07-مايو-2018

"الفراريزم" بين الاغتراب والوصم الاجتماعي (فتحي بلعيد/أ.ف.ب)

"ألبس ما يحلو لي وأسمع الفنّ الّذي يعجبني، أمّا ما يعتقده النّاس فذلك آخر همّي"، يقول حاتم، قبل أن يضيف متسائلًا "فهمتي كيفاه"؟. حساب الشابّ البالغ من العمر 24 عامًا على موقع "فيسبوك" لا يحمل اسمه ولا صورته. يشرح لـ"الترا تونس": "أحبّ أن أطّلع على ما يحدث حولي دون كشف هويتي، هكذا أنشر ما أشاء وأقول ما أريد دون تخوّف من ردّ فعل قريب أو صديق".

يصف حاتم نفسه بالـ"فرار والفخور بذلك"، موضّحًا "لا أرى أيّ سوء في هذه الكلمة. إنّها طريقة في المناداة بيني وبين الأصدقاء والمعارف"، ويضيف متسائلًا: "ما الفرق بين "آه فرار" و"آه صاحبي"؟ عندما أرى صديقي أو قريبي متأنّقًا أقول له "موهّر فرار" هذا لا يعني أنّني أسخر منه! وعندما يحلق صديق لي شعره، أبادره بالقول "صحّة فرار" وهذا لا يعني أنني أسخر أيضًا! "كلمة –فرار- تعني الصديق والشخص العزيز الذي تجمعك به علاقة تشبه الأخوّة ولا تعني مطلًقا "جبريّ" و"قعر" كما يروّجون لها"، هكذا يقول.

اقرأ/ي أيضًا: لعبة "البلانات".. الإدمان الخفيّ من أجل الربح السريع

لكن لروّاد مواقع التواصل الاجتماعي وخاصّة منها "فيسبوك" قولاً آخر. ففي هذا الفضاء الافتراضي الأزرق عرفت لفظة "فرار" ومشتقّاتها انتشارًا كبيرًا خلال السنوات الأخيرة طغى عليه بالأساس التوظيف السّاخر للّفظة ودلالاتها المختلفة وفق السّياق دون أن يتّفق اثنان تقريبًا على تقديم تعريف دقيق وواضح للمفهوم. صفحات عديدة على "فيسبوك" مخصّصة لمنشورات "فرارية" على غرار الفرارات frèrét تقابلها صفحات خصّصها المشرفون عليها لمحاربة "الفراريزم" مثل صفحة Brigade Anti Frérisme.

عرفت لفظة "فرار" ومشتقّاتها انتشارًا كبيرًا خلال السنوات الأخيرة، طغى عليه بالأساس التوظيف السّاخر للّفظة ودلالاتها المختلفة وفق السّياق

وبقدر ما يحضر المصطلح في الفضاءات الافتراضية والشارع، فإنّ تناوله ما يزال محتشمًا سواء في الإعلام أو من قبل المختصّين في علم الاجتماع والنّفس.

 

 

الفراريزم.. جنين مشوّه لصراع الهويّات

"الفراريزم حسب رأيي هو وليد غير شرعيّ ومشوّه لصراع هوّياتيّ تعيشه فئة كبيرة من الشباب التونسي"، يقول الشاب ياسين بالربيعة لـ"الترا تونس"، شارحًا "حيث تعيش هذه الفئة تنازعًا بين هوية دينية محافظة وصيرورة تاريخية تفرض التحرّر"، ويبيّن محدّثنا أنّ "نقطتي الارتكاز اللّتين تقوم عليهما شخصية الفرار هما الدّين وملذّات الحياة المحرّمة، حيث وجد الفراريزم حلًاّ وسطًا ينتصر عبره الشّخص للملذّات في شأنه الخاصّ وللدّين عندما يتعلّق الأمر بشؤون الآخرين".

