18-مايو-2018

بدأت رحلة منية مع قرى الأطفال SOS عام 2008 (أمل المكي/ الترا تونس)

لا يزال أمام "منية" 12 عامًا قبل أن تتقاعد من وظيفتها كأمّ بديلة محترفة. وحتى ذلك الحين، تواصل هذه الأمّ تربية 8 أبناء تتراوح أعمارهم بين سنّ الثالثة والثالثة عشر. أطفال لم يتكوّنوا في رحمها ولا تخبّطوا في أحشائها، لكنّها تحدّثنا عن خشية فراقهم متى كبروا وهي تغالب دموعها فتغلبها. فراق عاشته منية بمغادرة أربعة من "أبنائها" سابقًا نحو عائلات جديدة بالتبنّي وستعيشه قريبًا بخروج أكبر أبنائها سنًّا نحو "مبيت اليافعين" خارج القرية.

في عينيّ "منية" بريق لا تخطئه العين. هي سيّدة اختبرت الأمومة مرّتين: الأولى بالفعل والثانية بالقوّة

"منذ صغري كنت أقول لوالدتي إنني أريد أن أتّخذ من رعاية الأيتام مهنة لي"، تقول منية لـ"الترا تونس" مستحضرة طفولتها في جندوبة. وتضيف "كبرت وتزوّجت وأنجبت بنتًا واحدة تركتها في رعاية والدتي، وكنت كلّما نصحني أحد الأقارب بالزواج مجدّدًا وإنجاب المزيد من الأطفال أجيبه بأنني أريد أطفالًا جاهزين".

في البيت رقم "9" بقرية الأطفال "س و س" بأكّودة-سوسة تعيش منية وعائلتها الكبيرة دون أب. فمدير القرية هو أب جميع الأطفال فيها. تتشابه كلّ البيوت الأربعة عشر في القرية من حيث المعمار وتتفنّن الأمّهات في تزويق كلّ بيت وفق ذوقهنّ. يحضر اللون البرتقالي بكثرة في غرفة استقبال البيت رقم "9". ربّما أرادت منية باستخدام هذا اللون في الستائر والأقمشة أن تجلب أشعّة الشمس إلى الغرفة طوال اليوم انسجامًا مع شعار جمعية "س و س"، "الدّفء العائلي لكلّ طفل".

شعر أشقر مصبوغ، وجه خال من مساحيق التجميل وابتسامة لا تفارق محيّاها. في عينيّ "منية" بريق لا تخطئه العين. هي سيّدة اختبرت الأمومة مرّتين: الأولى بالفعل والثانية بالقوّة. أنجبت محدّثتنا طفلة واحدة من زواجها، 22 عامًا، وتدرس حاليًا في الولايات المتّحدة أين تعيش رفقة زوجها. أمّا من كان يمكن أن يكون طفلها الثاني فقد أجهض إثر تبلّغ منية بنبأ وفاة زوجها، قبل 13 عامًا.

تعيش منية وعائلتها الكبيرة في البيت رقم 9 دون أب (الترا تونس)

لم يكن عمر ميارا يتجاوز 23 يومًا عندما جاؤوا بها إلى القرية وكان من المقرّر أن تعرض للتبنّي لكنّ منية التي أحبّت الرّضيعة منذ الوهلة الأولى، أصرّت على بقائها

"لم أشأ التفكير في الزواج مجدّدًا، فلديّ بالفعل حياة جميلة مع أبنائي"، تؤكّد منية شارحة "لا أشعر أنّني أربّيهم فقط في إطار عملي. هم بالفعل أبنائي وبناتي كما لو كانوا قد تخبّطوا في أحشائي".

في بدايات "عملها" عام 2010، كانت منية تربّي 6 رضّع من بين أطفالها الثمانية. "هذا يعني أنّني كنت أغيّر الحفّاظات لستة أطفال في نفس الوقت! أمّا الحليب، فكنت أملأ زجاجات الرّضاعة بالحليب وأضعها في "كسكاس" ليسهل عليّ حملها وتوزيعها عليهم".

