09-مارس-2018

صورة جماعية لمنتخب ملحمة 1978 (بشير المنوبي/أ.ف.ب)

يدشّن المنتخب التونسي مشاركته الخامسة في كأس العالم لكرة القدم بعد نحو 3 أشهر في روسيا، وقد أوقعته القرعة في المجموعة السابعة في مواجهة منتخبات أنقلترا، وبلجيكا وبنما. ولا أمل لدى التونسيين إلا المرور للدّور الثاني لأوّل مرّة في التاريخ، وأن تكون سنة 2018 طالع خير في الوقت الذي لا تزال ملحمة مونديال 1978 في الذاكرة، حيث فشلت المشاركات اللاحقة في كؤوس العالم سنوات 1998، و2002 و2006 في محوها.

يأمل التونسيون أن يمرّ منتخب بلادهم لكرة القدم للدّور الثاني في مونديال روسيا وذلك لأوّل مرة في تاريخه

لكن هل تتذكرون المنتخبات التي واجهها المنتخب التونسي في المشاركات الفارطة؟ وهل تعلمون ماهي اللحظات التي بقيت محفورة في الذاكرة؟ لنكتشف معًا.

اقرأ/ي أيضًا: كأس العالم لكرة القدم.. أهم الحقائق والأرقام في تاريخ البطولة

1/ مونديال 1978 والملحمة الخالدة

أوّل مشاركة في كأس العالم هي أفضل مشاركة رغم مرور 40 سنة على تلك الملحمة التي لا يزال يذكرها التونسيون، وحتى الجيل الجديد بات يعرف أسماء نجوم المنتخب وقتها، طارق ذياب، ونجيب غميض، وحمادي العقربي، وتميم الحزامي، ومحمد علي عقيد، وكمال الشبلي، وعلي الكعبي، الذي نال شرف تسجيل أول هدف تونسي في كأس العالم، وطبعًا دون نسيان الحارسين الصادق ساسي المعروف بعتوقة ومختار النايلي.

أول مشاركة للمنتخب التونسي في المونديال سنة 1978 هي أفضل مشاركة في تاريخه بتحقيقه لأول فوز عربي

انتظمت البطولة وقتها في الأرجنتين في شهر حزيران/يونيو، وقد كانت تونس المنتخب الوحيد الممثّل لقارة إفريقيا ضمن 16 منتخبًا، وحلّت في المجموعة الثانية مع ألمانيا الغربية وبولونيا والمكسيك.

دشّن المنتخب أول مباراة له بفوز عظيم ضد المكسيك ثلاثة مقابل واحد، وهو الفوز الوحيد لليوم في جميع المشاركات المونديالية.

ملخص مباراة تونس والمكسيك في مونديال 1978

لكن انهزمت تونس في المباراة الثانية أمام بولونيا بهدف وحيد، قبل أن تستطيع انتزاع تعادل ثمين وتاريخي من ألمانيا الغربية، غير أنه لم يشفع للصعود للدور الثاني.

كانت بذلك ملحمة 1978 التي أبهجت التونسيين حيث لا يزال من عاشوها يذكرون تفاصيلها، كما كان للأداء المتألق للمنتخب الفضل في إضافة مقعد جديد لقارة إفريقيا في المونديال.

2/ مونديال 1998 وأحداث "الهوليكانز"

غابت تونس عن المشاركة في المونديال 20 سنة لتعود سنة 1998 في مونديال فرنسا، وحلت في المجموعة السابعة قبل أن تنسحب من الدور الأول بنقطة يتيمة إثر هزيمتين أمام انقلترا وكولومبيا وتعادل أمام رومانيا.

ولكن لا يزال هذا المونديال محفورًا في أذهان التونسيين ليس على خلفية أداء المنتخب، بل على خلفية أحداث "الهوليغانز" الشهيرة في مباراة تونس وأنقلترا في مدينة مرسيليا التي تضم مئات الآلاف من المهاجرين التونسيين والجزائريين والمغاربة. حيث قامت الجماهير الانقليزية "الهوليكانز" المعروفة بتعصّبها، بحرق العلم التونسي لتتّحد الجماهير التونسية مع بقية الجماهير العربية وخاصّة الجزائريين لمواجهة الانقليز في أحداث عنف أدت لخسائر مادية كبيرة في المدينة الفرنسية.

