الترا تونس - فريق التحرير
نشر بتاريخ 2024/11/29 (على الساعة 11.30)
أثارت حادثة وفاة أستاذ أضرم النار في جسده على خلفية تعرّضه لـ"التنمّر والهرسلة والتشويه" من قبل تلاميذ، الجدل في تونس، بخصوص تبعات هذه السلوكات، وتداول نشطاء بشكل واسع في السوشال ميديا، دعوات للأولياء إلى ضرورة الالتفات لأبنائهم وحسن تربيتهم، كي لا يكون الدور موكولًا للمدرسة بنسبة أكبر، وفقهم.
استنكر نشطاء ما وصفوه بـ"السحل الإلكتروني" الذي تعرض له الأستاذ المتوفى، وسط دعوات بمنع الهواتف الجوالة داخل الأقسام
واستنكر النشطاء في تدويناتهم ما وصفوه بـ"السحل الإلكتروني" الذي تعرض له أستاذ التربية الإسلامية بالمدرسة الإعدادية ابن شرف في منطقة الشابة من ولاية المهدية، الفاضل الجلولي، الذي توفي يوم الخميس 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، متأثرًا بالحروق البليغة التي أصابته.
واعتبر البعض أن إدراج مادة للتربية على وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا منذ صفوف المدرسة الأولى بات أمرًا ملحًا في تونس، في الوقت الذي يعرف فيه العالم طفرة في استعمال الذكاء الاصطناعي.
في المقابل، دعا آخرون إلى منع الهواتف الجوالة داخل الأقسام أثناء ساعات الدرس، للطرفين، التلميذ والمربي على حد السواء، وذلك تجنبًا لأي سوء استخدام، ينجرّ عنه حملات تشويه على السوشال ميديا.
يشار إلى أنّ الناطق الرسمي باسم محاكم المنستير والمهدية فريد بن جحا، قد أعلن في تصريحه لإذاعة "موزاييك أف أم" (محلية)، الجمعة 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، أن النيابة العمومية بالمهدية قررت فتح بحث تحقيقي في ملابسات وفاة هذا الأستاذ، قائلًا إنّه تم تبليغ الأستاذ ببرقية استدعاء للمثول أمام خلية الفصل السريع في شهر ديسمبر/كانون الأول القادم، على خلفية مناوشة خارج المعهد مع مجموعة من التلاميذ.
وقد تمّ في الأثناء، نشر فيديوهات على منصات التواصل الاجتماعي "تظهر اعتداء الأستاذ على تلاميذ داخل القسم وملاحقتهم خارجه، ويبدو أن هذه الفيديوهات تسببت في ضغط نفسي للأستاذ دفعته إلى إضرام النار في نفسه، في انتظار نتائج الأبحاث" وفق تعبيره.
وأشار في السياق نفسه إلى أنّ "التنمر" كمصطلح لا ينصّ عليه القانون، لكن هناك عدة فصول أخرى يمكن الاعتماد عليها من قبيل "هضم جانب موظف عمومي"، والمرسوم 54 وغيرها.
الناطق الرسمي باسم محاكم المنستير والمهدية: النيابة العمومية بالمهدية قررت فتح بحث تحقيقي في ملابسات وفاة هذا الأستاذ
وكان الأستاذ قد أضرم النار في جسده يوم الأربعاء بمنزله، ووقع نقله إلى مستشفى الحروق البليغة ببن عروس لتلقي العناية الطبية اللازمة، إلا أنه توفي متأثرًا بإصابته، وفق ما ذكره كل من مبروك التومي الكاتب العام المساعد بالجامعة العامة للتعليم الثانوي، والكاتبة العامّة لنقابة التعليم الثانوي بالشابّة نعيمة مسعود، وأكده الفرع الجامعي للتعليم الثانوي بالمهدية في بيان له.
وشهدت المؤسسات التربوية في معتمدية الشابة من ولاية المهدية، توقفًا للدروس ووقفات احتجاجية، تنفيذًا لدعوات الجهات النقابية، بتنفيذ وقفة في كل المؤسسات التربوية من مدارس ابتدائية وإعدادية ومعاهد ثانوية في مدينة الشابة صباح الخميس، ثم التحول إلى المدرسة الإعدادية ابن شرف.
شهدت المؤسسات التربوية في معتمدية الشابة من ولاية المهدية، توقفًا للدروس ووقفات احتجاجية صباح الخميس إثر إضرام أستاذ النار في جسده
ولفت الفرع الجامعي للتعليم الثانوي في المهدية في بيان احتجاجي له يوم الخميس 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، إلى "ما تعرض له الأستاذ من تضييق وهرسلة وتشويه على صفحات التواصل الاجتماعي إضافة إلى ما تعرض له أثناء التحقيقات التي دعي إليها، رغم ما عرف عنه من طيبة ودماثة أخلاق وهدوء وغيرة على المرفق التربوي، أدت إلى إقدامه على إحراق نفسه مما أدى إلى موته".
وحمّل في بيان له، المسؤولية كاملة "للأطراف التي شكلت عناصر ضغط على الأستاذ أو تعاملت مع حالته بناءً على حكم مسبق دون ترو ولا تثبت".
وتقدم الفرع الجامعي بجملة من المطالب، أولها محاسبة كل من أذنب أو تجاوز في حق الأستاذ، ورد الاعتبار إلى روحه وإلى عائلته.