الترا تونس - فريق التحرير

انتقد معارضون للرئيس التونسي قيس سعيّد، الأحد 15 ماي/أيار 2022 خلال وقفة احتجاجية بتونس العاصمة، توجهات وسياسات الرئيس، مجددين تأكيد مساعيهم لـ"إسقاط الانقلاب"، وفق توصيفهم.

وقال عضو الهيئة التنفيذية لمبادرة "مواطنون ضد الانقلاب" الحبيب بوعجيلة، في كلمة له خلال الوقفة، إن "المتظاهرين الذين حلّوا بشارع الحبيب بورقيبة بالآلاف، جاؤوا ليؤكدوا أن للديمقراطية شارعًا يذود عنها، وأن لا شارع للاستبداد"، حسب تعبيره.

بوعجيلة: المتظاهرون الذين حلّوا بشارع الحبيب بورقيبة بالآلاف، جاؤوا ليؤكدوا أن للديمقراطية شارعًا يذود عنها، وأن لا شارع للاستبداد

وأضاف بوعجيلة: "نحن هنا لنؤكد أن القوى الديمقراطية تملك تصورًا سياسيًا حقيقيًا لتونس، في حين لم نشهد من الانقلاب طيلة الثماني أشهر منذ الاستيلاء على مقاليد الحكم إلا خطابات الفتنة والتحريض"، وفق تصريحه.

ومن جانبه، قال الناشط السياسي وعضو الهيئة التنفيذية للمبادرة ذاتها، جوهر بن مبارك: "جئنا لنجدد مطالبتنا بالعودة للشرعية وإسقاط الانقلاب، ولنؤكد أن للشارع الديمقراطي اليوم جبهة سياسية متماسكة الصفوف تحمل لتونس وشعبها تصوّرًا وأملًا بعيش حرّ وبكرامة ودون تسوّل من الخارج.

بن مبارك: نحن هنا لنؤكد أن للشارع الديمقراطي اليوم جبهة سياسية متماسكة الصفوف تحمل لتونس وشعبها تصوّرًا وأملًا بعيش حرّ وبكرامة ودون تسوّل من الخارج

وحمّل بن مبارك الرئيس التونسي قيس سعيّد "مسؤولية تجويع الشعب التونسي"، معقبًا: "العشرية السوداء الحقيقية هي عشرية قيس سعيّد"، وفق تعبيره.

وتابع قائلًا: "اليوم في هذا الشارع تجتمع الراية الفلسطينية مع الراية التونسية ومع توقع الشعبين للحرية والتحرر"، وفقه تعبيره.

ومن جهتها، نددت النائبة الأولى لرئيس البرلمان المنحلّ، سميرة الشواشي، في كلمة لها خلال الوقفة بتعيين كامل أعضاء هيئة الانتخابات بأمر رئاسي، مستنكرة قبول أعضاء هيئة الانتخابات السابقة عضوية الهيئة الجديدة.

ووجهت الشواشي إلى أعضاء الهيئة خطابها بالقول: "العار أطول من الأعمار، فبقبولكم عضوية الهيئة الجديدة قد ساهمتم في الانقلاب على الشرعية"، حسب رأيها.

بدوره، وجّه رئيس جبهة الخلاص الوطني أحمد نجيب الشابي، الأحد 15 ماي/أيار 2022، انتقادات للرئيس التونسي قيس سعيّد بخصوص توجهاته وقراراته، سياسيًا واقتصاديًا.

وقال، في كلمة أدلى بها خلال الوقفة الاحتجاجية المنتظمة بالعاصمة رفضًا لسياسات سعيّد: "لقد جئنا هنا لنهتف بصوت واحد من أجل الحرية وعودة الديمقراطية وحماية الدستور والمؤسسات والعودة للشرعية الانتخابية والدفاع عن الفصل بين السلط واستقلال القضاء وعن هيئة مستقلة تشرف على الانتخابات".

