الترا تونس - فريق التحرير
وصف وزير الداخلية كمال الفقي، عملية جربة التي جدت الثلاثاء 9 ماي/ أيار 2023، بـ"الاعتداء الإجرامي"، وفق ما صرّح به خلال نقطة إعلاميّة انعقدت الخميس 11 من الشهر الجاري بمقر وزارة الداخلية التونسية.
وزير الدخلية: تم فتح تحقيق عدلي في هذه العملية وندعو كل الأمنيين لمزيد الاستعداد لإحباط أي عمليات أخرى
وتابع الفقي أنّه تم فتح تحقيق عدلي في هذه العملية، مؤكدًا العودة المباشرة والسريعة لكل مظاهر الاحتفال بالمعبد وأحوازه وبكامل جزيرة جربة، وفق تقديره، مشيرًا إلى أنّ "المعتدي" واسمه وسام الخزري، "لم ينجح في التخطيط والتنفيذ"، وفقه، داعيًا كل الأمنيين لمزيد الاستعداد لإحباط أي عمليات أخرى.
وقال الفقي إنّ قوات الأمن التونسي تمكنت من السيطرة على الوضع بشكل تام في أقل من دقيقتين، وفقه، خاصة وأنه كان في نية المعتدي التوجه إلى المعبد ودار الضيافة.
وزير الداخلية: قام المعتدي بتصفية زميله بسابقية إضمار وترصد حيث عمد إلى قتله بمسدس فردي ووجه الرصاصة خلف أذنه
وبخصوص تفاصيل هذه العملية، قال وزير الداخلية: "قام المعتدي بتصفية زميله بسابقية إضمار وترصد حيث عمد إلى قتله بمسدس فردي ووجه الرصاصة خلف أذنه، فسقط الشهيد الأول التابع لمركز الحرس البحري بأغير جربة، وهو أصيل منطقة الحنشة من ولاية صفاقس".
وواصل الفقي بقوله: "توجه المعتدي بعد ذلك، على متن سيارة نارية بأربع عجلات (كواد) تتبع مركز الحرس البحري، ليتمركز في حديقة تتبع مدرسة الرياض الجديدة بمنطقة السواني بجربة، وهي تبعد مسافة 200 متر عن المعبد والوكالة" على حد وصفه.
وزير الداخلية: بدأ المعتدي بإطلاق النار بصفة عشوائية على المارة وأعوان الأمن، واتجه صلب أعوان الأمن لإيقاع أكبر ما يمكن من الضحايا فتمت محاصرته والقضاء عليه
ثمّ ظهر المعتدي بعد ذلك للعيان بخروجه من باب المدرسة واختبأ خلف أسوارها وترصّد تحرك سيارة شرطة مرور كانت رابضة أمام المدرسة ليتوسط الشارع باتجاه الغريبة ودار الضيافة وبدأ بإطلاق النار بصفة عشوائية على المارة وأعوان الأمن، وعلى الضحية الأولى على الساعة الثامنة و13 دق ليلًا، واتجه صلب أعوان الأمن لإيقاع أكبر ما يمكن من الضحايا فتمت محاصرته والقضاء عليه" وفق الوزير.
وبالنسبة للأمنيين، أحصى الوزير 3 إصابات:
- ناظر مساعد عاطف النصراوي إصابة في مستوى الساق إجراء عملية جراحية وحالته مستقرة
- العميد محمد الهادي الرياحي إصابة بالفخذ أجريت له عملية جراحية وحالته مستقرة
- ناظر أمن مساعد يوسف دبش إصابة بالبطن إجراء عملية جراحية وتم نقله إلى المستشفى العسكري بتونس
وزير الداخلية: كان المعتدي ينوي الدخول إلى معبد الغريبة ودار الضيافة
كما عدّد الوزير 3 وفيات:
- العميد بالأمن الوطني ماهر العربي، وهو في الـ 54 سنة من العمر وتابع لإدارة شرطة المرور بمنزل بورقيبة ولاية بنزرت.
- الوكيل الأوّل بالحرس الوطني خير الدّين اللافي، وهو في الـ31 سنة من العمر وتابع لوحدات الحرس البحري بجربة.
- ناظر الأمن الأوّل محمّد عبد المجيد عتيق، وهو في الـ 31 سنة من العمر وتابع للفوج الوطني لمجابهة الإرهاب، وقد استشهد بالمُستشفى مُتأثرًا بإصابته.
أما فيما يخصّ إصابات المدنيين، فسمّى الوزير شخصين:
- سليم فاندي، إصابة على مستوى جنبه وتم إجراء عملية جراحية له
- هندة سحنون، نزيف بالرأس حالتها متوسطة
وبالنسبة للوفيات من المدنيين:
- أفيال حداد، وهو تونسي يهودي وإقامته بجربة طالب أهله بنقل جثمانه إلى فرنسا
- بنيامين حداد فرنسي يهودي
ورفض وزير الداخلية الإجابة عن أسئلة الصحفيين متعللًا بانطلاق الأبحاث.
يذكر أنه كان قد سقط في عملية جربة التي جدت ليل الثلاثاء 9 ماي/أيار 2023 في محيط معبد الغريبة 5 ضحايا من بينهم 3 أمنيين ومدنيين اثنين من زوار المعبد، بالإضافة إلى منفذ العملية.
وكانت وزارة الداخلية التونسية، قد أعلنت في ساعة متأخرة من ليل الثلاثاء 9 ماي/أيار 2023، أن "عون حرس تابع للمركز البحري للحرس الوطني بأغير جربة أقدم، مساء ذات اليوم، على قتل زميله باستعمال سلاحه الفردي والاستيلاء على الذخيرة، ثمّ حاول الوصول إلى محيط معبد الغريبة وعمد إلى إطلاق النار بصفة عشوائية على الوحدات الأمنية المتمركزة بالمكان والتي تصدّت له ومنعته من الوصول إلى المعبد وأردتهُ قتيلاً"، وفق روايتها.
وقد تم، الأربعاء 10 ماي/أيار 2023، نقل كل الجرحى من الأمنيين المصابين في عملية جربة، إلى المستشفى العسكري بتونس العاصمة لإتمام العلاج بعد أن تم إيواؤهم في مرحلة أولى بالمستشفى الجهوي الصادق المقدم بجربة، وفق ما أكده مدير المستشفى سالم عيسى.
وذكر عيسى، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء (الوكالة الرسمية)، أنه تم نقل 3 جرحى من الأمنيين مع جريح آخر من المدنيين إلى المستشفى العسكري، مشيرًا الى أن حالة واحدة فقط لمصابة من بين المدنيين ما تزال بمستشفى الصادق المقدم بجربة وستغادره حالما تتماثل للشفاء.
وكان موسم حج اليهود إلى معبد الغريبة بجزيرة جربة (ولاية مدنين)، جنوب تونس، قد انطلق الخميس 4 ماي/أيار 2023، على أن يتواصل إلى غاية 10 من الشهر الجاري. ويجتذب موسم الزيارة السنوية لمعبد الغريبة، وهو أقدم معبد يهودي في أفريقيا، مئات اليهود حول العالم.
وتُفرض عادة إجراءات أمنية مشددة على الزيارة اليهودية منذ أن هاجم أحد متشددي تنظيم القاعدة المعبد عام 2002 بشاحنة ملغومة مما أسفر عن مقتل 21 شخصًا.
