17-يناير-2022

جيروم فاشيه ممثل صندوق النقد الدولي في تونس خلال مقابلة مع وكالة فرانس برس في 14 جانفي 2022 (فتحي بلعيد/ أ.ف.ب)

 

الترا تونس - فريق التحرير

 

أكد ممثل صندوق النقد الدولي في تونس جيروم فاشيه، الأحد 16 جانفي/يناير 2022، أن على تونس وهي تسعى للحصول على مصادر تمويل دولية القيام "بإصلاحات عميقة جدًا" ولا سيما خفض حجم قطاع الوظيفة العمومية الذي يبلغ "أحد أعلى المستويات في العالم"، وفقه.

ممثل صندوق النقد في تونس: النمو يبقى ضعيفًا وغير كاف بشكل كبير لاستيعاب معدل البطالة الذي يتجاوز 18% والمرتفع أيضًا في صفوف أصحاب الشهادات الشباب

وأشار فاشيه مع انتهاء سنوات ولايته الثلاث في مقابلة مع وكالة "فرانس برس" إلى أن تونس عرفت بسبب جائحة كوفيد-19 "أكبر ركود اقتصادي منذ استقلالها" لكنه شدد على أن "مشكلات البلاد كانت سابقة (للجائحة) ولا سيما العجز في الميزانية والدين العام (بلغ حوالي 100% من إجمالي الناتج المحلي نهاية العام 2021) اللذين تفاقما".

وبعد انهيار إجمالي الناتج المحلي بنحو 9% في 2020 عاد النمو ليسجل أكثر من 3% بقليل في 2021 ومن المتوقع أن تكون النسبة نفسها خلال 2022.

ورأى فاشيه أن النمو "يبقى ضعيفًا وغير كاف بشكل كبير لاستيعاب معدل البطالة الذي يتجاوز 18% والمرتفع أيضًا في صفوف أصحاب الشهادات الشباب"، لكنه أشار إلى أن "اليد العاملة المؤهلة والرصيد البشري المرتفع الكفاءة والموقع الجغرافي المناسب عوامل تشكل أوراقاً رابحة للبلاد".

يُذكر أن الحكومة التونسية كانت قد طلبت صندوق النقد الدولي برنامج مساعدة جديد، لكن فاشيه أكد أن المباحثات لا تزال في مرحلة تمهيدية إذ أن صندوق النقد الدولي يريد أولاً "معرفة نوايا السلطات التونسية على صعيد الإصلاحات الاقتصادية لأن ثمة حاجة إلى إصلاحات بنيوية عميقة جدًا". وأضاف أن ثمة حاجة "إلى برنامج متين وموثوق (..) على المدى المتوسط وأن يعرض على الشعب حتى لو تطلب ذلك تفسير الصعوبات".

ممثل صندوق النقد في تونس: المباحثات لا تزال في مرحلة تمهيدية إذ أن الصندوق يريد أولاً معرفة نوايا السلطات التونسية على صعيد "الإصلاحات الاقتصادية" لأن ثمة حاجة إلى "إصلاحات بنيوية عميقة جدًا"

ورأى "بما أن ثمة جهدًا فنيًا يبذل من قبل الحكومة وأن ثمة إدراكاً للتحديات الرئيسية والمشاكل الرئيسية فهذا الأمر يشكل قاعدة جيدة لتحضير برنامج إصلاحات والالتزام به"، وفقه.

وعدد فاشيه قضايا ملحة، وفقه، ومنها الثقل الكبير لموظفي القطاع العام (16% من إجمالي الناتج المحلي) إذ أن أجور الموظفين الرسميين البالغ عددهم 650 ألفًا تستحوذ على أكثر من نصف نفقات الدولة السنوية من دون احتساب السلطات المحلية والشركات العامة".

وقال فاشيه إن هذا "الوضع الخاص في تونس حيث كتلة الأجور في الوظيفة العامة هي من الأكبر في العالم حتى بالمقارنة مع الوضع في مصر والمغرب ولبنان والأردن، تمنع البلد من زيادة النفقات المستقبلية واستثماراته ونفقات التربية والصحة والاستثمارات".

ممثل صندوق النقد في تونس: "من القضايا الملحة، الثقل الكبير لموظفي القطاع العام (16% من إجمالي الناتج المحلي) إذ أن أجور الموظفين الرسميين البالغ عددهم 650 ألفًا تستحوذ على أكثر من نصف نفقات الدولة السنوية من دون احتساب السلطات المحلية والشركات العامة"

ومن القضايا الملحة الأخرى، بدء "إصلاح عميق للشركات العامة العاملة في مجالات مختلفة من اتصالات وكهرباء ومياه شرب ونقل جوي والتي تتمتع في غالب الأحيان بالاحتكار وتوظف ما لا يقل عن 150 ألف شخص".

وأكد المسؤول في صندوق النقد الدولي أن "جهدًا كبيرًا يجب أن يبذل أيضًا على صعيد الفاعلية المتعلقة بما يتوقعه الشعب على صعيد الخدمات العامة وأن عدم مرونة الميزانية يتفاقم بسبب عبء الدعم العام"، مشددًا خصوصًا على "الطابع غير المتكافئ لدعم المحروقات".

ويدعو صندوق النقد الدولي إلى أن يترافق إصلاح نظام الدعم (على المحروقات والسلع الأساسية) مع آليات تعويض تستهدف المعوزين.

ممثل صندوق النقد في تونس: الاتحاد الأوروبي ودولاً كبرى أخرى ربطت تقديم أي مساعدة بضوء أخضر يصدر عن الصندوق

وقال المسؤول إن صندوق النقد الدولي يدرك "تأثير" قراراته على الأطراف المانحة الأخرى الوطنية والخارجية العامة والخاصة علماً وأن الاتحاد الأوروبي ودولاً كبرى أخرى ربطت تقديم أي مساعدة بضوء أخضر يصدر عن الصندوق.

وقال فاشيه إن ذلك يشكل مسؤولية ملقاة على عاتق الصندوق لكنه أكد أن "المسؤولية الأكبر تقع على أصحاب القرار وعليهم التحرك لإيجاد حلول". ورأى أنه لا يمكن القول كما يؤكد البعض إن تونس باتت على شفير الإفلاس المالي، موضحًا "هناك إدارة للميزانية تحصل وتتكيف مع الوضع وإن بطريقة غير مثالية"، يضاف إلى ذلك أن تونس ليس لديها استحقاقات تسديد ديون كبيرة على المدى القصير.



اقرأ/ي أيضًا:

اتحاد الشغل ينتقد قانون المالية ويستنكر "التعتيم" على المفاوضات مع صندوق النقد

أنا يقظ: حكومة بودن أعدت برنامجًا "إصلاحيًا" في الغرف المظلمة وتنتهج التعتيم