04-يوليو-2019

"السفساري" مشحون بدلالات مختلفة في المخيال المجتمعي التونسي (ياسين القايدي/وكالة الأناضول)

 

"كانت جدّتي لا تُفارق البيت إلّا وقد ارتدت "السّفساريّ" الأبيض السّندسيّ تضعه بعناية، فتغطّي كامل جسدها، ولا يكاد يظهر منه غير وجهها وكفيها وقدميها، كانت تلبسه حينما تقصد السوق أو بيت الجيران أو المسجد في رمضان، أمّا أمّي فلم تكن تلجأ إليه إلّا عندما تُدعى إلى "حمّام زفاف" إحدى الصديقات أو القريبات من الصبايا، وقد تحتاجه لحضور المآتم أو عند زيارة عمّي بالمقبرة، وأذكر أنّ أختي قد تزيّنت به مرّة في الاحتفال المدرسيّ باللباس التّقليديّ، وقد سخرنا منها آنذاك لأنّها لم تحسن ارتداءه، فكلّما أمسكته من جهة سقط من أخرى".

تلا "سالم" هذه الفقرة من مقال إنشائيّ كتبه ابنه اليافع، ثمّ حوّل بصره متلهّفًا إلى ملاحظة الأستاذ، فقرأ فيها "الأفكار مقبولة والبناء محكم واللغة سليمة، غير أنّ عملك يفتقر إلى حجج وشواهد قوليّة دقيقة" مرفقة بالعدد 20/12.

 بات السفساري موضوعًا إشكاليًا تتقاطع فيه تصوّرات شتّى فلسفيّة وجماليّة وأخلاقيّة ودينيّة وسياسيّة، فتحوّل من مشغل يعالج معالجة معجميّة تفسيريّة وصْفيّة إلى مسألة سجاليّة فيها قراءات وتوظيفات

اقرأ/ي أيضًا: "مريول فضيلة".. أسطورة امرأة حاول فرنسي اغتصابها فتحوّل قميصها إلى رمز مقاومة

قبّل سالم ابنه، ووعده بالتركيز معه على الأمثلة والشواهد عند المراجعة للفرض المقبل، ثمّ مضى إلى المكتب فاستأنس من باب الفضول بمحرّك البحث، على الأنترنت، كتب كلمة "سفساري"،  فوجد آلاف العناوين من أخبار ومقالات وصور وكتب وغيرها من المراجع. تصفّح بعضا منها في عجالة، فلم يظفر بأقوال وحكم حول هذا اللباس، بل وجد معطيات لم يعد فيها "السفساري" مجرّد لباس تواظب عليه الجدّة وتلجأ إليه الأمّ وتحتار في وضعه البنت، لقد تحوّل إلى قضيّة وأيّ قضيّة.

لم يعد السفساري لباسًا يمكن التحدّث عنه في شريط وثائقي أو عمل إنشائي بكلمات منمّقة وصوت حالم هادئ لطيف، لقد بات منذ سنوات موضوعًا إشكاليًا تتقاطع فيه تصوّرات شتّى فلسفيّة وجماليّة وأخلاقيّة ودينيّة وسياسيّة، فتحوّل من مشغل يعالج معالجة معجميّة تفسيريّة وصْفيّة إلى مسألة سجاليّة تتدافع فيها الآراء والقراءات والتوظيفات.

سفساري العشق والهوى

يُخفي السفساري مفاتن المرأة شأنه شأن جلّ الملابس التي تغطّي الجسد كلّه أو بعضًا منه كالجلباب و"الحولي" و"الملية" والحجاب، غير أنّ السفساري لم يقترن في الثقافة التونسية بالبعد الشرعي بقدر ما اقترن بالبعد الأخلاقيّ والجماليّ، بل تحوّل هذا اللباس إلى عنصر من عناصر الإثارة في المرأة، لذلك تصدّر بعض النصوص الغنائيّة ذات الغرض الغزليّ.

 ولئن بدت الصورة الشعريّة في هذه النصوص بسيطة خالية من العمق والطراف،  فقد كانت معبّرة شديدة السريان على الألسن، نذكر منها على سبيل المثال موّالًا تراثيًا مطلعه "هِزِّي حْرَامِكْ (سفساريك) وْخَمْرِيكْ (حجابك) على الوَشْمْتِكْ هَبْلِتْنِي (أثارتني)"، وقد ترنّم بهذا الموّال العديد من الفنّانين كما تمّ اعتماده في بعض الأعمال السنمائيّة والدراميّة.

