01-أبريل-2020

التظاهرة الثقافية تنظوي على أبعاد توعوية وترفيهية تراعي وضعية الأطفال خلال فترة الحجر الصحي العام (صورة تقريبية/getty)

 

فيما ألقى فيروس كورونا اللعين بظلاله السوداء على الحياة الثقافية، فسكنت المراكز الثقافية وسكتت شاشات السينما وأسدلت خشبات المسرح ستائرها، فإن بعض الفاعلين في الحقل الثقافي أبوا إلا أن يبعثوا الحياة فيه عبر تظاهرات افتراضية.

ولئن فرض الحجر الصحّي العام غلق عديد الفضاءات ومنها المراكز الثقافية الخاصة، فإنّ بعضها أوجد طقوسًا ثقافية تحافظ على استمراريته وتلبيّ حاجة روّاده الثقافية مع مواءمتها مع الوضع الراهن الذي فرضه الوباء، فكان الفضاء الرقمي حاضنة لأنشطتها.

نسرين الدالي (صاحبة "أفروماد") لـ"ألترا تونس": مدرسة العطلة ليست بالتظاهرة المستحدثة ولكن هذه السنة اتخذت بصمة افتراضية بسبب إجراءات التوقي من فيروس كورونا

من بين هذه المراكز التي لم يقعدها كورونا عن العمل، وإن كان افتراضيًا، المركز الثقافي أفروماد لصاحبته نسرين الدالي، إذ أطلق تظاهرة مدرسة العطلة للثقافة والفنون بشعار "1،2،3، عطلة فن سينما"، وهي مزيج من الأنشطة الثقافية الموجّهة للأطفال وأوليائهم.

اقرأ/ي أيضًا: التنمر.. جريمة تظل ندوبها مدى الحياة

ملامح "مدرسة العطلة"

مدرسة العطلة ليست بالتظاهرة المستحدثة، وإنّما هي طقوس دأب عليها المركز الثقافي أفروماد في شهر مارس/ آذار تزامنًا مع العطلة، ولكن هذه السنة اتخذت بصمة افتراضية بسبب إجراءات التوقي من فيروس كورونا، وحافظ على بعض من ملامحها وإن غاب التمويل.

والتظاهرة الثقافية التي لاقت إقبالًا في الفضاء الافتراضي تنظوي على أبعاد توعوية وترفيهية تراعي وضعية الأطفال خلال فترة الحجر الصحي العام، إذ ينعكس ذلك على نفسياتهم في ظل استحالة مغادرة البيت، وفق حديث صاحبة المركز الثقافي نسرين دالي.

 

فقرة كتابي رفيقي:قصة الفيل الأمين

Posted by Le centre culturel Afromed on Sunday, March 29, 2020

 

عن فلسفة التظاهرة زمن الوباء، تقول الدالي لـ"ألترا تونس" إنها ليست من أنصار استعمال الأطفال للأجهزة الالكترونية ولكن مع الوضع الراهن لا بد من أنشطة للأطفال تخرجهم من حالة العزلة المفروضة عليهم، وهو ما جعل فقرات التظاهرة متباعدة زمنيًا.

رسم بأدوات بسيطة متوفّرة في كل البيوت، وألعاب سحرية بوسائل متاحة، وريبورتاجات خاطفة عن الطبيعة وعن الحيوانات، وخرافة يرويها هشام الدرويش وقصص تحكيها "ياسمين وأمّها" و"عمّو غسّان"، وفقرات توعوية عن التوقي من الكورونا تلقيها نسرين الدالي.

نسرين الدالي لـ"ألترا تونس": إن كانت التظاهرة موجّهة للأطفال بالأساس فإنّها لم تغفل الكبار

وإن كانت التظاهرة موجّهة للأطفال بالأساس فإنّها لم تغفل الكبار، إذ يروي هشام الدرويش حكايات للكبار أيضًا وأمثلة شعبية من عمق الماضي، كما أنّها موجّهة أيضًا لذوي الإعاقة من المكفوفين إذ تخصص لهم قراءة صوتية باللغة العربية  في فقرة "كتابي رفيقي" التي يشرف عليها "عمّو غسّان".