تأسّست قرية الأطفال "س و س" بأكّودة-سوسة، عام 2010 وتضمّ، وفق تصريح مديرها يسري ضيف الله لـ"الترا تونس"، 14 بيتًا و100 طفل بين الثالثة والسابعة عشر من العمر، حيث تعنى بالأطفال 14 أمًّا و5 "خالات" أي معوّضات الأمّ عند خروجها في الإجازة. وتمثّل هذه القرية إحدى قرى الأطفال SOS الأربع في تونس والمركّزة في قمّرت (الضاحية الشمالية للعاصمة) وسليانة (الشمال الغربي) والمحرس (ولاية صفاقس). تحصل القرى على نسبة هامّة من ميزانيتها من قبل الجمعية العالمية لقرى الأطفال "س و س" (بين 60 و80 في المائة)، فيما تأتي النسبة المتبقّية في شكل هبات ومساعدات من قبل أشخاص أو شركات أو منظمات خيرية.

لا تزال منية تذكر بكثير من الشّجن والمحبّة اليوم الأوّل الّذي حصلت فيه على "ابنيها" الأوّلين بعد مباشرتها العمل بالقرية. لم يكن عمر ميارا يتجاوز 23 يومًا عندما جاؤوا بها إلى القرية وكان من المقرّر أن تعرض للتبنّي. لكنّ منية التي أحبّت الرّضيعة منذ الوهلة الأولى، أصرّت على الإبقاء عليها وهدّدت بالاستقالة في حال إبعادها. وكان لها ذلك، حيث تحصّلت بالفعل على الحق في "الكفالة العمرية" لميارا، أي أنّها ستبقى معها حتى بعد خروج هذه الأخيرة من قرية "س و س" أكّودة.

أمّا شكري فقد عرفته منية وهو في سنّ الثالثة. جاؤوا به إلى القرية وهو حزين جدًّا لفراق العائلة التي كان في كفالتها. أحبّت "الأمّ س و س " الطّفل الرضيع وأرادته ابنًا "بكرًا" لها. ظلّ الطفل صامتًا لأيّام طويلة لا يتكلّم إلاّ ليشتكي شوقه إلى "أمّه زهرة" التي كانت متكفّلة به. "كنت أقول له إنّني أنا بدوري يتيمة الأب لأشاركه وجعه وحزنه"، تتذكّر منية تفاصيل تلك التجربة الأولى الصّعبة قبل أن تبتسم مضيفة "وبعد 22 يومًا وبينما كنت منهمكة في إعداد فطور الغداء، سمعت شكري من خلفي يناديني بـ"أمّي" أخيرًا".

كانت منية قد سمعت عبارة "ماما" سابقًا من ابنتها البيولوجية ناريمان لكنّ نطق شكري لها في تلك اللّحظة جعلها "أسعد الأمّهات على وجه الأرض".

بدأت رحلة هذه الأمّ مع قرى الأطفال SOS عام 2008. تفاجأت "منية" في تلك السنة بتلقّيها دعوة من الإدارة الوطنية للجمعية لإجراء اختبار قبول. كانت أختها الصّغرى قد قدّمت مطلب شغل باسمها نظرًا لما تعرفه عن منية من محبّة للأطفال. وهكذا قضّت محدّثتنا عامين كاملين في التدرّب على أيدي أساتذة جامعيّين ومختصّي تغذية وخبراء حقوق الطّفل وأطباء رؤساء أقسام طبّ الأطفال لتتمكّن من كلّ المهارات وتكتسب المؤهلات التي تسمح لها بأن تغدو "أمًّا SOS".