الأغنية الشعبية "هزي حرامك وخامريك"

تواصل هذا الاقتران بين السفساري والجمال والعفة والإثارة في أغنية معاصرة لفوزي بن قمرة جاء فيها "أم السفساري محلى محلى قدّها، وإلّي زاد ناري أحمر أحمر خدّها"، فبات "السفساري" في هذه الكلمات بمثابة عامل من عوامل التبئير (La focalisation)، يساهم في تركيز الرؤية على الوجه والخدّ، وليس يخفى ما في التجاور بين كلمتي "خد" و "نار" من إيحاء بمعاني الشهوة الجنسيّة والرغبة في الوصال الحسّي.

أغنية فوزي بن قمرة "يا أم السفساري"

هكذا أفرغ الفن التونسي السفساري من رمزيّته الوعظيّة والدينيّة والأخلاقيّة فشُحن بمعاني اللذة والعشق والهوى، وقد حصل هذا العدول الدلالي والانزياح من قبلُ في ملابس أخرى مثل الخمار/ الحجاب من خلال مقطع شعريّ لربيعة بن عامر الدارمي الشاعر الأمويّ جاء في مطلعه:

 قل للمليحة في الخمار الأسود *** ماذا فعلت بناسك متعبّد

ولئن بدت هذه المعاني محمودة عاطفيًا وجماليًا وذوقيًا، فإنّ بعض الدلالات الأخرى التي اقترنت بالسفساري قد أخرجته من سجل القيم الإيجابيّة إلى عوالم القبح والجريمة كما يتّضح في الفقرة التّالية.

من إخفاء المفاتن إلى إخفاء "المفاسد"

لم تكفّ الوقائق عن ضرب هيبة السفساري وفضّ ارتباطه بدلالة العفّة، يمكن إقامة الدليل على ذلك من خلال حادثة بسيطة ذات بعد أمني قضائي إجرامي. ففي سنة 2007، تمّ إيقاف امرأة بسيدي منصور بصفاقس بعد أن اقترفت سلسلة من السرقات أقضّت مضجع سكّان هذه المنطقة الآمنة.

فقد كانت تخفي تحت السفساري مسروقات غالية الثمن صغيرة الحجم من مصوغ وأموال وأجهزة إلكترونيّة، إذ أتاح هذا اللّباس التقليديّ لتلك الأنثى ملمح الحشمة والوقار ونقاء السريرة ممّا ساعدها على التمويه والإيهام والتخفّي، وقد نعتها البعض آنذاك بــ"سيّدة السفساري".

هذه الحادثة تبدو هيّنة، فهي لا تعدو أن تكون واقعة إجراميّة تصنّف ضمن الجنح، لكن لو أعدنا تقليب المشهد بأعين تحليليّة نقديّة لانتهينا إلى فرضيات ونتائج عميقة عمقًا فكريًا وفقهيًا وتشريعيًا، فالسفساري شأنه شأن العديد من ألوان اللباس إذ يغطّي الجسد إنّما يغطّي وجهًا من وجوه الحقيقة.

 تفطّن الباحث محمّد الطّاهر المنصوري إلى أنّ للّباس في القرآن ثلاثة وعشرون معنى رُبعها يتّصل بوظيفة حماية الجسد وستر العورة والبقيّة تفيد دلالة حجب الحقيقة وتغييرها سلبًا وإيجابًا

واللافت أن هذه القراءة الفلسفيّة التجريديّة تتناسب مع القراءة الأمنيّة وحتّى القراءة الدينيّة، فقد تفطّن الباحث محمّد الطّاهر المنصوري إلى أنّ للّباس في القرآن ثلاثة وعشرون معنى رُبعها يتّصل بوظيفة حماية الجسد وستر العورة والبقيّة تفيد دلالة حجب الحقيقة وتغييرها سلبًا وإيجابًا. وقد تطرّق المنصوري إلى هذه المسألة معتمدًا قراءة تاريخيّة سيميولوجيّة في كتابه "Du voile et du Zunnar" (الحجاب والزّنّار) المنشور بتونس سنة 2007 عن دار النّشر(L’or du temps).

اقرأ/ي أيضًا: "الدنقري" يعود بقوّة بين شباب تونس.. ما قصة هذا اللباس الأزرق؟

أطروحة هذا الباحث يمكن التحقّق منها من خلال العودة إلى الآيات التي حضر فيها الجذر (ل، ب،س). وتأكيدًا لذلك، نذكر على سبيل المثال قوله تعالى من الآية 42 من سورة البقرة "وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ"، وقوله في الآية 26 من سورة الأعراف "يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْـزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى"، وفي الآية 27 من نفس السورة "يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَ".