ياسين بالربيعة:" الفراريزم" هو وليد غير شرعيّ ومشوّه لصراع هوّياتيّ تعيشه فئة كبيرة من الشباب التونسي بين هوية دينية محافظة وصيرورة تاريخية تفرض التحرّر

ويعتبر ياسين، وهو شابّ مقيم بالخارج، أنّ إيجاد تعريف شامل لـ"الفراريزم" التونسي يتطلّب إجراء مقارنات مع ظواهر أخرى حول العالم على غرار الـ"نورميز"، أي الأشخاص الّذين يتّبعون السّائد ويدافعون عنه بمنطق قطيعي، وجماعة الـWhite Trash والتي تعني حرفيًا القمامة البيضاء ويشير إلى البيض الفقراء في الولايات المتحدة وإلى المناطق الريفية التي تعيش تحت خط الفقر في أمريكا، ويحيل المصطلح إلى مجتمع منبوذ يعيش على الهامش، والذين قد يشتركون مع "الفرارات" التونسيين في بعض المميّزات على غرار المحافظة ومحدودية الذكاء والذكورية والافتقار إلى الوعي والثقافة".

ولئن كان هناك أنواع عديدة من الفرارات، فإنّ الفئة الغالبة وفق ياسين بالربيعة هي فئة فرارات "النورميز" المقترنة بالثقافة الدينية المحافظة، حسب تعبيره.  

"الفرار" و"الرّجلة" وبنطلونات الجينز الضيّقة

"الفراريزم هو فلسفة وجودية وليس فقط ظاهرة اجتماعية"، يقول طارق لمّوشي، مستشار لدى منظمات المجتمع المدني، لـ"الترا تونس"، موضّحًا أنّه حسب رأيه "الفرار" هو الشّاب الذي عادة ما يكون ضعيف البنية الجسدية ويصفّف شعره مثل لاعبي كرة القدم ويرتدي بنطلون جينز ضيّقًا (slim) ويستخدم عبارات من قبيل "موهّر" و"مريقل". ويواصل "أمّا ذهنيّا، فإنّ "الفرار" يكوّن زاده الثقافي من البرامج التلفزية على غرار "أمور جدّيّة" و"لاباس"، وهو لا يطالع كتبًا لكنّه يسخر من الذين يفعلون ذلك".

اقرأ/ي أيضًا: "أنا أسكر.. إذًا أنا موجود": من الدوام إلى الحانة

ويصف طارق "الفرار" أيضًا بكونه "يحفظ كلّ أغاني الرّاب التونسية، ويخاف الله ومقتنع بأنّ ثعبانًا أقرعًا سيزوره في القبر، والماسونية تحارب الإسلام وفي الآن ذاته يسمع موسيقى غربية ويرقص بطريقة غريبة".

"أهمّ مبدأ بالنسبة للفرار هو الرّجلة (الرّجولة) حتى وإن كان عاجزًا عن شرح هذا المفهوم"، يقول محدّثنا، مؤكّدًا أنّ "الفرار بطبعه ذكوريّ يحبّ استعراض رجولته أمام النساء للتعبير عن تفوّقه (Macho)". ويضيف: "وهو عادة ما يتواجد في أماكن يرتادها "فرارات" آخرون لأنّه لا يعيش خارج القطيع". 

بعض أشباه المثقّفين "فرارات"؟

"ليس الفرارات بالضّرورة أشخاصًا منقطعين مبكّرًا عن الدّراسة مثلًا ولديهم ذوق رديء في الموسيقى أو اللباس ويتحدثون مع الناس بطريقة غير محترمة"، تقول ميساء لـ"الترا تونس"، "إذ يمكن أن يكونوا أشباه المثقّفين الذين يتّبعون سياسة القطيع ويدافعون عن تيّار فكريّ لم يقرؤوا عنه يومًا ويسمحون لأنفسهم أن يفرضوا على غيرهم أفكارًا بعينها".