اقرأ/ي أيضًا: "عواطف" عميدة سائقات التاكسي: أشجع من الرجال

[[{"fid":"99956","view_mode":"default","fields":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":"تقدم منية لـ\"أبنائها\" الثمانية الكثير من المحبة (الترا تونس)","field_file_image_title_text[und][0][value]":"تقدم منية لـ\"أبنائها\" الثمانية الكثير من المحبة (الترا تونس)"},"type":"media","field_deltas":{"1":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":"تقدم منية لـ\"أبنائها\" الثمانية الكثير من المحبة (الترا تونس)","field_file_image_title_text[und][0][value]":"تقدم منية لـ\"أبنائها\" الثمانية الكثير من المحبة (الترا تونس)"}},"link_text":null,"attributes":{"alt":"تقدم منية لـ\"أبنائها\" الثمانية الكثير من المحبة (الترا تونس)","title":"تقدم منية لـ\"أبنائها\" الثمانية الكثير من المحبة (الترا تونس)","height":375,"width":500,"class":"media-element file-default","data-delta":"1"}}]]

تقدم منية لـ"أبنائها" الثمانية الكثير من المحبة (الترا تونس)

تخطّط منية لأن تواصل رعاية أبنائها بعد خروجها على التقاعد وقد قامت فعلًا ببناء بيت في مسقط رأسها بعد حصولها على قرض من البنك، تنوي الاستقرار فيه مستقبلًا مع "أبنائها"

خضعت منية ومئات المتقدّمات لوظيفة "أمّ س و س" لمراقبة أطباء نفسيين وأمراض عقليّة للتأكّد من قابليّتهنّ للتعامل مع أطفال س وس وقدرتهنّ على احترام خلفيّاتهم ومراعاة مشاعرهم وحسن التعامل معهم. "إذا قلت إنّني لا أعاقب أبنائي فسأكون كاذبة"، تشرح محدّثتنا "لكنّني بالتأكيد لا أستخدم العنف".

كنّا نجلس في غرفة الاستقبال مع كلّ من شكري وميارا الّلذين عادا باكرًا من المدرسة. صادق شكري مبتسمًا على قول أمّه موضّحًا "عندما أخطئ تعاقبني ماما بأن تطلب منّي التزام غرفتي لفترة". يشرح الطّفلان ضاحكين كيف يقضيان فترة العقوبة في المطالعة بينما يقوم بقية إخوتهم وأخواتهم بممارسة الشّغب إذا تركوا لوحدهم في الغرفة. "لقد قاموا مرارًا بقصّ الشراشف والستائر احتجاجًا على معاقبتهم"، تقول منية ضاحكة.

أمّا العقوبة الثانية الّتي تعتمدها هذه الأمّ فهي التهديد بحرمان أبنائها من المشاركة في الرحلات التي تنظّمها القرية. لكن بمرور السنوات، عرف الأطفال أنّ تهديد أمّهم لا يعدو أن يكون "زوبعة في فنجان" حيث لم يحدث أن نفّذت وعيدها وحرمتهم من الخروج في رحلة رفقة أطفال القرية الآخرين.

"كنت أطلب من زميلتي (أمّ س و س أخرى) أن تأتي إلى البيت وترجوني أمام الأبناء أن أصفح عنهم وأسمح لهم بالمشاركة في الرّحلة حتى لا أبدو وكأنني قد غيّرت رأيي بمفردي ودون مجهود يذكر"، تسترجع منية التقنيات التي تلجأ لها لضرب عصفورين بحجر واحد: تأديب الأطفال إذا أخطأوا والحفاظ على ماء وجهها بعد "القسم" بألاّ تسمح لهم بالذّهاب.

بنبرة ضاحكة تسترجع منية واقعتين طريفتين حدثتا معها في علاقة بأبنائها. "الأولى قبل بضعة سنوات عندما كنت أحمّم ولدي عزيز مستخدمة ليفة خشنة فجرح وجهه. وعندما عرف مدير القرية وقتها عماد لبّان بالأمر جاء إلى البيت مسرعًا حاملًا في يده مقصّا. كان غاضبًا لأنّ عزيز يبدو وكأنه تعرّض للعنف، وطلب منّي إحضار معدّات الاستحمام وقام بقصّها جميعا طالبًا منّي أن أتوقّف عن استخدام ليفة خشنة والاكتفاء باللّيفة الرّطبة كالأوروبييّن."