وبصرف النظر عن دقّة الإحصائيّات التي ذكرها صاحب كتاب "الحجاب والزنار"، يمكن التسليم بأن ما ينطبق على اللباس الذي يغطّي كلّ الجسد أو جلّه ينطبق على "السفساري"، بيد أنّ هذه النتيجة تثير حرجًا تشريعيًا فقد طالب العديد من الناشطين السياسيين بالتّصدّي للنقاب لأنّه مثّل في بعض الأحداث الإرهابيّة عنصرًا مساهمًا في تعطيل التوقّي من الجريمة. 

تونسيات يلبسن "السفساري" في حلق الوادي سنة 1909 (Getty)

وقياسًا على ذلك، يرى البعض أنه يحقّ لبعض المؤسّسات والمحلّات التجاريّة منع دخول المرأة التي ترتدي "السفساري" لأنّه يمثّل مخبأ للمسروقات ومساهمًا في تضليل الأمنيين كما حدث مع تلك السّيّدة بسيدي منصور.

لا شكّ أنّ المسافة الأمنيّة والتواصليّة بين النقاب والسفساري بعيدة مختلفة ، فالفيصل بينهما أساسيّ جوهريّ ذلك أنّ "الوجه" المكشوف عند ارتداء السفساري تشي ملامحه للناظر ببعضٍ من حقيقة صاحبه ونواياه، فحَباب العينين كفيل بفضح الكثير من المقاصد والمشاعر، هذا ما جعل النقاب مستهدفًا بالمنع والتحجير أكثر من "السفساري".

من جهة أخرى أعمق وأكثر تجريدًا، يصحّ القول في هذا المقام إنّ الأشياء من آلات وتجهيزات وملابس لا تكتسي خطورتها من ذاتها، إنّما تكتسيها من حاملها وطرائق استعمالها ومجالات توظيفها، فلسنا في حاجة إلى التذكير بأنّ "السفساري" والنّقاب دورهما في إخفاء الجريمة أقلّ بكثير من بعض القوانين والتشريعات التي تسنّ خصّيصًا لتمكين المجرمين من التملّص من العقاب في غير حاجة إلى الهرب أو الاختباء أو الاحتجاب.

الطرابلسيّة، "فيمن"، وراضية النّصراوي

تواصل قصف "السفساري" في ماهيته ورمزيّته ووظيفته من خلال أحداث أخرى جدّت بعد الثورة، ففي أوت/أغسطس من سنة 2011 ظهر نساء من "الطرابلسية" ومن عائلة بن علي في المحكمة الابتدائيّة متلحّفات بـ"السفساري"، فتحوّل هذا اللباس إلى قطعة قماش طويلة عريضة استنجدت بها فئة من حاشية النظام السابق للإفلات من أعين تستعر رغبة في القصاص والثأر والانتقام من عائلات جثمت على الأنفس والرقاب والأرزاق أكثر من ثلاثة عقود.

شاهد/ي أيضًا: خولة مجدوب.. نبش في تاريخ اللباس التقليدي التونسي

وتواصل هتْكُ حرمة السفساري من خلال مشهد آخر، إذ تمّ إرغام ثلاث فتيات ينتمين إلى جمعيّة "فيمن" على ارتداء السفساري أثناء المحاكمة، وقد أثار ذلك احتجاجًا مزدوجًا: احتجاجًا حقوقيًا عبّر عنه محامو المتّهمات، واحتجاجًا رمزيًا كشفت عنه فئة رأت في المشهد إساءة لحرمة السفساري الحضاريّة والثقافيّة والجماليّة والأخلاقيّة والسياحيّة.

أمينة فيمن بـ"السفساري" خلال جلسة محاكمتها (صالح الحبيبي/أ.ف.ب)

غير أنّ هؤلاء المحتجّين قد غاب عنهم أنّ السفساري كان منذ عقود اللباس الذي تجنح إليه جلّ المتّهمات خاصّة حينما يتعلّق الأمر بالدعارة، فالسفساري هو أوّل ما يصل المرأة التي يتم إيقافها في جريمة زنا أو تعاطي البغاء.

وقد دعيت راضية النصراوي المحامية والنّاشطة في مناهضة التعذيب إلى ارتداء السفساري بمناسبة محاكمتها في عهد بن علي، فرفضت ذلك قائلة حسب إحدى الروايات "لماذا أخفي وجهي وأنا في محاكمة سياسيّة"؟

في هذا المقام الإجرامي، يصبح السفساري بالنسبة إلى عامة المتابعين آية العهر والفحشاء بعد كان رمز العفة والحياء. لكنّ القراءة الجندريّة والمعالجة الفلسفيّة تجعلنا ننتبه إلى ضرب من التمييز، فلمّا أصبح السفساري معتمدًا لستر المتهم وحمايته من التشهير والفضيحة يكون بذلك قد فقد مرجعيّته النسويّة. وبناء على ذلك، لا يجوز من باب المساواة الاعتباريّة فرض ارتدائه في المحكمة على النساء دون الرجال، لكن على هذا النحو كيف يمكن استيعاب ما يسمّى بمرحلة السفساري أقصد "سفساري الأزلام".