الشابي: جئنا هنا لنهتف بصوت واحد من أجل الحرية وعودة الديمقراطية وحماية الدستور والمؤسسات والعودة للشرعية الانتخابية

وتابع: نحن هنا لنقول "لا" للاستبداد والحكم الفردي، نحن هنا تجمعنا إرادة واحدة "الحرية، الديمقراطية وإنقاذ تونس. قد نختلف في اتجاهاتنا وانتماءاتنا، لكن مدرسة الديمقراطية تجمعنا، وفق تعبيره.

واعتبر الشابي أن الأزمة الاجتماعية التي يعيشها المواطن التونسي اليوم من غلاء معيشة وفقر وبطالة وغيرها من المظاهر، أساسها إخفاق في إدارة الاقتصاد التونسي ونزيف في المالية العمومية، بسبب خيارات خاطئة.

وتابع قائلًا: "نحن في جبهة الخلاص الوطني دُعاة إصلاح اقتصادي عن طريق مقترحات عملية تُنهي نزيف المالية العمومية وتُنشط الاقتصاد والنمو. ونعمل على انعقاد منتدى وطني للحوار تنبثق عنه حكومة إنقاذ لتتولى إنقاذ تونس"، حسب تصريحه.

اقرأ/ي أيضًا:

رئيس جبهة الخلاص الوطني: نحن دُعاة إصلاح وسنعمل جاهدين معًا للعودة للشرعية

"جبهة الخلاص الوطني" في خطواتها الأولى في تونس

وتجمّع الأحد 15 ماي/أيار 2022 آلاف المتظاهرين أمام المسرح البلدي بشارع الحبيب بورقيبة بتونس العاصمة، في وقفة احتجاجية بدعوة من مبادرة "مواطنون ضد الانقلاب" وجبهة "الخلاص الوطني" في تونس احتجاجًا على توجهات وقرارات الرئيس التونسي قيس سعيّد.

وردد المحتجون شعارات منددة بسياسات قيس سعيّد، على غرار: "إرحل إرحل"، "حريات حريات دولة البوليس وفات"، "الشعب يريد عزل الرئيس"، "خبز وماء وقيس سعيّد لا"، "دستور حرية كرامة وطنية"، "الشعب يريد ما لا تريد"، "لا لا للشعبوية وحدة وحدة وطنية"، وغيرها من الشعارات. كما رفعوا الرايتين التونسية والفلسطينية إلى جانب صور للصحفية الفلسطينية الشهيدة شيرين أبو عاقلة، لتزامن الوقفة مع ذكرى النكبة.

وتأتي الدعوة لهذه الوقفة إثر الإعلان عن تعيين كامل أعضاء هيئة الانتخابات بأمر رئاسي، الأمر الذي أثار جدلًا واسعًا على الساحة السياسة في تونس، واعتبره عديد الأحزاب والمنظمات والشخصيات السياسية والمختصة في الشأن القانوني إجراءً لمزيد  "تكريس انفراد سعيّد بمقاليد الحكم عبر وضع يده على هيئة الانتخابات".

وتعيش تونس على وقع أزمة سياسية حادة منذ استحواذ الرئيس التونسي، منذ 25 جويلية/يوليو الماضي، على السلطة التنفيذية بإقالته رئيس الحكومة حينها هشام المشيشي ثم حله البرلمان والانطلاق في الحكم بمراسيم في خطوة وصفها خصومه "بالانقلاب"، ويعتبرها "تصحيحًا للمسار"، وسط انتقادات داخلية وخارجية من التوجه لترسيخ حكم فردي.

ومن المنتظر أن تشرف لجنة يكوّنها سعيّد وتكون تحت إشرافه بصياغة دستور جديد لتونس، سيتم طرحه فيما بعد للاستفتاء في 25 جويلية/يوليو القادم ثم إجراء انتخابات برلمانية في 17 ديسمبر/ كانون الأول.

اقرأ/ي أيضًا:

تونس: تحرك احتجاجي مناهض لسياسات الرئيس سعيّد في العاصمة

جبهة الخلاص ومواطنون ضد الانقلاب يدعوان للتظاهر ضد توجهات سعيّد