وتواصل محدّثتنا "أمّا المرّة الثانية فقد كانت في مرحلة الإدماج أي خروج أبناء القرية للتعلّم في المدارس خارجها. وجدت إحدى المعلّمات في حصّة التعارف أنّ عددًا من التلاميذ  وضعوا اسم عماد لبّان في خانة اسم الأب فاستغربت وتساءلت كيف يمكن لرجل واحد أن يكون أبًا لعشرات الأطفال قبل أن تشرح لها معلّمة أخرى أنّ اللّبّان مدير قرية الأطفال س و س ويعتبر أبًا للجميع فيها".

تعدّد منية صفات أبنائها وبناتها المختلفة بكثير من الفخر والمحبّة. فهي تعشق في ميارا وشكري رصانتهما وامتيازهما في الدّرس، وفي أسامة وغسّان انطلاقهما وشغبهما الكبير، ويعجبها في آلاء ضحكها الدّائم بسبب أو بغير سبب، وتضحكها جدّية سلسبيل وبكاء دعاء المتواصل، ويهفو قلبها لمرض عزيز.

إعداد وجبات الطّعام لعدد كبير من الأطفال ومساعدتهم على مراجعة دروسهم والاعتناء بنظافتهم والسّهر على صحّتهم ومشاركتهم لحظات الترفيه، أعمال تتقاضى مقابلها منية جراية شهرية لكنّها لا تراها "عملًا" أو "وظيفة" فهي بالدّرجة الأولى "أمّ بدوام كامل".

منية رفقة مراسلة الترا تونس

منية رفقة مراسلة الترا تونس

ولأنّ الأطفال يشغلون كلّ وقتها وبالها دائمًا، لا تخرج منية في إجازاتها الشهرية (الأسبوع الأخير من كلّ شهر) والسنوية (19 يومًا في الصّيف). فهي عندما ترغب في زيارة والدتها في جندوبة تصطحب معها كلّ أبنائها ممّا يجعلها عمليًّا في وضع مزاولة لمهنتها لا في إجازة. "في رصيدي الآن أكثر من 100 يوم إجازة غير مستخدم". تؤكّد منية شارحة "آخذ معي الأطفال كلّ رمضان وفي الصّيف إلى بيت عائلتي في جندوبة فوالدتي تحبّهم كثيرًا وتنتظرهم على أحرّ من الجمر دائمًا".

ينادي الأطفال والدة منية بـ"دادة" وينتظرون شهر رمضان من كلّ عام لقضائه معها في البيت الكبير أين تعدّ لهم أطباقًا شهية مختلفة ويلعبون مع الأحفاد والحفيدات. وكلّما تأخّر أبناء منية في زيارة "دادة" تتّصل هذه الأخيرة بابنتها طالبة منها بكلّ بساطة أن ترسلهم "هزّهم للكار وابعثيهم تاو نتعرّضهم"، تقول محدّثتنا على لسان والدتها العجوز.

كثير من الأمّهات س و س، ولأنّ النظام الدّاخلي السّابق للجمعية وقُراها كان يقضي بتفرّغ الأمّ تمامًا للعائلة، يجدن أنفسهنّ بعد التقاعد وحيدات دون أزواج أو أبناء. "إحدى زميلاتي والّتي كان لها فضل تدريبي بدايات التحاقي بالعمل لم تتزوّج وتعيش وحيدة اليوم بعد تقاعدها"، تحدّثنا منية بحسرة قبل أن تستطرد "والأدهى من ذلك أنّ إخوتها يستغلّون وحدتها وكبرها لاستنزاف جرايات تقاعدها".

