08-يناير-2018

الشاعر محمد الرفرافي

يخصّص "ألترا صوت" هذه المساحة الأسبوعيّة، كلَّ إثنين، للعلاقة الشخصية مع الكتب والقراءة، لكونها تمضي بصاحبها إلى تشكيل تاريخٍ سريّ وسيرة رديفة، توازي في تأثيرها تجارب الحياة أو تتفوّق عليها. كتّاب وصحافيون وفنّانون يتناوبون في الحديث عن عالمٍ شديد الحميميّة، أبجديتُهُ الورق، ولغته الخيال.


محمد الرفرافي، شاعر وصحافي ومترجم من مواليد مدينة تونس عام 1950، أقام في عدة بلدان قبل أن يستقر سنة 1984 في فرنسا. من أعماله الشعرية "زبد البحور"، في رصيده العديد من الترجمات: "الأعمال الكاملة للشاعر الفرنسي ستيفان مالارميه"، و"لذة النص" لرولان بارت، بالإضافة إلى نقل العديد من التجارب والمختارات الشعرية العالمية إلى العربية، وكذلك في الترجمة إلى الفرنسية.


  • ما الذي جاء بك إلى عالم الكتب؟

أوّلًا، أنا من أُمّةِ كتابٍ، وثانيًا، أنا من جيلِ ما قبل الشّاشات، أي من جيل الورق والحبر والطبشور، وثالثًا، الكِتاب كان، في بدايات تكويني، هو مصدر المعرفة والترفيه، يليهِ الراديو ثم السينما والمسرح. لكن كان الكِتاب هو الأقرب دائمًا وفي متناولي في أي وقت أريده وهو الشيء الوحيد الذي حين أحمله فإنّه لا يُثير لدى القريب والبعيد، لدى الكبير والصغير لدى المُربّي والجار وعابر السّبيل، سوى احترامهم لي، بقطع النظر عن الكتاب وعن محتواه، وهذا الأمر كان فقط من اختياري أنا ولا دخل لأحد آخر به؛ كان الكتاب قيمة أخلاقية مضافة، تُكسِب حامله موقعًا متميّزًا بين أهله وناسه وخاصة الأمّيِين منهم.. وأتذكر كيف كنت وأنا بين سن العاشرة والخامسة عشر، أقطع المسافات الطويلة بحثًا عن المكتبات الوطنية لأقرأ فيها مجانًا ما طاب من القصص المصورة، ومنها مثلًا حكايات سندباد ومغامرات "تانتان".

  • ما هو الكتاب، أو الكتب، الأكثر تأثير في حياتك؟

باعتباري من جيل الكِتاب وباعتبارِ سنّي حاليًا (في عقديَ السّادس)  فلن يكون من السّهل تذكّر كلّ الكتب المؤثرة في حياتي؛ ثم لكل فترة عُمرية كُتبها المؤثّرة، وقد أكتفي بفترة المراهقة وهي فترة حسّاسة، لأقول أنّ كتبًا مثل كِتاب "التثقيف الذاتي" للكاتب المصري سلامة موسى كان له تأثيره البليغ على مساري الثقافي؛ وانضاف إليه في تلك الفترة "الأيام" لطه حسين والمسرحية الفرنسية "سيرانو دو بارجوراك" للشاعر إدموند روستان، وكان قد ترجمها للعربية الأديب المصري مصطفى لطفي المنفلوطي، ورواية هونوريه دو بلزاك "امرأة في الثلاثين"؛ وكتاب "الإنسان ذلك المجهول" للعالم آلكسيس كاريل، وكُتُب السِّيَر الذاتية للعلماء والفلاسفة ومنهم بشكل أخص آينشتاين وديكارت وكانت.

  • من هو كاتبك المفضل، ولماذا أصبح كذلك؟

هناك كُتب مفضّلة وليس كُتّابًا، وهي عديدة ومتنوعة وفي مجالات عديدة.

  • هل تكتب ملاحظات أو ملخصات لما تقرأه عادة؟

يحدث أن أكتب ملاحظات على هوامش الصفحات.

  • هل تغيّرت علاقاتك مع الكتب بعد دخول الكتاب الإلكتروني؟

صحيح، صرت أكثر ميْلًا إلى قراءة الكِتاب في صيغته الإلكترونية لسبب صحّي له علاقة بالعينيْن، فالشاشة الكبيرة تتيح لي رؤية الأسطر والكلمات بشكل أوضح وأيسر، لكن هذا لا ينطبق على مطالعاتي وأنا ممدّد على سرير مثلًا، أو جالس في مقهى، أو على حافة شاطئ ما.. آنذاك يبقى الكتاب الورقي هو الحل، المهم أن يكون هناك ما يكفي من الضوء والجلسة المريحة.

  • حدّثنا عن مكتبتك؟

مكتبتي ومعها مكتبة زوجتي موزّعة بين بلديْن: الأصلي والمقيم فيه؛ وهي تعجّ بالقواميس وأمّهات الكُتب، مع نصيبٍ كبير من الكُتب المهداة من أصحابها سواء إليّ أو إلى زوجتي.

قسم من هذه الكتب (العربية اللغة والفرنسية وقليل من الإنجليزية) صار متوفّرًا إلكترونيًا، وبالتالي صرتُ أفكّر في إهداء نسخها الورقية إلى جهة خيرية ما، قد تهتم بتجميع الكتب وتوزيعها على من هم في حاجة إليها، ولم أعثر على هذه الجهة إلى اليوم..

  • ما الكتاب الذي تقرأه في الوقت الحالي؟

أقرأ حاليًا كتابيْن في وقت واحد: الأول رواية عربية، والثاني كتاب سياسي لأحد أصدقائي الصحافيين.. وأفضّل عدم ذكر عناوينهما.

 

اقرأ/ي أيضًا:

مكتبة عصام السعدي

مكتبة محمد المطرود