ميساء (تلميذة الثانوي): الفرار هو شخص يحاول الهروب من واقعه وتقمّص شخصية غير شخصيته

"فالفرار هو شخص يحاول الهروب من واقعه وتقمّص شخصية غير شخصيته"، تضيف تلميذة الثانوي، "ويمكن أن نجد "فرارًا" مسلمًا و"فرارًا" ملحدًا فـ"الفراريزم" لا يفرّق بين المعتقدات والأفكار". أمّا عن المظهر، فتصف ميساء الفئة الأولى أي "الفرارات" المنقطعين عن الدراسة مبكّرًا، بأنّهم يضعون أقراطًا ويرتدون سراويلًا مطويّة ويحدّدون شعر حواجبهم، أمّا الفئة الثانية أي الفرارات أشباه المثقّفين، فهم يلبسون "الدنقري" ويتأبّطون كتبًا برأي محدّثتنا.

وترى ميساء أنّ "الفرارات" الفتيات لا يختلفن كثيرًا عن "الفرارات" الذكور في كلتا الفئتين إذ "أنّهم جميعًا يعانون من ضعف الشخصية ويسعون إلى البروز بشتّى الطّرق"، شارحة أنّ "التوعية والإحاطة النفسية مهمّتان للقضاء على ظاهرة الفراريزم".                                      

الفرار بنية ذهنية وله شخصية قاعدية

"إن أيّ محاولة لتعريف "الفرار" تقتصر على باراديغم المظهر الخارجي من خلال طريقة اللّباس أو الحلاقة هي محاولة لا تلمس جوهر الموضوع لأنّ الفرار بنية ذهنية كاملة وله شخصية قاعدية واضحة المعالم"، هكذا كتب عبد اللّه بن سلامة في تدوينة له ردًا على مقال صحفي بعنوان "فرار... مصطلح مشحون بالحقرة وديكتاتورية المعايير الجمعية". ويقول عبد الله الّذي ينشر تدوينات عديدة ساخرة وناقدة على حسابه لظاهرة "الفراريزم" إنّه "لا يوجد مصطلح معاكس أو مضادّ للفرار، بمعنى أنّ من لا يلبس أو يحلق شعره ولحيته كـ"فرار" ليس بالضرورة شخصًا أنيقًا ووسيمًا".

عبد الله بن سلامة: "فرار" هو مصطلح مشحون بالحقرة وديكتاتورية المعايير الجمعية و"الفراريزم" ظاهرة اجتماعية تتجاوز المعطى والمعجم الطبقي

ونفى عبد اللّه تصوير "الفرار" كنتيجة حتمية للحرمان والأحياء الشعبية الفقيرة لأنّ "الفراريزم كظاهرة اجتماعية تتجاوز المعطى والمعجم الطبقي ويمكن أن نجدها في كل الأوساط الاجتماعية". 

واعتبر محدّثنا أنّ التطرّق إلى ظاهرة "الفراريزم" يجب أن ترتكز على "ثلاثة أبعاد مهمّة في شخصية الفرار القاعدية وهي أوّلًا الاحتقار الرهيب للمرأة حيث يعتبرهنّ جميعًا ساقطات ما عدا أمّه، وثانيًا الميل وجدانيًا لكل مظاهر الرجعية الدينية، وثالثًا النزعة الحيوانية من عنف لفظي ومادّي وهمجية وهرسلة جنسية كلّما تواجدت ثلاثة فرارات أو أكثر على نفس الرقعة الجغرافية". 

"فرار".. في تحوّل الدّلالة اللّغوية 

"فرار" و"فرارة" و"فرارات" و"فراريزم" هكذا عرّب التونسيون الكلمة الفرنسيّة Frère ومنحوها مشتقّات ذات دلالة لمناداة شخص أو مجموعة أشخاص قبل أن تتحوّل الكلمة إلى مصطلح ثمّ تغدو أشبه بالظاهرة. لا يوجد تعريف دقيق للـ"فرار"، إذ لا تعدو التعريفات القليلة المتوفّرة أن تكون محاولات في مقاربة ظاهرة "الفراريزم".

