نقابة الصحفيين: نحذّر من مغبة التمادي في سياسة الإهمال لحالة شذى الحاج مبارك

عبّرت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، وفق بيان أصدرته الجمعة 16 ماي/أيار 2025، عن "بالغ انشغالها إزاء التدهور الحاد للوضع الصحي للصحفية شذى الحاج مبارك، المسجونة بسجن المسعدين بسوسة منذ جويلية/يوليو 2023 على خلفية عملها الصحفي داخل إحدى شركات الإنتاج الإعلامي"، محمّلة "وزارة العدل والإدارة العامة للسجون والإصلاح كامل المسؤولية عمّا قد يلحق بها من أضرار جسدية ونفسية يمكن أن تهدد حياتها".

وأكدت نقابة الصحفيين، أنّ ما تتعرض له شذى الحاج مبارك يُعدّ "انتهاكًا صارخًا للمواثيق الدولية ذات الصلة بحقوق السجناء، وخرقًا واضحًا للقانون عدد 52 لسنة 2001 المتعلق بنظام السجون في تونس، الذي يقر صراحة ضمن الفصل 17 منه أن (لكل سجين الحق في مجانية المعالجة والدواء داخل السجن وعند التعذر بالمؤسسات الاستشفائية بإشارة من طبيب السجن)".

نقابة الصحفيين: نحمّل وزارة العدل والإدارة العامة للسجون والإصلاح، كامل المسؤولية عمّا قد يلحق بشذى الحاج مبارك من أضرار جسدية ونفسية يمكن أن تهدد حياتها

كما جددت النقابة دعوتها لإطلاق سراح شذى الحاج مبارك "حتى تتمكن من المعالجة في ظروف ملائمة باعتبار أنّ مواصلة متابعتها قضائيًا في حالة سراح لا يُمكن أن يمثل خطرًا على الأمن العام خاصة أنّ المبدأ هو قرينة البراءة والحرية هي الأصل" وفق البيان.

وحذرت النقابة في هذا السياق، من "مغبة التمادي في سياسة التجاهل والإهمال" لحالة شذى الحاج مبارك، داعية إلى التدخل الفوري والعاجل لتوفير العناية الصحية اللازمة لها، "ووضع حد لمعاناتها المتواصلة في ظروف سجنية صعبة"، وفق نص البيان.

يشار إلى أنّ شذى الحاج مبارك، قد أعلنت الخميس 15 ماي/أيار 2025، عن دخولها في إضراب جوع مفتوح داخل سجن المسعدين بسوسة، "احتجاجًا على حرمانها من حقها الدستوري والإنساني في العلاج والدواء بعد تفاقم آلامها على مستوى العمود الفقري واليد، وارتفاع ضغط الدم نتيجة سلسلة من الوعكات الصحية السابقة التي لم تتلقى على إثرها العناية الكافية".

يذكر أنّ آمن الحاج مبارك، قد أكد الأربعاء 14 ماي/أيار 2025، في رسالة نقلتها على شقيقته ونشرها على فيسبوك، أن شذى الحاج مبارك تخوض إضرابًا مفتوحًا عن الطعام لأسباب عدة أهمها حقّه في الصحة والعلاج، إذ أنها تعاني من ارتفاع ضغط الدم على مستوى العينين، إضافة إلى مشاكل صحية على مستوى عمودها الفقري ومفصل الكتف ومعصم يدها اليمنى.

وقالت شذى الحاج مبارك في رسالتها: "لم أعد أتناول مسكنات الألم فجسدي لم يعد يتقبلها بسبب معدتي التي لم تعد قادرة على تقبل المسكنات فعادت الآلام مجددًا في غيابها"، مردفةً: "إنّي لا أقوى على تحمّل الألم بهذا الجسد الذي أنهكه المرض،  صرت أتقيأ كثيرًا وأفقد وعيي من شدة الألم".

شذى الحاج مبارك: "سُلبت حريّتي ظلمًا وألهمني الله صبرًا على ما أصابني، لكنني الآن قد أصابني الضرر في صحتي ولم يعد بإمكاني الصبر"

كما جاء في نص الرسالة أنّ أحد الأطباء أشار إلى شذى الحاج مبارك بأن تقوم بفحوصات على عمودها الفقري متوقعًا أن يتم إجراء تدخل جراحي إن لزم الأمر، لكن كلما يتم نقلها إلى المستشفى لا يقع إعلامها بشيء عن وضعها الصحي ويتم الاقتصار على بعض الفحوصات ثم تتم إعادتها للسجن، وفقها.

يذكر أن الدائرة الجنائية الثانية بالمحكمة الابتدائيّة بتونس، أصدرت في 5 فيفري/شباط 2025، أحكامها فيما يُعرف بقضية "أنستالينغو"، وحكمت على الصحفية شذى الحاج مبارك بالسجن لمدة 5 سنوات. وتعود أطوار القضية إلى جويلية/يوليو 2021، عندما "تمت مداهمة مقر شركة الإنتاج واستدعاء الصحفية للبحث الذي لم يقع مراعاة احتياجاتها الخاصة فيه في علاقة بمشكل السمع وتم إقرار إيقافها ثم إطلاق سراحها"، وفقًا لنقابة الصحفيين.

 وكان قاضي التحقيق بمحكمة سوسة قد أسقط التهم عن الصحفية شذى الحاج مبارك عام 2023 مؤكدًا أنها "تقوم بأعمال صحفية لا علاقة لها بالتهم الموجهة لها وقرر إيقاف التتبع وبطاقة الإيداع في حقها"، إلا أن دائرة الاتهام نقضت في جويلية 2023 قرار قاضي التحقيق المذكور وقررت إيداع الصحفية بسجن المسعدين، وتوجيه تهم التآمر على أمن الدولة الخارجي حسب الفصل 61 مكرر من المجلة الجزائية لها، فضلاً عن تهمة إتيان أمر موحش ضد رئيس الجمهورية حسب الفصل 67 من المجلة الجزائية، وتمت إحالتها على الدائرة الجنائية بسوسة ثم الدائرة الجنائية الثانية بالمحكمة الابتدائية تونس 1 التي قضت بسجنها لمدة 5 سنوات.