ولا يزال العديد من التونسيين والجزائريين يذكرون لليوم تلك الأحداث بكثير من الحنين، فلقد توحد الإخوة يدًا واحدة في مواجهة الخصم الأنقليزي الغريب!

أحداث الهوليغانز في مونديال 1998

3/ مونديال 2002 والمشاركة الباهتة

في ثالث مشاركة في المونديال وهي الأولى على التوالي، كان يأمل التونسيون التألق في أول كأس عالم تحتضنه قارة آسيا، حيث نظمته بالشراكة اليابان وكوريا الجنوبية، وقد وضعت القرعة وقتها تونس في المجموعة الثامنة في ضيافة المنتخب الياباني مع المنتخبين الروسي والبلجيكي.

لم تكن مجموعة صعبة غير أن أداء المنتخب كان دون المأمول بهزيمة في المباراة الأولى بهدفين لصفر مع روسيا وثم تعادل واحد مقابل واحد مع بلجيكا بهدف من تسديد مخالفة مباشرة لرؤوف بوزيان، قبل تلقي هزيمة ثانية بهدفين لصفر كذلك أمام اليابان صاحب الأرض.

هدف تونس الوحيد في مونديال 2002

4/ مونديال 2006 والخيبة الكبرى

ربما تظل خيبة مونديال 2006 هي الأكبر مقارنة بالمشاركات السابقة، ذلك أن أغلب التوقعات رجحت قدرة المنتخب على افتكاك ورقة العبور للدور الثاني. حيث بعد نيل كأس افريقيا لأول مرة سنة 2004، ومن ثمّ الأداء اللافت في كأس القارات سنة 2005، لم يكن ينتظر التونسيون إلا التألق في مونديال 2006، وقد وضعت القرعة المنتخب بقيادة الفرنسي روجي لومار في المجموعة الثامنة مع أسبانيا وأوكرانيا والمملكة العربية السعودية.

تظل خيبة مونديال 2006 هي الأكبر للتونسيين لأن التوقعات رجحت مرور المنتخب التونسي للدور الثاني

كانت أول مباراة مع السعودية هي مفتاح المرور للدور الموالي، ولكن كاد أن يخسر المنتخب المباراة لولا هدف تعادل راضي الجعايدي في الوقت بدل الضائع. دخل زملاء القناص زياد الجزيري المباراة الثانية في مواجهة العملاق الأسباني، الذي كان يضم في صفوفه وقتها راوول وتوريس، بروح عالية واستطاع جوهر المناري تسجيل هدف في مرمى كاسياس منذ الدقيقة الثامنة، وواصل المنتخب تألقه في واحدة من أجمل المباريات في تاريخ المونديال ولكن لم يقدر على المقاومة إلا حتى الدقيقة سبعين حينما سجل هدف التعادل والذي لحقه هدفان آخران سجلهما فرناندو توريس.

ملخص المباراة التاريخية ضد أسبانيا

لم يفقد التونسيون أمل الترشح حيث كانوا بحاجة لفوز أمام أوكرانيا في المباراة الثالثة، لكن كانت الخيبة مجدّدًا بهزيمة موجعة بهدف وحيد من ضربة جزاء غير صحيحة سجّلها المهاجم المخضرم شيفشينكو، لتنسحب تونس بمرارة من مونديال 2006. والأمل ألا تتكرر الخيبة في مونديال 2018، وينجح المدرب نبيل معلول في قيادة المنتخب للدور الثاني.

 

اقرأ/ي أيضًا:

19 حقيقة مثيرة عن النسخة الأولى لكأس العالم

انعزالية ترامب تهدد ملف كأس العالم 2026