اقرأ/ي أيضًا: تونس: الجنس متاح لمن استطاع إلى "اللّوكال" سبيلًا..

ويرجّح طارق بوعتّور، أستاذ اللسانيات بجامعة قرطاج في تصريح لـ"الترا تونس" أنّ "المصطلح المنقول من اللّغة الفرنسيّة Frère قد مرّ بتحوّل دلاليّ من تعيين علاقات القرابة الأسريّة عمومًا التي يدلّ عليها أصل معنى اللّفظ في الفرنسيّة إلى دلالة حافّة ذات شحنة تدلّ على الانتماء الاجتماعي عمومًا خارج إطار علاقات القرابة الأسريّة"، مضيفًا "وقد اتخذ بعد ذلك دلالة تمييزيّة تفرد مجموعة من الشباب الذين يشتركون في الشّعور بالإقصاء والتهميش". ويواصل شارحًا "وهو يبدو جليّا في اللاحقة "إيزم" التي ألصقت به "Frérisme" بما يجعله يغدو نوعًا من الوصم الاجتماعي وتحفّ به معاني التمييز الاجتماعي والطبقي وحتّى العنصري أحيانًا ويدخل ضمن الحقول الدلاليّة المرتبطة بالتّهميش والإقصاء والاحتقار".

أستاذ اللسانيات طارق بوعتّور: مصطح "فراريزم" يحمل نوعًا من الوصم الاجتماعي وتحفّ به معاني التمييز الاجتماعي والطبقي وحتّى العنصري أحيانًا

ويؤكّد أستاذ اللّسانيات أنّه "يمكن للمصطلح أن يدرس من زوايا سوسيولوجيّة تتعلّق بطبيعة التفاعل بين فئات المجتمع سواء منها تلك التي تمثّل المواطنين عمومًا أو السلطة بأنواعها، وأن يدرس من زوايا لسانيّة تتعلّق بالدّخيل اللّساني واندماج الوحدات المعجميّة المهاجرة والمسافرة في لغات وثقافات جديدة بأن تتخذ ملامح لم تكن لها في الأصل، وأخيرًا من زاوية التوليد الدلالي بنقل دلالة اللّفظ وتحويلها ممّا وضعت له في الأصل إلى دلالات جديدة بالتوسيع أو التضييق أو النقل الدلالي بما يضمن للّغة حركيّة دائمة وأحيانًا غير متوقّعة شبيهة بحركيّة الفئات الشبابيّة التي تستخدم الكلمة وتراوغ بذلك أفق انتظار المتقبّل العادي الذي لا تريد التشبه به".

ويذهب بوعتّور إلى القول "لعلّ التشابه الكبير في الأصوات والكتابة مع الجذر العربي (ف - ر - ر) هو الذي يشحن المصطلح "فرار" برغبة فئة من الشباب تعيش الاضطهاد والتهميش في أن تفرّ وتهرب من الوضع بمختلف الطرق والوسائل بما فيها الهروب المكاني أو حتّى الانعزال في مستوى الممارسات والقيم والمبادئ، ولكنّه من ناحية أخرى يحافظ على ما في كلمة "أخ" الفرنسية وكذلك العربيّة من التقارب والعصبية بين أفراد فئة مهدّدة بما يخلق بينهم ثقافة مشتركة للتصدّي لرفض المجتمع وسطوته".

أستاذ اللسانيات طارق بوعتّور:  مصطلح "فرار" هو امتداد للمصطلح الذي استخدمه المهاجرون في السّبعينيات للتحدث عن مواطنيهم ليتحوّل بالتدريج إلى مصطلح يقصد منه النّبذ 

ويلاحظ طارق بوعتّور أنّ مصطلح "فرار" لدى الشباب يستخدم لغرض الوصم والإقصاء والاستهزاء بفئة شبابية لا تحسن التأنّق والتصرف وتستخدم أساليب وموضة بالية، بما يجعله امتدادًا للمصطلح الذي استخدمه المهاجرون في السبعينيات للتحدث عن مواطنيهم ومن يعيشون معهم نفس الوضع ليتحوّل بالتدريج إلى مصطلح يقصد منه النّبذ على غرار "جبري" و"جبورة" ومن "ورا البلايك" و"أنتيكة" وغيرها".

