12-ديسمبر-2018

هل حرية الإبداع مطلقة أم مقيدة؟ (Getty)

الترا تونس - فريق التحرير

 

أثار مشهد تعرّي ممثل مسرحي سوري في مسرحية سورية/ألمانية بعنوان "يا كبير"، ضمن فعاليات أيام قرطاج المسرحية، جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي منذ أيام، وتضاعف الخلاف بعد مشهد ثان لتعري ممثلة مسرحية في مسرحية أخرى مساء الأربعاء 12 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، وطُرحت أسئلة عدة حول حرية الإبداع وحدودها.

وقد عبرت إدارة أيام قرطاج المسرحية في بلاغ لها عن "إدانتها ورفضها لهذه الممارسة"، مشيرة إلى أن "ما قام به الممثل لا يتضمّنه شريط الفيديو الذي اعتمدته لجنة اختيار العروض لبرمجته في إطار برنامج عروض المهرجان وهو ما يعدّ ممارسة فردية معزولة لا مسؤولة قام بها الممثل مخلاّ بالعقد الأخلاقي الاحترافي المهني الذي يستوجب الالتزام الحرفي بتفاصيل العرض".

الممثل السوري حسين مرعي تعرّى في مسرحية "يا كبير" التي تفضح جرائم نظام بشار الأسد في سوريا

وأكدت هيئة المهرجان أهمية الحفاظ على مبدإ وضمان حرية الإبداع والتعبير كما ينصّ عليها دستور الجمهورية ولكن وفق الأعراف والمعايير المتفق عليها والمعمول بها، وفق ذات البيان. وقد لقي هذا البلاغ رفضًا من مسرحيين وأكاديميين، واعتبروه رضوخًا للضغوطات من أجل تقييد حرية الإبداع.

إذ كتب عميد كلية الآداب والفنون والعلوم الإنسانية والروائي شكري المبخوت على حسابه على فيسبوك "علينا ألاّ نرضخ للذوق العامّ وما يريده الجمهور وما يرفضه فجسد مؤدّي الدور في المسرح ليس هو جسد الشخص الذي يمثّل إنّه جزء من جماليّة تتجاوزه وعلامة في سيميائيّة النص"، مضيفًا "ليس لحرّيّة الإبداع حدود إلاّ حدود العمل الفنّي ذاته ومن يخشى على أخلاقه الرفيعة من الخدوش فلا يدخل المسرح البذيء".

كما انتقد المخرج المسرحي وليد الدغسني، بيان الهيئة المديرة للمهرجان واصفًا إياه بأنه "بيان مرتجل ومتسرع ومرتبك"، وأنه يعطي صورة خاطئة عن المسرحيين التونسيين ومخالف لدستور البلاد الذي يرعى حرية الابداع والمبدعين مهما كانت طرق التعبير، حسب ما دونه على حسابه على فيسبوك.

الروائي شكري المبخوت: "ليس لحرّيّة الإبداع حدود إلاّ حدود العمل الفنّي ذاته ومن يخشى على أخلاقه الرفيعة من الخدوش فلا يدخل المسرح البذيء"

وكان قد علق الممثل المسرحي المعني بالواقعة حسين مرعي أنه يفضح في مسرحيته جرائم نظام بشار الأسد في سوريا، وقال بخصوص الجدل حول تعرّيه إنه من المفترض أن تكون مسألة الجسد تفصيل صغير، مضيفًا أنه يتمنى أن يناقش الجمهور العربي مسألة التحرر بعيدًا عن الجسد.

 

اقرأ/ي أيضًا:

افتتاح أيّام قرطاج المسرحية: أسئلة عالقة لم تطلها أضواء الخشبة

"سوبيتاكس".. فيلم هامش الإدمان والبذاءة في مواجهة مركز أشدّ بذاءة