و"عمّو غسّان" صديق افتراضي للمركز الثقاقي أفروماد التحق بالمبادرة، تطوّعًا، منذ انطلاقتها، وكذا فعلت "أم ياسمين"، وهي صديقة المركز أيضًا ومدرّبة في مجال الطفولة وإحدى رواد المركز حيث تنشط ابنتها، وتتولّى الأم وطفلتها تنشيط فقرة كتابي رفيقي باللغة الفرنسية، وفق حديث نسرين الدالي.

وتظاهرة "مدرسة العطلة" تتواصل هذه السنة بصفة استثنائية بعد انقضاء شهر مارس/ آذار، وذلك إيمانًا بدور الثقافة في تخفيف حدّة الحجر الصحّي، ولكون الفضاءات المتاحة للأطفال للترفيه والتثقيف تتطلّب مرافقة من الأولياء لأنهم في سن معيّن غير قادرين على التمييز بين الغث والسمين.

اقرأ/ي أيضًا: كيف يعيش الموظف يومه في البيت زمن "الكورونا"؟

 

 

في هذا السياق، تقول صاحبة المبادرة إن الطفولة تظلّ مجالًا مهمّشًا حتّى في فترة الأزمة وتوفير فضاء تثقيفي وتوعوي وترفيهي يهربون إليه من واقع الكورونا هو أساس التظاهرة، حيث ينشئ المساهمون فيها خطابًا يفقهونه ويسهم في تجاوزهم لبعض العقبات النفسية التي يخلفها البقاء في المنزل لفترة طويلة.

والهدف من هذه المبادرة أيضًا، مساعدة الأولياء على التعاطي مع أطفالهم، إذ ليس من الهين التعامل مع طفل صغير في  ظل حجر صحّي عام خاصة مع هشاشة نفسيته، وهو ما يجعل من متابعته لأنشطة ثقافية تراوح بين الترفيه والتوعية متنفسًا له ولوالديه، وق قول محدّثتنا.

 

من مساهمات مريم و مرام ♥️ نشكروكم على المتابعة Un deux trois عطلة فن و سينما

Posted by Le centre culturel Afromed on Saturday, March 28, 2020

 

 

الحلقة1️⃣4️⃣من مدرسة العطلة "Un deux trois عطلة فن و سينما" -- في موعد البث المباشر الاول منتصف النهار -- حصة التربية...

Posted by Le centre culturel Afromed on Saturday, March 28, 2020

 

عن المركز الثقافي أفروماد

والمركز الثقافي أفروماد مركز اختصاصه التكوين والإنتاج وتوزيع الأعمال الفنية الشبابية والجديدة منها، مقرّه حي التضامن ويستمد تسميته من الجذور الأفريقية والمتوسطية لتونس، ومنها فلسفة المركز المنفتح على كل الثقافات التي تزخر بها تونس، وفق قوله صاحبته نسرين الدالي.

نسرين الدالي لـ"ألترا تونس": أفروماد مقرّه حي التضامن ويستمد تسميته من الجذور الأفريقية والمتوسطية لتونس

ومن أهداف المركز الثقافي، أيضًا، نشر الثقافة والإيمان بمبدأ الثقافة للجميع ولكل الأعمار والنأي عن منطق أن الثقافة لا تشمل غير الفنون، بل تشمل أيضًا كل ما هو حياتي ويومي ويتجلّى ذلك من خلال التظاهرات التي ينظّمها والتي تسعى إلى إحقاق المساواة بين الجهات في المجال الثقافي.

وفي حي التضامن، تسعى نسرين الدالي عبر الثقافة، إلى خلق تعبيرات جديدة تنهل من الموروث التونسية وتنفتح على ثقافات عالمية تخلق للأطفال والمراهقين أجنحة في بيئة مهمشة ثقافيًا وتنمويًا.

 

الحلقة1️⃣2️⃣من مدرسة العطلة "Un deux trois عطلة فن و سينما" -- في موعد البث المباشر الاول منتصف النهار -- حصة التربية...

Posted by Le centre culturel Afromed on Wednesday, March 25, 2020

 

 

اقرأ/ي أيضًا:

"وينو الدواء".. صرخة مرضى الذئبة الحمراء من أجل الحق في الحياة

"أحكيلي".. منصّة مساعدة نفسية لمواجهة "الكورونافوبيا"