"الفرارات" هم "الحيطست" الجدد

"الفرارات" هم في الغالب من الجيل الذي نشأ في تسعينيات القرن الماضي، جيل الضياع واللا يقين والخوف من المستقبل"، يقول الباحث في علم الاجتماع فؤاد غربالي، مضيفًا "جيل ساقاه في العفن ورأسه في البورجوازية، يرغب في الحديث بالفرنسية لإثبات نفسه مثلا لكنّه لا يتقنها ومع ذلك يفعل".

الباحث في علم الاجتماع فؤاد غربالي: "الفرارات" هم في الغالب من الجيل الذي نشأ في تسعينيات القرن الماضي، جيل الضياع واللا يقين والخوف من المستقبل

ويواصل غربالي حديثه لــ"الترا تونس" قائلًا "أن تكون فرارًا يعني أنّ لديك الرغبة في الاندماج في مجتمع الاستهلاك دون أن تملك مقوّمات ذلك، فتجد نفسك على الهامش وسط الاحساس بالحقرة وعدم الاعتراف. كما يمكن أن تدّعي أنّك مثقّف في حين أنّك عكس ذلك فتكون "فرارًا" أيضا".

ويمكن تلخيص "الفراريزم" وفق محدّثنا دائمًا في كونه "محاولة من شباب الهامش للاندماج في مجتمع يرفضهم فيقومون بكل ما في وسعهم كي يتطابقوا مع معايير الثقافة الجمعية"، معتبرًا أنّه "طريقة في التواصل والتعبير بين شباب الهامش الذي تقصيه المنظومة الرسمية وتلغي وجوده فيحاول افتكاك موقع رمزي ما". فـ"الصّراع اليوم لم يعد صراع طبقات"، يؤكّد الباحث في علم الاجتماع، "إنّما هو صراع من أجل المواقع وتحقيق الاعتراف. ما يحدث للفرار، هو أنّه يحاول إيجاد موطئ قدم داخل النظام المهيمن فيفشل فترتسم له في الذهنية العامّة صورة كاريكاتورية".  

الباحث في علم الاجتماع فؤاد غربالي: أن تكون "فرارًا" يعني أنّ لديك الرغبة في الاندماج في مجتمع الاستهلاك دون أن تملك مقوّمات ذلك فتجد نفسك على الهامش وسط الإحساس بالحقرة وعدم الاعتراف

ويصف فؤاد غربالي "الفرارات" بكونهم "الحيطست الجدد"، و"الحيطست" وصف ظهر في الجزائر ثمانينيات القرن الماضي ويعني الشبّان الّذين يتّخذون من حيطان المدينة متّكأ لهم يقضّون فيه آناء الليل وأطراف النهار. ويواصل غربالي "أن تكون "فرارًا" يعني أنّك أخ لشخص ما، فهناك إذن جانب عاطفي في المسألة يتعلّق برابط الأخوّة المعنوية والرغبة في الانتماء إلى مجموعة تشبهك"، و"الفرارات لديهم ثقافة مشتركة وهم عادة ما يكونون قد تسرّبوا مبكّرا من مقاعد الدرس ويعيشون حالة من اللا انتظار داخل دوّامة الانتظار نفسها".

 

اقرأ/ي أيضًا:

"كيد الرجال كيدين وكيد النساء 16".. عن الأمثلة الشعبية الساخرة من المرأة

"سكّرتك بالشروليّة على كل بنية".. وللفتيان نصيب من التصفيح في تونس