منية لـ"الترا تونس": لا أبخل على أبنائي بالمحبّة وأجني محبّة أكبر في المقابل

فاجأ "أبناء" منية والدتهم الـ"س و س" في عيد ميلادها (الترا تونس)

اقرأ/ي أيضًا: ضحايا الاغتصاب في تونس.. قصص الوجع الدائم

لا تنوي منية أن تنتهي إلى نفس المآل فهي تخطّط لأن تواصل رعاية أبنائها بعد خروجها على التقاعد.  وقد قامت فعلًا ببناء بيت في مسقط رأسها بعد حصولها على قرض من البنك، تنوي الاستقرار فيه مستقبلًا مع أبنائها إثر خروجهم من القرية. "ابنتي ناريمان في الولايات المتّحدة ولن أراها إلاّ لمامًا، أمّا هؤلاء الثمانية فهم كلّ ما تبقّى لي وأنا كلّ ما تبقّى لهم ولن أتخلّى عنهم مطلقًا".

"أحصل على 160 دينارًا في الأسبوع لتأمين مصاريف البيت"، تقول منية، "نعيش مثل النّاس والحمد لله. لكن في البداية كان هناك صعوبات كبيرة. حيث لم يتقبّل الأهالي وجودنا عند بعث القرية وتعرّض أبناؤنا لمشاكل عديدة في الاندماج وخاصّة الوصم إمّا بكونهم مجهولي نسب أو أبناء "هجّالات" (كناية عن الأمّهات س و س غير المتزوّجات).

ولحماية أبنائها من أيّ صدمات قد يتعرّضون لها عند الالتحام بالمجمتع الخارجي، تحرص منية على تهيئتهم نفسيًّا منذ الصّغر. فهي تجعلهم يدركون أنّهم ليسوا أبناءها البيولوجيين وأنّ لهم آباء وأمّهات يحبّونهم وسيتعرّفون عليهم يومًا ما. أمّا من كان من أبنائها يتيمًا، فتواسيه بإخباره عن يتمها هي بدورها كي تخفّف عنه.

"الصّبر ورحابة الصّدر والمحبّة هي مفاتيح تعاملي مع أبنائي"، تقول منية لـ"الترا تونس"، مضيفة "لا أبخل عليهم بالمحبّة وأجني محبّة أكبر في المقابل. لقد أسعدوني مثلًا بالاحتفال بعيد ميلادي الأخير الصّائفة الماضية. أعدّوا لي حفلة مفاجئة وهدية جميلة أسعدتني كثيرًا".

المحبّة يعرفها أبناء منية الثمانية. بكثير من العرفان والفخر يروي لنا شكري كيف خرجت أمّه في أواخر رمضان الفارط والجوّ شديد الحرارة لتشتري له ساعة يد. "كانت ماما قد اشترت لنا جميعًا ساعات يد بمناسبة عيد الفطر، لكنّ أخي أسامة كسر ساعتي. كنت أبكي من فرط الحزن خشية أن يكون الغد هو يوم العيد وأنا لا أملك ساعة كإخوتي وأخواتي." لاحظت الأمّ حزن ابنها فتوقّفت عن إعداد أطباق الإفطار واصطحبت ميارا إلى السّوق في ساعات الظهر الساخنة قبل أن تعود إلى شكري بكرها بساعة يد أعادت إلى شفتيه البسمة.

لو كانت منية تعتبر الأطفال جزءًا من عملها الّذي تؤجر عليه فحسب، هل كانت لتكلّف نفسها عناء الخروج إلى السوق في يوم صيام شديد الحرّ من أجل ساعة يد؟ وحدهنّ الأمّهات يبذلن الجهد والوقت في سبيل أن تظهر تفاصيل فرحة كبيرة على محيّا طفل صغير... والأمومة تكمن في التفاصيل.

 

اقرأ/ي أيضًا:

مونولوج الإجهاض: "لن أحمل مجددًا لأني لم أكبر بعد"

رجال تونسيون ضحايا العنف "المؤنث"