ مساء يوم 27 أوت/ أغسطس 2022 أثناء حملة أمنيّة للحفاظ على الأمن العام بجهة تينجة منزل بورقيبة من ولاية بنزرت، ضبط شخص محلّ عدّة مناشير تفتيش لفائدة العدالة، بصدد تسلم وتسليم أشياء مشبوهة مع أشخاص آخرين، وقد تحصّن المعني قبل القبض عليه بالفرار، وأثناء ملاحقته قام بابتلاع شيء مشبُوه كان بحوزته حسب شهود عيان (يُرجّحُ أنهُ مادّة مخدّرة)" وفق رواية الداخلية.
كانت وزارة الداخلية قد قالت إن "الشاب ابتلغ شيئًا مشبوهًا يُرجّح أنها مادة مخدّرة وفارق الحياة" بينما شقيقته تقول إن "تقرير الطب الشرعي الأولي أكد أنه لم يتناول أي مخدّر"
وتابعت الداخلية، أنه "على إثر السّيطرة على الشاب واقتياده إلى مركز الاستمرار بمنطقة الأمن الوطني بمنزل بورقيبة، شعُر المشبوه فيه بتوعّك صحّي ممّا استوجب نقلهُ إلى المستشفى الجهوي بالمكان لتلقي الإسعافات الضروريّة إلا أنه فارق الحياة" وفقها.
وقد تمّ إشعار النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية ببنزرت "التي أذنت بفتح تحقيق في الموضوع وقامت بالمعاينة الأوليّة لجثة المعني والتي لم تكن تحمل آثار عنف ظاهرة للعيان، والأبحاث متواصلة" حسب بلاغ الداخلية.