سفساري التحرّر و"سفساري الأزلام"

"سيادتك كي كنت تشري باقات (خبز) تلبس سفساري"، هكذا خاطب عبد الستار المسعودي أحد قياديي نداء تونس برهان بسيس الإعلامي والناشط السياسي، وَرَدَ هذا الوصف السّرديّ في سياق حوار سجالي على شاشة إحدى القنوات الخاصّة.

 تواتر الحديث عن استنجاد بعض رموز النظام السابق بالسفساري للتخفي، وهو ما دفع عددًا من الكتاب والمدونين إلى نعت الأشهر الأولى بعيد رحيل بن علي بـ"مرحلة السفساري"

 وبصرف النظر عن مدى صدقه ودقّته، فإنّ تواتر الحديث عن استنجاد بعض رموز النظام السابق بالسفساري للتخفي حادثة لم تعد تقبل التشكيك، وهو ما دفع عددًا من الكتاب والمدونين إلى نعت الأشهر الأولى بعيد رحيل بن علي بـ"مرحلة السفساري" فانضافت إلى هذا اللباس سمة أخرى تتمثّل في الوظيفة التوثيقيّة التأريخيّة.

هذه الوظيفة كانت حاضرة منذ النصف الثاني من القرن العشرين، ولكن بدلالة مختلفة، فقد عمد الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة إلى نزع سفساري إحدى النسوة في لقاء شعبي، واعتبرت هذه الحركة التاريخيّة آية على نزعة بورقيبة التحرّريّة وحرصه على الرفع من شأن المرأة، في المقابل اعتبر المحافظون هذا السلوك ضربًا من التغيير الفكريّ والذوقيّ والثقافي القائم على الإرغام.

الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة ينزع "السفساري" من امرأة في لقاء شعبي

لم يتوقّف تقلّب النظام في التعامل مع السفساري، فقد أعاد بن علي لهذا اللباس منزلته، ودفع المثقفين والإعلاميين والأئمّة إلى "إعادة رسكلته" دلاليًا ورمزيًا. إذ تمّ اعتماده حجّة للدفاع عن ملمح من ملامح الهويّة التونسيّة الأصيلة، ولم تكن الغاية حماية النموذج الوطنيّ بقدر ما كانت مطيّة للتضييق على المتديّنين المحسوبين في الغالب على حركة النهضة الغريم السياسي المتّهم بالعنف والتشدّد والإرهاب.

أضاع السفساريّ "هويّته النقيّة"بعد شحنه بدلالات متجدّدة متغيّرة تغيّر الأوضاع السياسيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة والثقافيّة في تونس

هكذا وقع الزجّ بالسفساري مرّة أخرى في معركة سياسيّة وحزبيّة ضدّ "الأزياء الطّائفيّة الدّخيلة"، فتمّ تقديمه باعتباره بديلًا عن الحجاب والجلباب و"اللباس الشّرعيّ" عامّة.

احتاج بن علي إلى مجهود حجاجي وتفسيريّ وتأويليّ وخطابيّ فوظّف في "مناظرات السفساري والحجاب" المنابر الدينيّة والتربوية والسياسيّة والفكريّة وحتّى الأدبيّة والفنيّة، تمّ ذلك في سياق التّصدّي لموجة السخط في الداخل والخارج التي تزايدت بسبب إمعان النظام في تفعيل المنشور 108 الصادر سنة 1981 الذي يحجّر "ارتداء الزيّ الطائفيّ في المؤسّسات العموميّة".

أخطر ما يمكن الانتهاء إليه من خلال هذا العرض التّحليليّ أنّ السفساريّ قد أضاع "هويّته النقيّة"، إذ شحن بدلالات متجدّدة متغيّرة تغيّر الأوضاع السياسيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة والثقافيّة، ذلك أنّ الملابس شأنها شأن الأفراد والأحزاب والأوطان وسائر الكائنات والأشياء تنزاح عن هويّاتها الأصليّة كلّما تزايد إيقاع تحوّلها وتقلّبها في تكوينها وأوصافها ومريديها ووظائفها ومجالات استعمالها. لكنّ هذه النتيجة تحثّنا على طرح سؤال فلسفيّ أعمق مفاده: هل يمكن الحديث أصلًا عن هويّات صافية نقيّة؟

 

اقرأ/ي أيضًا:

البنية الساحلية والطريزة الذهبية: "إذا البنيّة دبات وحبات اسأل أمها آش خبّات"

استقبال المواليد في التقاليد التونسية.. طقوس "خلاص الوحل" و"السّابع"